يومًا بعد آخر، تثبت المملكة العربية السعودية بكل مؤسساتها الرسمية والشعبية، قدرتها الفائقة على إدارة الحشود، والسيطرة على ملايين من البشر ينطلقون في موعد واحد ومكان واحد إلى اتجاه واحد. وهذا العام تثبت الحكومة السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على دحر الإرهاب ومواجهة الشائعات المغرضة، بتحقيق هذا النجاح الباهر، الذي قهر تهديدات «داعش» والحوثيين ومَن على شاكلتهم من تنظيمات إرهابية تسيء إلى الإسلام والمسلمين، وتحاول دائمًا الانتقاص من قيمة ومكانة السعودية في موسم الحج. ومن «عاصفة الحزم» إلى مكافحة الدواعش والفكر السامّ، تمضي المملكة في القيام بكل واجباتها التي تفرضها مكانتها الدينية العالمية، ودورها المحوري والمهم في الدفاع عن قضايا أمتيها العربية والإسلامية، وقد كان لها ما أرادَتْ بنجاح حَجِّ هذا العام، بصعود أكثر من مليوني حاج إلى عرفة، ونفورهم منه بسلام وأمان، تسبقهم جهود مخلصة قام بها أبناء المملكة تجاه إخوانهم المسلمين الذين قدموا من كل حدب وصوب ليؤدوا فريضة الحج في أطهر بقاع الأرض التي اختصها الله وحدها دون غيرها بالحرمين الشريفين. والمملكة بقيادتها وشعبها تقوم بهذا الدور الذي تعجز عن أدائه أي دولة، مهما كانت قدراتها الأمنية والعسكرية، لا سيَّما في هذا الجوِّ المشحون إقليميًّا ودوليًّا بالمعارك العسكرية والاضطرابات السياسية، لا تنتظر من أحد شكرًا على واجبها، كما أنها لا تقوم به مِنَّةً على أحد، بل فخرًا واعتزازًا بما وهب الله أبناءها من قدرات احترافية موروثة في خدمة الحجيج الذين شعروا هذا العام بحجٍّ مختلف ازدادت فيه الخدمات اكتمالا وتطويرًا، وهو ما تشهد به جميع البعثات العربية والأجنبية. إن هذه الطاقات البشرية السعودية التي تخدم ضيوفَ الرحمنِ في المشاعر المقدسة ومكَّة المكرمة والمدينة المنورة، هي نفسها التي تدافع عن دين محمد وعقيدة الإسلام السمحة في اليمن، وتواجه قوى الشرِّ داخليًّا وخارجيًّا، ولذا وجب علينا ونحن نرى العالم أجمع يصفِّق لنا متحدثًا عن جهودنا وقدرتنا الرائعة على تنظيم أكبر مؤتمر إسلامي عالمي في يوم عرفة، أن نشيد بكل من ساهم في تحقيق وصناعة هذا التميُّز والتفرُّد، وكل من قادنا إلى هذا الشرف وتلك المكانة، كما يجب علينا أن نحافظ على هذا النجاح بعدم الالتفات للشائعات المغرضة والأفكار الهدَّامَة والقلوب الحاقدة، ويكفينا دائمًا أنَّ خدمةَ الحجيج شرف لنا. إن رسالة المملكة واضحة وضوح الشمس؛ فهي دولة لا تحمل أجنداتٍ مسبقةً ضد أي دولة، ولدى شعبها ثقة كبيرة بقيادته التي لا تدخر جهدًا في سبيل الارتقاء به، وردع كل من يحاول النيل منه ولو بكلمة، وليس رصاصة أو حملة مسعورة. وكما قال مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: «إن العمل والإنتاج والنجاح خير ردٍّ على الحملات المغرضة التي تواجهها المملكة، والتي تزداد شراسةً كلما زادت نجاحاتنا، وذلك للتقليل من إرادة ومقدرة الإنسان السعودي للتقدم والرقي، الذي أثبت بدعم من ولاة الأمر (حفظهم الله) أنه لا شيء مستحيل في سبيل التميز، ويعكس ذلك النجاحات التي حققتها المملكة في المجالات الأمنية، والاقتصادية، والإدارية، والعلمية». رابط الخبر بصحيفة الوئام: نجاح موسم الحج يغيض أعداء المملكة