قال موقع "تيك ديبكا" الإلكتروني الإسرائيلي المتخصص بالشؤون الأمنية ان تل أبيب تدرس حالياً عرضاً أميركياً بجعل جيشها ضمن أقوى الجيوش في العالم وأكثرها تطوراً مقابل امتناع الدولة العبرية عن قصف إيران وتجاوبها مع الفلسطينيين خلال المفاوضات. ورغم أن الموقع شكك في إمكانية قبول تل أبيب لهذه الصفقة إلا أنه نقل تفاصيلها كاملة كما جاءت في مقال لمسؤولٍ سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية اسمه بورس ريدل. واعتبر المسؤول السابق أن هجوماً إسرئيلياً على إيران سيمثل كارثةً كبرى إذا ما تم. وطالب الولاياتالمتحدة ببذل قصارى جهدها لمنعه. بيد أن ادعى أن منع تطور البرنامج النووي الإيراني لم يعد ممكناً. ونصح إسرائيل أن تتقبل فكرة أنها لن تكون الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. وقدم ريدل في المقال الذي نشره في الصحافة الأميركية مجموعة اقتراحات لإدارة أوباما تجسدت في أربع خطوات رأى أن من المهم لواشنطن اتخاذها لمعالجة التحديات في المنطقة: الخطوة الأولى أن تقوم الولاياتالمتحدة بتوفير مظلة نووية فوق إسرائيل، تتضمن نشر منظومات سلاح نووي أميركية في الدولة العبرية. وبهذا يكون واضحاً للزعماء الإيرانيين بأنهم إذا ما هاجموا إسرائيل بالسلاح النووي فسيكونون معرضين لرد أميركي نووي. الخطوة الثانية أن تزود الولاياتالمتحدة سلاح البحرية الإسرئيلي بغواصات نووية مزودة بصواريخ نووية تكون هي العمود الفقري للرد الإسرائيلي النووي. فالولاياتالمتحدة تمتلك نوعين من الغواصات النووية. طراز يحمل صواريخ بالستية، وطراز هجومي. الخطوة الثالثة أن تزود الولاياتالمتحدة القوات الجوية الإسرائيلية بطائراتٍ قتالية من طراز (رابتور إف 22)، وهي المقاتلة الأكثر تقدماً في العالم، على أن تغذي أميركا هذه الطائرات بالأسلحة الكافية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. الخطوة الرابعة أن تعمل الولاياتالمتحدة على ضمان قبول إسرائيل عضواً كاملاً في حلف الناتو. وهذا يعني أن أي هجومٍ نووي إيراني على إسرائيل سيؤدي إلى إعلان الحلف وعلى رأسه أميركا الحرب على إيران. ونقل الموقع الأمني الإسرائيلي عن مصادره في تل أبيب تشككها في إمكانية قبول الدولة العبرية بهذه الاقتراحات. وأشار الموقع إلى أن تحليل المسؤول الأميركي يتضمن "تناقضين جوهريين" يمنعان تطبيق هذه المقترحات على أرض الواقع: التناقض الأول يتمثل في افتراض ريدل أن القيادة الإيرانية قيادة عقلانية ومنطقية وأنها ستعمد في نهاية الأمر إلى التعامل مع الضغوط العسكرية والسياسية بطريقة لا تخاطر بها ببلدها وشعبها. وهذا يتناقض مع تصريحات إيران المتوالية بمحو إسرائيل من الخريطة، كما ولا يتناسق مع تحرش إيران المتواصل بالدول الكبرى. التناقض الثاني يتلخص في مدى استفادة إسرائيل من الصواريخ النووية التي تقترح أميركا نصبها داخل حدود الدولة العبرية. فلو وجهت إيران ضربةً نووية إلى إسرائيل فلن يكون هناك مجالٌ أصلاً لتوجيه ردٍ نووي إسرائيلي. ستكون الأمور حينها قد حُسمت.