لدى استقباله مساء أمس الاثنين معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ومسئولي وزارة الحج ورؤساء المؤسسات الأهلية لأرباب الطوافة والأدلاء والوكلاء والنقابة العامة للسيارات، شدد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، على أهمية خدمة الحجيج وتعديل أي لوائح أنظمة بما يخدم في هذا الشأن، لأن هذه الأنظمة "ليست قرآناً منزلاً، وتعدل حسب المصلحة ولما فيه خدمة لحجاج بيت الله الحرام". وقال: "بصفتكم مباشرين للحجاج وتلمسون الأشياء أكثر، لرأيكم عندنا مكانته والاهتمام به، وقد شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين برئاسة لجنة الحج العليا، ونجتمع مرات في السنة ونتابع كل الأمور بدقة ونحاول أن نحسن من العمل ونعالج أي مشكلة، والمملكة لديها كفاءات علمية يدرسون هذه الأمور ويعطوننا آراءهم، وليس هناك أي مشكلة أن تجد وزارة الحج أي ملاحظة على أي مؤسسة من مؤسسات الطوافة، وأن تجد أي مؤسسة أي مؤسسة أي ملاحظات في التعليمات أو في بعض الأنظمة فهي ليست قرآناً منزلاً، وتعدل حسب المصلحة ولما فيه خدمة لحجاج بيت الله الحرام". وأضاف سمو الأمير نايف: "نحن سنكون معكم وسندعمكم بكل ما يجب أن يتم وسندافع عنكم، وفي الوقت نفسه سنقول لكم بصراحة إذا كان هناك خطأ أو قصور، فكلنا إخوة وكلنا أبناء وطن واحد وكلنا شركاء في هذه المسؤولية، وقد تجدون ملاحظات على وزارة الداخلية ممثلة في رجال الأمن فلا تترددوا أن تقولوها لأنهم كذلك مواطنون وسخروا لخدمة الحجاج فهم بشر وغير منزهين عن الخطأ حتى يحاسب المخطئ". وقال: "معلوم المهمة الكبيرة الملقاة على عواتقكم ابتداء من معالي وزير الحج مروراً بالمسؤولين في وزارة الحج وصولاً إلى رؤساء مؤسسات الطوافة، وهذه مسؤولية شرّف الله بها هذه البلاد ملكاً وحكومة وشعباً ولا نجد خيراً منكم يتولى هذه المسؤولية وعلينا جميعاً أن نقف معكم في كل شأن لهذا الواجب حتى يؤدي حجاج بيت الله الحرام حجهم بكل يسر وسهولة، ويعودوا إلى أوطانهم غانمين إن شاء الله". وبيّن سموه أن المملكة العربية السعودية تتولى أكبر مسؤولية في العالم وهي مسؤولية خدمة الحج والحجاج في كل عام وخدمة الملايين من ضيوف الرحمن من جميع دول العالم. وقال سمو النائب الثاني: "الحمد لله أن مواسم الحج الماضية تمت بكل يسر وسهولة، وأدى الحجيج مناسكهم بكل راحة رغم أعدادهم التي تزيد كل عام، وهذه مسؤولية تشرف المملكة بتحملها ولولا أنها واقع يمارس كل عام لما صدقه أحد". وأشار سموه إلى أن دول العالم عندما تستضيف إحدى المناسبات الرياضية مثلاً أو غيرها من المناسبات تستعد وترتب لها قبل سنة أو سنتين ولا يزيد القادمين إليها عن 300 ألف شخص أو أقل، ولكن موسم الحج موسم عظيم وحمله ثقيل وبفضل الله ثم بفضل الرجال المخلصين تتحمل المملكة هذه المسؤوليات. وبيّن سموه أنه "يجب علينا جميعاً أن نخدم حجاج بيت الله الحرام لأنه واجب شرفنا الله به وعلينا أن نتعاون وأن نكون واضحين وصريحين في معالجة المشاكل". وقال سمو الأمير نايف: "سبق أن ناقشنا في لجنة الحج عودة الأمور بالنسبة لمؤسسات الطوافة إلى ما كانت عليه، ورفعنا ذلك إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ومؤسسات الطوافة تعرف كيف تعمل وتتعامل مع الحجاج وهي أولى من غيرها". وبيّن سموه أيضاً أن المملكة العربية السعودية "ترحب بكل الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الدول الإسلامية وتقدم خدماتها لهم ولا تفرق في التعامل بين دولة وأخرى، وعلينا أن نخدم كل حاج أتى لأداء فريضته". وقال سموه: "يجب على المسؤولين في الوزارات المعنية بالحج بالالتقاء بعد موسم الحج لمراجعة السلبيات والالتقاء قبل الحج لوضع الخطط واستقبال الحجاج". وأوضح سموه أن وزارة الداخلية تقوم بمسؤولياتها في موسم الحج حيث تقدم 60 ألف رجل أمن لخدمة الحجاج، ولديهم تعليمات بمساعدة الحجاج والتعامل معهم بكل لطف، وأن يتحملوا أي إساءة تصدر منهم وأنه سيتم محاسبة كل مقصر في أداء واجبه. وقال سمو النائب الثاني: "نحن قدر لنا جميعاً وعلى رأسنا سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وكل الوزارات المعنية بالحج شرف خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار". ودعا سموه، وزير الحج وأرباب مؤسسات الطوافة أن يقدموا أي ملاحظات يرونها أو اقتراحات لسموه حتى يمكن معالجتها ومعرفة أسبابها ومحاسبة كل مقصر وتقديم الشكر لمن يقوم بواجبه. وقال سموه : "لدينا غرفة عمليات في موسم الحج ممثلة من جميع الوزارات المعنية بالحج تعمل كمجموعة واحدة من أجل أن يعالجوا أي مشكلة فوراً تحدث أثناء موسم الحج ، ويجب أن تتحمل المملكة العربية السعودية وأبناؤها كل ما يتعلق بشؤون الحجاج". وفي بداية الاستقبال ألقى وزير الحج كلمة شكر فيها سمو النائب الثاني على هذا اللقاء، وقال: "نرفع لسموكم الكريم الشكر والامتنان لتفضلكم باعتماد هذا اللقاء رغم تعدد مهامكم الجسام لنحظى بالسلام على سموكم الكريم". وأضاف: "مما نحرص عليه هو استذكار كل ما يتعلق بشؤون الحج والحجاج من تحديث وتطوير للارتقاء بالخدمات نحو الأداء الأكثر تلبية للمزيد من التيسير لضيوف الرحمن الذين هم دوماً في مركز اهتمام ولاة الأمر حفظهم الله منذ عهد المؤسس والدكم العظيم جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأبنائه البررة رحمهم الله وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسموكم، حفظكم الله وأمدكم بعونه وتوفيقه". وأردف الدكتور الفارسي: "نتطلع يا سيدي إلى توجيهاتكم السديدة لنسترشد بها تمهيداً للمرحلة المقبلة وذلك امتداداً وتواصلاً مع ما سبق أن تفضلتم به من دعم وتأييد وتوجيه مستنير وفي ذلك إحكام للقيام بالواجب وبالمهام المنوطة خير قيام، لأن ما يبنى على التوكل على رب العزة والجلال ثم على المشورة والتشاور وتبادل الرأي والتنسيق وتضافر الجهود مؤداه في يقين تواصل النجاحات وفي خط بياني متصاعد بما يدعو للاطمئنان والارتياح لأن الأخذ بالأسباب شرط أساسي للمضي قدماً بخطوات واثقة على درب المستقبل ، هذا مجمل ما رغبت أن أعرض له بإيجاز مراعاة لوقتكم الثمين". بعد ذلك ألقى رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوافة فايق بن محمد بياري كلمة قال فيها: "ها هي مؤسسات أرباب الطوائف كلما تألقت مسيرتها وارتقت خدماتها وفاض عطاؤها إن ما تم إنجازه من خدمات وما تحقق من نجاحات يعود للتوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة ولأيادي الخير الممتدة بالعطاء المستمر بدءًا من عهد والدكم المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ووصولاً إلى عهد راعي هذه المسيرة الظافرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله، وسمو ولي عهده الأمين وسموكم الكريم سلمكم الله". وأضاف: "كم هي سعادتنا بالغة بلقائكم في هذا الشهر الكريم هي عادة درجتم عليها أيدكم الله كل عام، لنستمد من سموكم الكريم النصح والتوجيه والدعم والتحفيز، ولقاؤنا بكم هذه الليلة المباركة بمثابة الانطلاقة الحقيقية والتدشين الفعلي لأعمال حج هذا العام وباعتباره الحافز الحقيقي للجميع لتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة من خلال توجيهاتها الرامية لترقية الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن". وفي نهاية اللقاء تسلم سمو النائب الثاني هدية تذكارية بهذه المناسبة.
حضر الاستقبال معالي المشرف العام على مكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأستاذ عبدالرحمن بن علي الربيعان ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداود ومدير عام الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه اللواء الدكتور صالح بن محمد المالك.