قصفت قوات العقيد الليبي معمر القذافي الأحد مدينتي أجدابيا ومصراته بالمدفعية الثقيلة والصواريخ ، مما أسرف عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، وجرح آخرين، وسط تحذيرات من المعارضة من إمكانية قيام العقيد معمر القذافي بارتكاب مذبحة ما لم يتدخل حلف شمال الأطلسي لحسم المعركة. وقد تسبب القصف العنيف من طرف كتائب العقيد معمر القذافي، في تراجع الثوار الليبيين إلى التراجع مئات الكيلومترات، تفاديا لوقع المزيد من الضحايا في صفوف المقاتلين، بينما دمرت كتيبة الشهيد علي الجابر التابعة للثوار ست سيارات عسكرية تابعة لكتائب القذافي، في معارك قوية قرب لبريقة، قتل خلالها سبعة من الثوار وجرح آخرون وكشف أعضاء في المعارضة، عن أن قوات القذافي كثفت هجومها على المدنيين، مستخدمةً صواريخ جراد روسية الصنع والمثبتة على شاحنات. ويواجه الزعيم الليبي منذ 17 شباط انتفاضة شعبية غير مسبوقة تحولت إلى ثورة مسلحة أسقطت نفوذه في أنحاء عدة من البلاد ولا سيما في الشرق الليبي، حيث شكل “الثوار” في معقلهم ببنغازي، التي تبتعد ألف كلم شرق طرابلس، مجلسا انتقاليا. ودعت كل من فرنسا وبريطانيا مؤخرا، أنصار الرئيس الليبي معمر القذافي للتخلي عنه، طالبة من المعارضة الليبية الانضمام إلى العملية السياسية التي تمهّد الطريق لرحيله. إلى ذلك أفادت مصادر صحفية أن الإدارة الأميركية بدأت عملية بحث مكثفة لإيجاد دولة تقبل باستضافة الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنهم يحاولون إيجاد بلد لم يصادق على معاهدة روما، من اجل إقناعه باستضافة القذافي. إذ أن المعاهدة ترغم الدول المنضمة إليها على تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية، وأن ابحث يجرى أساسا عن دولة إفريقية بالأساس تتولى هذه المهة. في سياق متصل دعا نشطاء في مصر الدول العربية اليوم الأحد إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي لثوار ليبيا حيث يدخل الصراع بين الثوار والزعيم الليبي معمر القذافي شهره الثالث. وقال نشطاء ائتلاف (17 فبراير) من مقرهم بالقاهرة إن تباطؤ الدول العربية في الاعتراف بالمجلس كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي أدى لمقتل آلاف الليبيين. واستبعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأحد إرسال قوات برية إلى ليبيا قائلا إن من المهم التمسك بتفويض الأممالمتحدة وعدم اتخاذ إجراء من شأنه إثارة استياء العالم العربي، مضيفا “ما من شك أنني أرى أن العقيد القذافي ما زال مصرا على قتل الناس في مصراتة والسيطرة على تلك المدينة الكبيرة وأيضا المضي نحو بنغازي التي اذا وصل اليها فأنا متأكد من أنه سيكون هناك حمام دم”.