ما إن تأتي أي إجازة أو أي احتفال أو مهرجان إلا ويتزين الجازانيون بالفل وينتعشون برائحته الزكية، ويستخدم الرجال قبل النساء الفل في عصابات الرأس أو يوضع على الرقبة ليتدلى على الصدر. وتستخدم النساء الفل في أعمال الزينة كالكوشة والملفوف وغيرها. ويعد الفل اليمني من أجود أنواع الفل، إلا أن الأزمة اليمنية حالت دون وصوله إلى الأراضي السعودية. ولكن الفل الجيزاني يعد سيد الفل في العالم، ولكن قلته وقلة الأيدي العاملة، وكثرة المناسبات أدت إلى ارتفاعه بشكل غير معقول. ويقول محمد قضب اليمني، وهو يعمل في الفل منذ سنوات ويضع الفل في حافظة مملوءة بالثلج تفتح عند الطلب يعرفها زبائنها، ويرجع سبب تغطية البضاعة «الفل الجيزاني» بالثلج والقماش، ذلك التصرف الذي يسير عليه المشتغلون بهذه التجارة، بالحرص والحفاظ على رائحته وبقائها فواحة حتى تصل إلى يد الزبون الذي قد يأتي من مناطق بعيدة للحصول على هذه النوعية. الأسعار المرتفعة بسبب أزمة اليمن وقلة العمالة وتتراوح أسعار الفل بين 20 و200 ريال، ولكل نوع اسم وسعر واستخدام، ويتعهد البائع بتأمين أي كمية من أي نوع من الفل عندما يطلب من الزبائن ويتفق معه على السعر مسبقا، ويفتح الحافظة للزبون حتى لا تذهب الرائحة، وهناك فل على شكل مسابح وتباع من 20 إلى 40 ريالا، ويصل الدخل الشهري في المناسبات والزواجات إلى 20 ألف ريال وينخفض مع قلة المناسبات. الجدير بالذكر أن أزمة اليمن وتراجع حجم المبيعات رفعا من الأسعار ليصل ما هو معروف ب«الكبش» إلى 600 ريال. المخضارة تتزين بها النساء وتعد زراعة شجر الفل والنباتات العطرية من أهم المنتجات الزراعية التي يهتم ويتنافس أبناء جازان في زراعتها والعناية بها حتى عرفت لدى كثيرين ببلد الفل والكادي، وتصدر منتجاتها من هذه النباتات إلى مختلف أنحاء المملكة. ويضاف الفل إلى الكادي والبعيثران وغيرها من الروائح الزكية ليضيف شكلا ورائحة جميلة، ويفضل النساء التزين بما يسمى «المخضارة»، وتحتوي المخضارة على عدة أشجار، ويتم تجميعها لتكون ما يسمى «العضية»، والمخضارة أو الخطور عبارة عن مجموعة من الأشجار ذات رائحة طيبة وتشمل: الكاذي: ويكون على شكل عذق أبيض اللون وله شرائح بيضاء تشتم رائحته عن بعد ويوضع كشرائح تغطي العضية، وفي الوقت نفسه يزيدها رائحة زكية. الشذاب: يستعمل للنساء وبعضه يستعمل للأدوية العربية. الطُرق: وهو شجر أخضر اللون رائحته زكية وله فوائد طبية. الشيح: نوع من أنواع الأشجار أخضر اللون ذات رائحة طيبة. الوالة: له ورق عريض أعرض من ورق البردقوش، والوالة هي أصول النعفاء ويستعملها الشباب والنساء. الزعتر: وهو شجر طيب الرائحة تشبه أوراقه ورق الحناء إلا أنه يميل إلى الصفرة. البردقوش: نوع من أنواع الأشجار الطيبة الرائحة يستعمل للشباب بمناسبة الزواج والختان وأيضا من مكملات العضية للمرأة. الدوش: نبت طيب الرائحة وهو من أنواع الرياحين يستعمل مع الروائح المستعملة للعضية. الوالة: أعواد طيبة الرائحة على شبه خيوط غبراوية اللون، غالبا ما تكون مع تربتها تدوم رائحتها لمدة طويلة وهي ضرورية لمكونات العضية. الفل العزان: أشبه ما يكون بفشك المسدس ينظم كهيئة المقصب ويوضع على العلقة للمرأة، وقد يستخدمه الشباب على شكل عصائب. بنات الجبل: وهو نبت شبيه بالزعتر والبردقوش وهو طيب الرائحة جميل المنظر يستعمل في العضية وهو أهم أنواع الخطور وأجودها، ذو رائحة، وأيضا يستعمله الشباب فوق الجبهة على شكل عصابة. البياضي: وهو شجر أبيض اللون له رائحة طيبة. الفل الأبيض: المسمى بالقريشي، له رائحة طيبة يضاف كزينة فوق العضية. الشباب السعودي ينافس على بيع الفل في جازان ينافس الشاب الجيزاني العمالة الوافدة في بيع الفل الجازاني، ويجد شباب سعوديون أن الفل مصدر دخل قوي، وأنهم لا يجدون أي صعوبات ولا يخجلون من العمل والبيع والتربح. من أهم أنواع الفل الصبياني والجيزاني والعريشي، ويعنى أهالي جازان برعاية شجرة الفل «الردايم»، وتقليم أوراقها وقتل الحشرات الملتصقة بها ثم تبخيرها بثمار أشجار الدوم، حيث يرون فيها سلامة الشجرة وديمومة عطائها سنوات مقبلة كثيرة.