يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت: (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) ويقول، وهو أصدق القائلين، في سورة الرحمن: (كل من عليها فانٍ * ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام).. إلى غير هذا من آيات بينات في كتاب الله العزيز الحميد، تؤكد لنا كلها، بجلاء تام، هذا المصير المحتوم الذي ينتظر كل مخلوق في هذا الكون الفسيح. إذًا، نحن نؤمن أن الموت حق، وهو نهاية كل حيّ، فتلك هي مشيئة الله وسنّته في خلقه، غير أن رحيل الأوفياء الأفذاذ المخلصين، الذين عاشوا بيننا ووهبونا حياتهم كلها، وجنّدوا كل طاقاتهم لخدمتنا، وخصصوا حتى أوقات راحتهم لرعاية شؤوننا، كما فعل فقيدنا الكبير اليوم أخي الغالي، صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية، رحمه الله وغفر له وجعل الفردوس الأعلى مثواه، الذي قاد سفينة الدبلوماسية السعودية بكفاءة منقطعة النظير، أدهشت حتى الخصوم، قبل أن يطلب إلى المليك المفدى إعفاءه لظروفه الصحية.. أقول، غير أن رحيل مثل أولئك الأفذاذ، يعد فاجعة مفزعة، مع التسليم التام لمشيئة الله سبحانه وتعالى، إذ ليس ثمة مصيبة أعظم من الموت. وإن كنّا نتابع أخباره ساعة بساعة، لا سيما في السنوات الأخيرة التي اشتد عليه المرض فيها، إلا أنني أجزم أن الوطن كله قد صعق، وتجمد الدم في عروقه، عندما بلغ مسامعنا القرار السامي الكريم، ضمن حزمة القرارات الملكية السامية الصادرة فجر الأربعاء 11 / 7 / 1436ه، الموافق 30 / 4 / 2015م، بالموافقة على طلب الوزير الاستثنائي، الأمير الغالي سعود الفيصل، بإعفائه من منصب وزير الخارجية، بناءً على طلبه، لظروفه الصحية. ليس هذا فحسب، بل إن مليكنا المفدى نفسه، والدنا وقائدنا، معلم الناس الوفاء، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، الذي وافق، على مضض، على طلب الأمير سعود الفيصل، وأصدر أمره الكريم بإعفائه، كان وقع ذلك صعبًا على نفسه الكريمة، إذ أقسم بالله، وهو الوفي الصادق، الذي لم يجرب عليه أحد كذبًا أبدًا، أن طلب سعودًا هذا، من أصعب الأمور على نفسه الكريمة وأثقلها، ولولا تقديره لظروفه الصحية، وحرصه على سلامته، لما وافق على طلبه، كما أكد له في تلك البرقية النادرة البليغة، المفعمة بكل مشاعر التقدير والعرفان والامتنان والشكر، التي وجهها مقامه الكريم للأمير سعود الفيصل، في لفتة أبوية نادرة بارعة، لا يجيدها غير سلمان الوفاء، اعترافًا بفضله، وتقديرًا لجهده وإخلاصه طيلة تلك العقود في خدمة بلاده وأمتيه العربية والإسلامية، ومساهمته في إرساء السلم والاستقرار في العالم، ومساعدته في ازدهاره ونمائه ورخائه، فضلاً عن مشاعره الجياشة تجاه قادته الكرام، الذين تشرف بخدمة وطنه بتوجيههم الكريم، تحت رئاستهم وإشرافهم. أمّا نحن المواطنين السعوديين، فقد كان حالنا في كل مناطق بلادنا ومحافظاتها ومدنها وقراها وهجرها، حال خالد الفيصل، أخو سعود الوفي، أمير الشعر وفارس الكلمة، إذ يقول مخاطبًا سعودًا: قال الوداع.. قلت يا سعود بدري قال المرض متعب ولا عاد بي حيل قلت المرض كله تجمع بصدري يوم أعلنوا ذاك الخبر تالي الليل كما أكدت في مقالي الذي نشرته في جريدة الجزيرة، الأربعاء 16 / 8 / 1436ه، الموافق 3 / 6 / 2015م، العدد 15588، ص 22، بعنوان (داهية زمانه.. وعبقري أقرانه). وصحيح.. سبقني كثيرون، وجاء بعدي أكثر منهم، بل ربما لا أتجاوز الحقيقة، إن قلت إن الصحف كانت تطالعنا يوميًا، حتى يوم رحيل فقيدنا الكبير سعود الفيصل، الخميس الثاني والعشرين من شهر رمضان الكريم من عامنا هذا، الموافق للتاسع من يوليو (تموز) لعام 2015م، بمقالات المواطنين، بكافة فئاتهم وأطيافهم، التي تثني على ما بذله هذا الرجل الكبير من جهد وإخلاص لخدمة الوطن والمواطن بصدق، بل أوقف حياته كلها لهذا الهدف السامي، فضلاً عن جهده على الصعيد الإقليمي والعالمي، وخصص كل وقته لخدمتنا، لدرجة أنه يندر أن يجزم أحد أنه رآه يومًا ما، في مناسبة اجتماعية، حتى في نطاق أسرته الصغيرة، وأجزم هنا أنني لم أره، حتى ولو مرة واحدة، طيلة تلك العقود التي قاد فيها سفينة الخارجية، متجهًا إلى مكتبه فيها أو مغادرًا له، فقد عرفه العالم أجمع، كما أكد مليكنا سلمان في برقيته تلك التي أشرت إليها آنفًا، متنقلاً بين عواصم العالم ومدنه، شارحًا سياسة وطنه، حاملاً لواءه، منافحًا عن مبادئه ومدافعًا عن مصالحه ومبادئ الأمتين العربية والإسلامية ومصالحهما، وساعيًا إلى خير العالم كله. وقد رأيناه من فرط تقديره للمسؤولية والتزامه بالواجب، يغادر غرفة العمليات أكثر من مرة، ليكون صوت بلاده حاضرًا في الاجتماعات الإقليمية والعالمية، غير آبهٍ بما يناله من تعب ونصب، سائرًا على خطى والده الفيصل، الملك العظيم، في الاهتمام بالعمل وضرورة إنجاز أكبر قدر، كمًّا وكيفًا، واحترام الوقت والتقيد بالانضباط الصارم. وكما أكدت في مقالي الذي أشرت إليه آنفًا، فقد أحسن كل من شبّه سعودًا، الوزير الاستثنائي الفذ، بوالده الملك الشهيد العظيم الفيصل. وصحيح.. لم يكن لسعود اختيار في اليوم الذي صعدت فيه روحه الطاهرة إلى بارئها، غير أن الله أكرمه، فكان تاريخ مغادرته دنيانا الفانية إلى الدار الباقية، موافقًا ليوم فارق في مسيرة والده الراحل العظيم الفيصل (الثاني والعشرين من رمضان المبارك عام 1393ه) عندما أمر الفيصل بعدم تصدير النفط إلى الولايات الأميركية المتحدة، بسبب انحيازها الأعمى لدولة الكيان الصهيوني، فكان هذا القرار التاريخي الشجاع، عاملاً حاسمًا في تحقيق أفضل نصر للعرب حتى اليوم، عندما أثاروا رعب إسرائيل ومسانديها في العالم أجمع، في تلك الحرب الشهيرة، بل قل الحرب اليتيمة، التي عرفت بحرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973م. وكأني بسعود كان يتمنى أن يكون ارتباطه بمعلمه والده الفيصل وثيقًا، حتى في رحيله المفجع.. فللّه دركما من ملك بطل شهيد، ووزير استثنائي داهية عبقري فريد. ومثلما كان ترجل سموه الكريم عن صهوة جواد الخارجية مفجعًا، جمع المرض بصدورنا، كما أكد الشاعر الفحل خالد الفيصل، فتدافعنا كلنا، نعبر عن مشاعرنا تجاه هذا الرجل الكبير، الذي خدمنا بصدق وإخلاص نادرين، كلّ على طريقته، مؤكدين له محبتنا، وجزيل شكرنا، وفائق تقديرنا لما اضطلع به من واجب عظيم من أجلنا، ورفعه بلادنا، حتى أصبحت رقمًا سياسيًا عالميًا، يستحيل تجاوزه في أية مهمة سياسية، تتعلق بشؤون المنطقة والعالم بأسره، فأصبحنا شريكًا أساسيًا في صنع قرارات مصيرية، تتعلق بسلام العالم وأمنه واستقراره ورخائه، بل قل أصبحنا أحيانا مصدرًا أساسيًا لبعض تلك القرارات الاستراتيجية الذكية الشجاعة العادلة، التي لا يملك العالم إلا تأييدها بالإجماع وتشجيعها ومساندتها، دونما أدنى تحفظ، وفي عاصفة الحزم وحدها ألف دليل على ما أقول. أجل.. تحقق لنا هذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بعزيمة قادتنا الحكماء الأشاوس، وحسن توجيههم لمرؤوسيهم، ومن ثم تنفيذ المرؤوسين، مثل الوزير الاستثنائي سعودًا الفيصل، لتلك التوجهات الكريمة بكل كفاءة واقتدار، مستعينًا بالله، ثم بهذا الحب الجيّاش، الذي سكن جوانحه، لعقيدته وقيادته ووطنه وأمته والإنسانية كلها. وصحيح أن عاطفتي جيّاشة تجاه هذا الوزير الاستثنائي، الأمير الغالي، سعود الفيصل، رحمه الله وأحسن عاقبته، تدفعني للاسترسال في الكتابة عنه كثيرًا، غير أن عشقه لأمته وحرصه عليها، ظلّ هاجسًا يحمله بين جوانحه حتى في أصعب اللحظات، وقد لمس الجميع هذا في كل تصريحاته، وآخرها ما جاء في خطابه الأخير أمام مجلس الشورى في 11 / 6 / 1436ه، الموافق 31 / 3 / 2015م، إذ يقول مخاطبًا أعضاء المجلس وعضواته: (أستميحكم عذرًا أن أكون بينكم اليوم، وأنا لا أزال في طور النقاهة إثر عملية جراحية، كانت حالتي فيها أشبه بحال أمتنا). أقول.. مثلما كان ترجله عن صهوة جواد الخارجية مفجعًا، كان نبأ رحيله عن دنيانا صاعقًا، كما أكد معالي الدكتور الشاعر المجيد، الأخ مانع سعيد العتيبة، صديق سعود الودود، في رثائية باكية، بعنوان (وداعًا سعود) يسيل الدمع مدرارًا من كل حروفها، إذ يقول: كما عن دجى الليل يمضي القمر مضيت وليل المآسي استمر سعود وداعًا يقول فؤاد يدق على باب رب البشر ويطلب رحمته في رجاء فمثل الصواعق كان الخبر فتمنينا كلنا مع تلميذ سعود النجيب، معالي السفير أسامة أحمد نقلي، مدير عام الإدارة العامة للشؤون الإعلامية بوزارة الخارجية، عرين سعود الفيصل (أن ننفي شائعة خبر وفاته هذه المرة أيضًا، لكن العين لتدمع والقلب ليحزن يا سيدي سعود، وأنا لفراقك لمحزونون.. تغمدك الله بواسع رحمته). ومثلما فاضت مشاعرنا يومئذٍ تجاه فقيدنا الغالي، مما حداه للتعبير عنها بتواضعه المعهود في آخر رسائله للسعوديين كافة: (مشاعركم وسام على صدري) تدافعنا اليوم ومعنا العالم كله، نعزي قيادتنا الوفية الرشيدة، في رائد مدرسة السياسة العالمية، الذي حصد من الألقاب، ونال من الإعجاب والشكر والثناء والتقدير والاحترام، ما لم ينله وزير غيره في العالم كله، على الأقل، حسب علم محدثكم المتواضع. وقطعًا، ستطفح صحفنا وكل وسائل إعلامنا لأيام قادمات، وربما لشهور أول سنين، بمشاعر السعوديين تجاه وزيرهم الأمين الراحل الكبير.. صحيح لأنه أدى الأمانة على أكمل وجه طيلة تلك العقود التي تحمل فيها مسؤولية الدبلوماسية السعودية، عبر سياسة حكيمة، ودبلوماسية هادئة، ومصداقية وشفافية، حظيت بتقدير الخصوم واحترامهم، قبل الحلفاء، وأقول الخصوم لا الأعداء، لأن أحدًا لم يعرف لسعود عدوًا أبدًا، وهو الرجل الراقي المهذب الحليم، الذي يحارب الأفكار الهدامة، دون أن يفقد احترامه لأصحابها، مهما بلغ اختلافه معهم بسببها، فلم يكن لعانًا ولا شتّامًا ولا ساخرًا ولا مستهزئًا ولا بذيئًا، ولا منتقصًا من أحد قدرًا، ولا منتقمًا، ولا خائنًا، بل كان واضحًا وصريحًا وشفّافًا، يكره النفاق والكذب والخيانة، كوالده العظيم الفيصل تمامًا، ولهذا أحبه الكل، حتى الخصوم السياسيين، فظلّت قلوبهم مع سعود، مع أن سيوفهم كانت مع حكوماتهم. وقطعًا كان سعود يدرك هذا، فيجد لهم العذر. وصحيح أيضا أن سعودًا رحمه الله وغفر له، كان سياسيًا بارعًا، ودبلوماسيًا لبقًا، ومحاورًا ذكيًا، ومناضلاً شرسًا في الدفاع عن سياسة بلاده ورؤيتها وحرية قرارها، لكنه كان أيضا إداريا فذًّا، وعبقريًا فريدًا، استطاع أن ينقل عدوى عشقه لعقيدته وإخلاصه لقادته ووفائه لوطنه وأهله وأمته، إلى كل العاملين معه في وزارة الخارجية، من أعلى رتبة حتى أدناها، فتحولت الوزارة إلى خلية نحل لا تهدأ، تعمل بكل همة ونشاط، محاولة بكل طاقاتها وإمكاناتها، السير على خطى سعود، الذي عرف عنه أنه يستميت من أجل توظيف كل ثانية في عمره المبارك لتحقيق إنجاز ما، فيما يكلفه به ولاة الأمر. فواكبت وزارته متطلبات التغيير والتجديد بما يتوافق مع لغة العصر، ونقلها من الدبلوماسية التقليدية، إلى الدبلوماسية الشاملة، من خلال اهتمامه بالتطوير التنظيمي، وإعادة هيكلة كل أجهزة الديوان العام بالوزارة وبعثاتها حول العالم، واعتماد التقنية. فودّعت الوزارة في عهده عصر المعاملات الورقية، واعتمدت التحول إلى العمل الإلكتروني، الذي أصبح يشكل الركيزة الأساسية لتعاملات الوزارة، فضلاً عن الاهتمام بالعنصر البشري، الذي حظي بالنصيب الأوفر في عملية التغيير، من خلال العمل على التطوير النوعي والعددي، فيما يتعلق باستقطاب الكوادر وتأهيلها وتدريبها، معتمدًا معايير الجدارة والمؤهل العلمي والمستوى الثقافي، وهي معايير عادلة شفافة، أتاحت دخول المرأة السعودية عالم العمل الدبلوماسي، فصار لدينا اليوم نحو مائتي موظفة في وزارة الخارجية، يؤدين واجبهن على أحسن حال. كما أكد سعود في خطابه أمام مجلس الشورى الذي أشرت إليه آنفًا، في جلسته العادية السادسة والعشرين، الذي يعد وثيقة تاريخية بحق، تؤكد منهجه الرصين في تناول الموضوعات وتحليل المعضلات، وتشخيص الداء، ومن ثم وصف الدواء الناجع، تمامًا كما يفعل الطبيب الماهر الحاذق. فأتمنى من كل قلبي، أن تحاول مختلف وزاراتنا تقليد نهج سعود الفريد هذا في إتاحة الفرصة ل(نورة) وكلي ثقة أنها سوف تدهش الجميع بعطائها، كما شهد لها سعود فلا غرور إذًا، إن أشاد قادة العالم بجهود سعود وما أسداه من خدمة عظيمة لبلاده وأمته وللعالم كله، فشكروا له حسن صنيعه، وثمّنوا له عاليًا تضحيته حتى بصحته وراحته، من أجل خدمة الآخرين، في إخلاص ونكران ذات يذكرنا دومًا بوالده الراحل العظيم الفيصل، الذي لم يعرف راحة في غير التعب بسبب العمل، حتى لقي ربه شهيدًا على كرسيه، وهو ينكب على العمل الذي عشقه وأعطاه كل ما وهبه الله من نعمة. بل إن بعض أولئك القادة ذهبوا بعيدًا وتمنوا أن يكون لهم وزير مثل سعود، ناسين أن سعودًا واحدًا.. لا قبله ولا بعده سعود.. وهذا هو السر المكشوف الذي لا يحتاج إلى أدنى اجتهاد لمعرفته، الذي جعل قادتنا الذين تعاقبوا على الحكم، منذ اليوم الأول لتعيين سعودًا وزيرًا للخارجية، أن يبقوا تلك الوزارة السيادية المهمة، بين يديه الكريمتين، طيلة أربعة عقود، لم يخيب فيها سعود ظنهم، بل حقق لبلاده ما عجز عنه وزراء كثر، تعاقبوا على وزارة الخارجية في بلادهم لسنوات. لكن، ومرة أخرى كما قال خالد الفيصل، ذاك رجل همام، أجهد نفسه بسبب طموحه الذي لا تحده حدود: أجهدت نفسك والجسم دون حدك حدك بعيد يا رجل ماله قياس وبعد يا سعود: كتبت ما كتبت وأنا أغالب العبرة، وكم كنت أتمنى أن أقوى على كفكفة الدمع الذي بلل حروفي، ولهذا أستميحك عذرًا، كما طلبت إلى أعضاء مجلس الشورى وعضواته في خطابك الشهير أمامه، أن أعود إلى الكتابة عن سيرتك العطرة الزكية، ريثما تبرد حرقة الفؤاد بسبب رحيلك الصاعق، إن كان لها أن تبرد. وختامًا: أودعك يا أخي الغالي سعود، بما ودعت به فقيدنا الكبير، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحمكما الله وغفر لكما، وأعاهدك بما عاهدته به: (فوداعًا أيها الوزير الاستثنائي.. الأمير الغالي. وسنذكرك دومًا نحن والتاريخ والأجيال القادمة، بالخير والحب والعرفان). رابط الخبر بصحيفة الوئام: وداعًا أيّها الوزير الاستثنائي.. الأمير الغالي