استطاعت المرأة العربية بثقافتها وعلمها إثبات ذاتها وتبوؤ أعلى المناصب خارج وطنها، ولم يقف طموح العربيات المهاجرات عند حد معين، بل اتسع ليصل إلى اعتلاء مناصب قيادية والجلوس على مقاعد الحكومات. تعتبر فرنسا من الدول الأوروبية التي يعيش فيها عدد كبير من المهاجرين العرب، وخاصة دول المغرب العربي، ولم تقف حدود المهاجرات على التعليم المناسب والحصول على فرصة عمل، بل وصلوا إلى درجات علمية عالية أهلتهم للوصول إلى الوزارات في الحكومات الفرنسية، ليسكتن بذلك الألسنة التي كانت تتهم المرأة العربية بالتخلف. نجاة بلقاسم: نجاة فالو بلقاسم، من مواليد بني شيكر بإقليم الناظور في المغرب عام 1977، هاجرت برفقة أسرتها وهى لا تزال بنت 4 أعوام، تاركة الريف ولتبدأ عيش حياة المدن. عرف عنها مطالبتها الدائمة بتحقيق العدالة والمساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص. نشأت في جو عائلي ملتزم بالتقاليد العربية، فوالدها كان صارما ويرفض خروجها مع الشبان أو اختلاطها بهم بصورة مبالغ فيها، وكان رجال عائلتها يعملون والنساء في بيوتهن يقمن بدورهن في رعاية الأبناء. ولكن بلقاسم خرجت من هذا الإطار، فعلى الرغم من وجودها وأسرتها في حي فقير وعلى الرغم من نشأتها البسيطة إلا أنها استطاعت الحصول على شهادة في القانون، كما التحقت بكلية العلوم السياسية التي تعد من أعلى الكليات التي يتخرج فيها القادة في فرنسا. بدأت حياتها العملية بانضمامها للحزب الاشتراكي، الذي أمضت فيه عشر سنوات، وفي 2007 تولت منصب المتحدثة باسم المرشحة للرئاسة الفرنسية سيجولين روايال، وفي 2012 اختار فرانسوا أولاند المناضلة الشابة لتكون متحدثة باسمه في حملته الانتخابية التي خاض فيها صراعا شرسا مع نيكولا ساركوزي، ليحسم الصراع في النهاية بفوز أولاند. عقب فوز أولاند بالرئاسة، تم تعيينها في منصب وزيرة لحقوق المرأة والمتحدثة باسم الحكومة، كما تقلدت منصب وزيرة للشباب والرياضة في 2014، وهي تعد أصغر وزيرة في الحكومة، كما تولت حقيبة التعليم لتصبح أول امرأة تتولى قيادة تلك الوزارة. مريم الخمرى: ولدت في مدينة طنجة المغربية، عمرها 36 عاما، عاشت طفولتها في المغرب وانتقلت لفرنسا مع أمها وهي في سن التاسعة. أهلتها دراستها ونجاحها في حياتها العملية للعمل مع عمدة باريس برتراند دولانوي، وذلك قبل أن يتم تكليفها بالعمل في الوقاية والشؤون المدرسية، ولم يتوقف عملها معه عند هذا الحد بل شغلت عدة مناصب رفيعة داخل مكتب عمدة باريس، وهو ما أهلها لخوض انتخابات مستشارة في بلدية باريس مرتين. اختيرت ،الأربعاء 2 سبتمبر، لتشغل منصب وزيرة العمل بدلا من فرانسوا ريبسامين، وتواجه الوزيرة العربية بعضا من التحديات التي ستواجهها في منصبها الجديد، وأهمها مواجهة البطالة ومحاولة القضاء عليها، العمل على تعديل وإصلاح قانون العمل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: "بلقاسم" و"الخمري".. سيدتان عربيتان في الحكومة الفرنسية