تتجه تخمة معروض النفط العالمي إلى النمو مع توقف الصين عن زيادة احتياطاتها الاستراتيجية وتباطؤ واردات المصافي الآسيوية من الخام قبل موسم أعمال الصيانة في الربيع بما يضع مزيدا من الضغوط النزولية على الأسعار. وكانت مشتريات الصين لبناء احتياطاتها الاستراتيجية من النفط أحد المحركات الرئيسية للطلب الآسيوي منذ أغسطس آب الماضي مع قيام ثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط بشراء الخام الرخيص لملء صهاريجها رغم تباطؤ النمو الاقتصادي. لكن الصين قد توقف شراء الخام من أجل احتياطاتها قريبا مع وصول الصهاريج إلى طاقتها القصوى وعدم توافر مساحات تخزين جديدة إلا في وقت لاحق من العام. ولا تتوافر معلومات كافية عن مستويات الاحتياطي الاستراتيجي الصيني. فالحكومة نادرا ما تصدر بيانات عنها لكنها تخطط للوصول إلى نحو 600 مليون برميل بما يعادل واردات حوالي 90 يوما. وقال مسؤول تنفيذي صيني طلب عدم ذكر اسمه "لا أعتقد أن هناك مساحة كبيرة متبقية (لتخزين الاحتياطات الاستراتيجية) يمكن ملؤها." ومما يزيد من الضغوط النزولية توقعات لانخفاض كميات النفط الخام التي تعالجها شركات التكرير الصينية في الربع الثاني من العام مع تراجع الطلب بسبب ارتفاعات ضريبية ونمو الاقتصاد بأبطأ وتيرة له في 25 عاما. وتشير بيانات تومسون رويترز إلى أن إجمالي واردات آسيا تراجعت خمسة بالمئة منذ أن بلغت ذروتها في ديسمبر كانون الأول في حين وصلت مشتريات الصين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق مسجلة 7.2 مليون برميل يوميا. وفي الهند واليابان نزلت واردات الخام الشهر الماضي 20 بالمئة و11 بالمئة على الترتيب عن مستواها قبل عام وهو ما يرجع في الأساس إلى اقتراب موسم أعمال صيانة المصافي. وقالت بيرا انرجي للخدمات الاستشارية في مذكرة بحثية "موازين النفط في آسيا والمحيط الهادي… تظل تحقق فائضا مع بلوغ الضغط ذورته في أبريل/مايو جراء ارتفاع مخزونات الخام." وارتفع سعر خام برنت في العقود الآجلة عن أدنى مستوياته في ست سنوات الذي بلغه في يناير كانون الثاني لكنه ما زال منخفضا أكثر من 50 بالمئة عن مستواه في يونيو حزيران الماضي إذ يقترب من 53.50 دولار للبرميل. وبدأت أسعار النفط في الهبوط من منتصف يونيو حزيران 2014 مع ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي بينما تباطأ الطلب بسبب زيادة كفاءة استهلاك الطاقة وتصاعد المشكلات الاقتصادية في أوروبا وآسيا. وتقترب مخزونات الخام الأمريكية حاليا من 450 مليون برميل بما يعادل أكثر من شهرين من واردات الخام الصينية وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من 80 عاما. رابط الخبر بصحيفة الوئام: تخمة النفط العالمية تزداد مع تباطؤ واردات الصين