شهد مجلس صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم في جلسته الأسبوعية بقصر الضيافة مساء يوم أمس السبت 1436/9/3ه، وبحضور كافة القيادات الحكومية والشرعية وأطياف من المجتمع ومن قطاعات التعليم الجامعي والعام والفني والشؤون الإسلامية والدعاة وخطباء الجوامع والقيادات الأمنية والإعلامية خاصة المهتمين بوسائل التواصل الاجتماعي ، جلسة ركزت عن تعزيز الأمن الفكري ودور المناصحة في ذلك. وتأتي هذه الجلسة امتدادًا للحملة الوطنية التي أطلقها سمو أمير منطقة القصيم بعنوان : (معاً ضد الإرهاب والفكر الضال) والتي تستهدف صناعة الإطار التوعوي الوطني للجهات الحكومية والخيرية والأهلية بالمنطقة تجاه مكافحة الإرهاب وسلوكياته المنحرفة والأفكار الضالة الهدامة. وقد تحدث فيها الدكتور خالد بن سعد المطرفي استاذ علوم القرآن بكلية الشريعة بجامعة القصيم وعضو لجنة المناصحة بالقصيم ، والذي تحدث عن اختراق الفكر الضال لعقول الشباب والناشئة ، متطرقاً إلى وجوب وضرورة صيانة العمل الشرعي وحمايته من اختراق الفكر المنحرف الضال ، وكيفية تفعيل المناشط الدعوية والمشاركة المجتمعية التي تسعى لتأكيد الوحدة والترابط الوطني ومواجهة الفكر الضال والمتطرف. وكذلك على إيجاد مناشط هادفة لإشغال أوقات الشباب بما هو مفيد وحفظهم من الأفكار الضالة المنحرفة والهدامة ، مشيراً إلى أن الحرب على الإرهاب هي في المقام الأول فكرية وضرورة حتمية من خلال الخطاب الدعوي الوسطي المؤثر وربطه بالحياة الحديثة، وما تشهده من تطور ، وتحويل هذه الأفكار إلى برامج تنموية للثقافة المجتمعية لتسهم في مكافحة الإرهاب خاصة في جانبه الفكري. مشيراً إلى أهمية دور المناصحة في تعزيز ثقافة الأمن الفكري والحماية الفكرية خاصة للنشئ ومكافحة الفكر التكفيري في المجتمع. مؤكداً على أن البناء الفكري للشباب من أقوى ما يواجهه به الفكر الضال، لافتاً أنه في عام 1424ه كان الفكر الضال قوي، وبعد المناصحة والجهود المبذولة من المجتمع ظهرت لنا نتائج إيجابية، وفي عام 1429ه أصبحت الإستجابة عالية لأن الموقوف وجد مرجعية علمية، مشيراً إلى أنه كان عدد النزلاء الذين تم عرضهم على المناصحة 2538 استجاب منهم 2493 والذين لم يستجيبوا 45، وأن من عادوا بعد خروجهم بنسبة 7،2٪. من جانبه أكد سمو أمير منطقة القصيم حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وصاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الداخلية وسمو ولي ولي العهد وزير الدفاع وتطلعهم إلى المحافظة على أمن واستقرار أبناء وبنات الوطن وتصحيح فكرهم وتوجّههم من تأثرهم بالأفكار المنحرفة والضالة ، معرباً سموه عن ألمه بسبب إختراق الإرهابيين للسياج الفكري لبعض عقول أبناء الوطن ووقوعهم تحت تأثير الفكر الضال المخالف لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، مما نتج عنه قيامهم بأعمال تخريب وتدمير بدلاً من التعمير. وشدد سموه على أهمية التعاون والتكاتف من الجميع لأننا في مرحلة حساسة ، والوطن يستحق منا كشف ستر من يريد الإخلال بالأمن ، لأننا مستهدفون بديننا وأمننا وأستقرارنا ، فلابد من المصارحة وأن لا نجامل بهذه المرحلة الحساسة. وقال سموه: إن التحصين الفكري للشباب من هذا الغزو الفكري المنحرف والمؤثر في أفكار الشباب مطلب أساس، ويجب أن لا يقتصر التحصين على الشباب فقط بل يشمل جميع أفراد الأسرة والحرص على حمايتهم من الفكر الضال أو ما يخل بالأخلاقيات والسلوك القويم. مشيداً سموه بالانتصارات الأمنية التي حققتها الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه من خلال جهود رجال أمن بواسل وأوفياء لدينهم ووطنهم ومليكهم ، وتعاون وتكاتف أبناء الوطن والذي ساهم في تقويض الإرهاب وتجفيف منابعه. مشيراً سموه إلى أن الانتصار على الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ، هو مسؤولية مشتركة بين مختلف شرائح المجتمع ومؤسساته بداية من الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة وذلك بتعاون وتناغم من كافة القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية. والمؤسسات الدينية يقع عليها دور كبير وحمل ثقيل في تحقيق الأمن الفكري من خلال مواجهة هذا الفكر المتطرف الذي يقوم أساساً على منطلقات دينية غير صحيحه وغير سليمة وغير شرعية ، وذلك من خلال تصحيح هذه المفاهيم والمنطلقات الخاطئة والمنحرفة. وأكد سموه أنه لم يعد هناك مجال للضبابية بل يجب الوضوح والمشاركة والمساهمة بعيداً عن التعاطف مع نزوات فكرية منحرفة وإرهابية ضالة ، لافتاً إلى أن الحملة هي نتاج للمواقف الوطنية المجتمعية والرغبة من الجميع لترجمة غيرتهم على دينهم ووطنهم وقيادتهم وأموالهم وأولادهم وأعراضهم. وهي برنامج مفتوح لكل مقترح بناء أو مشاركة فاعلة من الجميع ، مبيناً سموه أن الحملة ستستمر بإذن الله تعالى وليس لها توقيت محدد وذلك لأن أمن الوطن والمخاطر التي تحدق به ليس لها توقيت محدد. وقال سموه: نسعى من خلال هذه الحملة أن تواصل المنطقة نبذها للإرهاب ، وهي رغبة من ولاة الأمر يحفظهم الله ، ورغبة مني باستمرارها ، فيجب على الجميع تفعيلها . داعيا سموه الجميع بلا إستثناء للمشاركة الفاعلة بإيجابية في هذه الحملة المباركة،،، وداعيا الله سبحانه وتعالي ان يديم على ربوع وطننا الحبيب الأمن والإستقرار تحت قيادتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده يحفظهم الله ، سائلاً الله تعالى النصر للجنود على الحد الجنوبي ، وأن يديم على البلاد أمنها وأمانها في ظل قيادتها الرشيدة. يذكر أن الحملة تأتي ضمن المبادرات الوطنية الرائدة والفعاليات المستمرة التي تتبناها إمارة منطقة القصيم سعياً لتحصين أبناء وبنات الوطن أمام محاولات نشر الفكر الضال خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعتبر اليوم الأكثر تأثيراً في أوساط الشباب. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أمير القصيم : الأمن الفكري إحدى الركائز الأساسية لحماية العقول من الإختراق