تجاوباً مع الدعوة التي أطلقتها عدة أطراف في سوريا خرج اليوم المئات من أبناء الشعب السوري في تظاهرة جمعة الكرامة في كل مدن البلاد، رغم وعود الإصلاح التي تم إعلانها في خضم الاحتجاجات التي شهدتها مدينة درعا جنوب البلاد وأسفر تدخل قوات الأمن فيها عن سقوط عدد من القتلى. وسبقت الدعوات كتابات عدد من المدونين على المواقع الاجتماعية وناشطون سياسيون إلى التظاهر في كل المدن السورية اليوم الجمعة في إطار ما سموه “جمعة الكرامة”، وذلك في خطوة تصعيدية لزخم المظاهرات التي اندلعت شرارتها الأولى يوم 15 مارس الجاري في العاصمة دمشق، واشتدت بمدينة درعا. وقد رفضت شخصيات كبيرة من المعارضة السورية لجنة أمر الرئيس بشار الأسد بتشكيلها ردا على الاحتجاجات الواسعة في جنوب البلاد، وقالوا إنها لا تفي بطموحات الشعب السوري. وقال معارضون بارزون في سوريا وخارجها إن الرئيس الأسد تقاعس عن اتخاذ إجراءات فورية للاستجابة للمطالب المتزايدة بإطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين والسماح بحرية التعبير والتجمع وإلغاء قانون الطوارئ. وقالت جماعة حقوقية إن السلطات السورية اعتقلت الناشط البارز المؤيد للديمقراطية مازن درويش في الوقت الذي كانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد تعرض أمس الخميس الإصلاحات المزمع إجراؤها في البلاد. وشهدت مدينة درعا أمس واليوم خروج نحو 20 ألف شخص في جنازة تسعة محتجين قتلتهم قوات الأمن في مدينة درعا، رددوا أثناءها هتافات تنادي بالحرية والثأر للشهداء. كما نظم سكان آخرون اعتصاما في حي المحطة احتجاجا على مقتل محتجين على يد قوات الأمن السورية. وأفادت رويترز نقلاً عن شاهد عيان إن القوات السورية انسحبت من المسجد العمري في درعا قبل أن يتدفق إليه آلاف الناس للاحتفال بما سموه تحرير المسجد. وقد خرج الآلاف إلى وسط مدينة درعا هاتفين أناشيد الثورة والحرية بعد إعلان التلفزيون السوري أن الرئيس الأسد أمر بإطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية أحداث درعا. وفي دبي تجمع العشرات من الجالية السورية في الإمارات العربية المتحدة أمام مقر القنصلية السورية في وقفة احتجاجية ضد ما أسموه الأعمال الإجرامية للنظام السوري ضد المدنيين في درعا وبقية المدن السورية. وطالب المحتجون بوقف ما سموه قتل السلطات الأمنية للمواطنين وتعذيبهم في سوريا، كما طالبوا بوقف الاضطهاد والفساد في البلاد ورددوا شعارات تصف من يقتل شعبه بالخائن. وقد اختلفت الروايات حول عدد القتلى في درعا، إذ قالت شعبان إن حصيلة عدد القتلى منذ اندلاع الأحداث وصل إلى 34، وتتحدث الرواية الرسمية عما وصفتها بعصابة مسلحة اعتدت على طاقم طبي، لكن معارضين سوريين شككوا في صحة هذه الرواية. في المقابل نقلت وكالة رويترز عن مصادر طبية بمستشفى درعا أن المستشفى استقبل جثث 37 متظاهرا، ورجح شاهد عيان في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن عدد القتلى ربما فاق 200.