عند الحديث عن الدراما يجب علينا تسليط الضوء على مدى تأثيرها على الجمهور، فهم ينسون أنفسهم عندما يلامس العمل الفني وجدانهم ويغطسون في أحرفها. يضحكون مع الضحك، ويذرفون الدموع جنبًا إلى جنب خلال المشاهد الحزينة. لا مجال للشك، أن صناعة الأعمال الدرامية في المقام الأول هي للترفيه عن الناس، ولكن في حالة مسلسل #سيلفي هي حالة خاصة لخلق الوعي بين الناس.. الوعي الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي. وفي الواقع قد وصل هذا المسلسل اليوم في السعودية لدرجة أن يلعب دورًا مهمًا إلى حد ما، فهو يقوم الآن بتعليمنا وتعليم شبابنا وبناتنا وتعليم مختلف المراحل العمرية عن الحياة الاجتماعية في السعودية. بالأمس قدم فريق #سيلفي الحلقة الثانية والتي اتخذت خطوة شجاعة بتناول موضوع الإرهاب والتطرف، ضج بها «تويتر» وأصبحت حديث المجالس في آخر 48 ساعة وكانت بعنوان «بيضة الشيطان» التي تحكي عن أب مقهور أراد إنقاذ ابنه من وهم شرذمة الدواعش والذي انتهى المطاف بالأول بالنحر على يد ابنه، حلقة أقل ما يقال عنها عظيمة في التعامل مع الموقف والسلوك بحقيقته، فتلقاها الجمهور بطريقة مثيرة للاهتمام. أيضا لعب من قبله مسلسل «طاش ما طاش» دورًا مؤثرا في تثقيف الناس حول الشرور الاجتماعية السائدة في المجتمع السعودي. وكان طاش في بدايته بسيطًا ومتواضعًا إنتاجيًا لكنه كان مؤثرًا، وقد أدى دورًا مهمًا في تغيير السيناريو الاجتماعي في السعودية بلغة غير معقدة، ولا ننسى الشخصيات التي وصلت لنا بسهولة وجعلتنا نرتقي إلى مفهوم جديد لتوفير الوعي، وبجانبه ستكون هذه الأعمال الدرامية حماية للثقافة في السعودية. وعلى مر السنين مع الأسف كان يساء فهم الدراما بالظن أنها تدعو للغناء والرقص فقط، وهي أكبر من أن يتم اختزالها داخل إطار هذين الاثنين، فالدراما والمسرح والأدوات المستخدمة هي لتوعية الجمهور بشأن المسائل التي تؤثر على بعض شرائح المجتمع بشكل يومي، وتشمل هذه المسائل الإرهاب، العنف الأسري، المخدرات وفيروس نقص المناعة (الإيدز)، الإجهاض، وإساءة معاملة الأطفال، الإهمال وغيرها، ومع احترامي الشديد لجميع الحملات التوعوية فإن تأثيرها ضعيف جدًا مقارنة بالعمل الدرامي، فهو مرآة لأي مجتمع لأنه يوثق ما يحدث ويسلط الضوء عليه. ويجب الاهتمام بمسرحيات المدارس، فهي أداة حقيقية أخرى لتثقيف العقول الشابة. مع برامج التلفزيون الماضية مثل شارع سمسم، المناهل، أجمل الزهور وغيرها، لأن الأطفال يهتمون بالخيال والمرح والعادات غالبا، مع تشجيع من قبل المعلمين الذين يسعون إلى خلق بيئة تربوية تعليمية مثرية وشاملة، لأنها تصور بشكل مستمر مختلف العناصر الإيجابية والسلبية عن المجتمع الذي نعيش فيه من خلال الدراما. رابط الخبر بصحيفة الوئام: نريد دراما