في بادرة تخلّد ذكرى والده، وتجسّد أعلى درجات الوفاء، أثرى الأمير عبد العزيز بن فهد المكتبة السعودية والمكتبة العربية بشكل عام، بكتاب يسجل التاريخ حروفه بنور ملكاً قدّم للمملكة والأمتين العربية والإسلامية، ما تعجز عن استيعابه الآلاف من صفحات الكتب، التي تروي سيرة القادة والزعماء، وتحكي مشوار حياة الملوك والعظماء. وحرص الأمير عبد العزيز على أن يكتب مقدمة الكتاب بنفسه، ولمَ لا وهو الذي كان الأقرب للملك الراحل، وقضى جُلّ وقته بجواره، وخاصة في الفترة التي شغل فيها منصب رئيس ديوان مجلس الوزراء. ويوثّق الكتاب الذي يتزامن صدوره مع معرض يقام غداً الثلائاء برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تحت عنوان «الفهد.. روح القيادة»، تاريخ مرحلة خطيرة من عمر المملكة، بكل ما تحمله من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، ويكشف الكتاب الذي يحوى بين دفتيه (350 صفحة) حملت الكثير من أسرار حياة وحكم الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله (1326 – 1340ه) (1920 – 2005م) منذ نشأته، مروراً بمرحلة صباه ثم تعليمه، بالإضافة إلى حياته العملية وعلاقته بوالده مؤسس الكيان السعودي الملك عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه. استهل الأمير عبد العزيز بن فهد مقدمة الكتاب، الذي جاء في طبعة أنيقة وفاخرة، بالحديث عن صناع التاريخ، وقادة الأمم الخالدة، الذين تركوا بصمات واضحة، وسجلاً حافلاً بالمنجزات المجيدة، والمآثر الفريدة، وأثبتوا مقدرتهم على بناء أوطانهم، بمسؤولية غالية، وبعزيمة لا تلين.. فحققت إنجازاتهم ومآثرهم حضوراً فاعلاً، وعطاء متميزاً، وإشعاعاً منيراً يضيء دروب الأمل للأجيال في كل زمان. ومضى الأمير عبد العزيز يعدد مناقب والده، رائد النهضة التعليمية في المملكة قائلا: «وما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، خامس ملوك المملكة العربية السعودية، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، إلا أحد هؤلاء الرجال الأفذاذ والقادة العظام، الذي رحل عنا في جسده، ولكن آثاره وفضائله وإنجازاته، بقيت محفورة في قلوب وعقول شعبه حباً وتقديراً وإكباراً، ترك بصمات عز وشرف واضحة في التاريخ السعودي والعربي والإسلامي والعالمي، فكان رمزاً لذاكرة وطن، وفصلاً متميزاً من ذكرياته، أسهم في بناء حضارة إنسانية عظيمة، ما زال الجميع يفاخر بها بين الأمم المتحضرة». وحدد الأمير عبد العزيز الهدف من الكتاب بقوله: «إن كتاب فهد بن عبد العزيز.. صور لها تاريخ يسعى إلى استنطاق صور شهدت على حقب من الزمن، وواكبت مناسبات وأحداثاً مهمة، لتروي لنا جزءاً، وفصلاً من تاريخ هذ الملك الهمام، تستعرض مواقفه التاريخية وإنجازاته المشهودة، سواء على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، لتكتمل الصورة الحقيقية لمسيرة العطاء والإنماء في هذا الوطن المعطاء». وأشار الأمير عبد العزيز إلى أن إعداد الكتاب الصادر عن دار العازرية للطباعة والنشر استغرق 5 سنوات من العمل، بغية توثيق الصورة والمعلومة بشكل علمي دقيق، من حيث الزمان والمكان والأشخاص. ولفت سموه إلى أن الكتاب يتضمن أيضاً بعض المختارات من كلمات ولقاءات وتوقيعات الملك فهد، مما يمكّن الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتاريخ السياسي عامة، وتاريخ المملكة العربية خاصة، من أن يجدوا مادة خصبة فيها الكثير من المعلومات التي تروي تاريخ قائد عظيم، كافح حتى بنى دولة عصرية متطورة. والكتاب بكل ما يحمل من صور نادرة وكلمات تاريخية للراحل، يرصد وينقل سيرة عطرة لرجل فارس عظيم، وتاريخاً مشرفاً لقائد فذ نبيل، أو كما قال الأمير عبد العزيز : «ستبقى أعماله الجليلة ومواقفه الثابتة شاهدة على عصره». وتكمن أهمية الكتاب، الذي يمثل مرجعاً علمياً مهماً، في أنه يتناول بالصور النادرة، تاريخ الملك فهد منذ نشأته ومعاصرته لوالده وتدرجه في المناصب القيادية التي برع فيها منذ صغره، حتى حظي بثقة والده وإخوته وتسلم مقاليد الحكم. ويضم الكتاب صوراً تاريخية للملك فهد، يعود بعضها إلى الثلاثينات الميلادية مع والده وإخوته، بالإضافة إلى صور أخرى تنشر لأول مرة له مع كبار قادة العالم. كما يتناول الكتاب بكل موضوعية ودقة علمية، عصر الملك فهد وفترة حكمه، التي شهدت تقلبات اقتصادية عالمية، عصفت بدول كثيرة، وأربكت خططها نحو البناء والتنمية، كما شهدت تلك الفترة انقلابات سياسية أدخلت دولاً أخرى في نفق الحرب، وكبدتها خسائر مالية وبشرية، إلا أن الفهد ورغم ذلك كله، مضى في خطة التطوير والتنمية، حتى بلغت أوج ازدهارها، ولم تتأثر المملكة بأجواء الحروب والصراعات التي كانت تحيط بالبلاد، أو حتى التي خاضتها، من أجل ردع الظالم وإعادة الحق إلى أصحابه. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سيدشّن غداً خلال افتتاحه المعرض، موسوعة الملك فهد بن عبد العزيز، التي أصدرتها الدارة بهذه المناسبة في 10 مجلدات يزيد عدد صفحاتها على 5700 صفحة، توثق سيرته وإنجازاته. كما تتضمن الموسوعة خطبه وكلماته وحواراته الصحافية وأحاديثه الإعلامية، وشهادات تاريخية لمن عاصروه أو عملوا معه أو قابلوه من الوزراء السعوديين والمفكرين والساسة الدوليين والإعلاميين، إلى جانب ببلوجرافيا للكتب المطبوعة عنه باللغات المختلفة في عهده، ومعجم لموضوعات الموسوعة، وصور مختارة من مراحل حياته تعكس مراحل إدارته شؤون البلاد. الجدير بالذكر، أن مؤلف الكتاب الأمير عبد العزيز بن فهد هو أصغر أبناء الملك فهد، ولد في 16 أبريل عام 1973 (1393ه)، وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية بامتياز من جامعة الملك سعود، وكان وزير دولة، عضواً بمجلس الوزراء، ورئيس ديوان مجلس الوزراء، قبل أن يتفرّغ الآن لأعماله الخاصة، والتطوع بالعمل في عدد من المؤسسات الخيرية والإنسانية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأمير عبد العزيز يستنطق الصور ليروي تاريخ وحياة «الفهد»