وظيفة التعليم كوظيفة من وظائف الجامعات تمارس من قبل كثير من أعضاء هيئة التدريس بطريقة تقليدية لا مبرر لها في الوقت المعاصر دون ما رقيب في ظل ضعف الإدارات المعنية بتطوير أعضاء هيئة التدريس أو عدم توافرها في كثير من الجامعات وخصوصا الناشئة منها أو عدم حرص العضو على تطوير مهاراته التعليمية أو عدم توفر قناعة كثير من القيادات الأكاديمية بأهمية هذه الكيانات في تحسين مستوى أداء أعضاء هيئة التدريس. وعليه يصبح من الضروري تغيير كثير من الثقافات التقليدية السائدة حول عناصر العمل التعليمي الجامعي وبخاصة عضو هيئة التدريس الذي يجب أن ينحصر دوره في إدارة العملية التعليمية استثارة وبناء. ومما يمكن الاستفادة من بعض أبعاده في هذا الجانب «البيداغوجيا» وهي نظرية عملية في التربية ترقى لدرجة العلم كما يراها (ديوي) ولها بعدان يضم الأول مهنية الفعل التربوي التعليمي بينما يضم الثاني أثر هذه المهنية على المتعلم من خلال الطرق والأساليب المتبعة في التدريس ومن خلال الوسائل والأدوات المستخدمة كدعائم للفعل التعليمي. وهي لا تشرع اقتراح منهج معين ومحدد يدرسه الطلاب ولا وقت محدد للدراسة لأن لكل طالب زمن التعلم الخاص به وتعطي للطالب الحق في المحاولة والخطأ، بل هو مدعو للاعتراض على المعرفة المقدمة له بإظهار استدلالاته التي يراها فيتعلم كيف يعبر عن ذاته ويدافع عن رؤاه واختياراته، كما أنها تمكن المتعلم من التقويم الذاتي الذي يسمح له بالتعرف على حقيقة إمكانياته الفكرية والأدائية والسلوكية والتعرف على ما تحقق لديه من الكفايات والقدرات والمهارات والمعارف وما لم يتحقق منها، وهي لا تقيم خطأ الطالب على أنه فشل بل تعتبر أن الخطأ طريق الصواب وتعتمد على التقييم الفردي وتحد من التقييم بالامتحانات العامة. فهل نرى في المستقبل القريب تحولا جذريًا في طرق التعليم ومناهجه في الجامعات؟ يواكب متغيرات العصر ويستثير القدرات المعرفية الكامنة ويحقق حاجات التنمية بعيدًا عن انتقاد منظومة التعليم ومخرجات التعليم العام، والله من وراء القصد. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «بيداغوجيا» التعليم في الجامعات