أصدرت محكمة عسكرية في الولاياتالمتحدة الخميس، حكمًا بالسجن مدى الحياة بحق أحد أفراد الجيش الأمريكي، بعد إدانته بقتل ثلاثة مدنيين أفغان، وبتر أجزاء من جثثهم والاحتفاظ بها ك «تذكارات»، ووضع أسلحة بحوزتهم ليبدو الأمر وكأنهم قُتلوا في تبادل لإطلاق النار. وقررت المحكمة، التي عُقدت بقاعدة «لويس مكورد» في مدينة سياتل بولاية واشنطن، خفض رتبة المتهم كالفين غيبس، من «رقيب» إلى «جندي»، وحرمانه من مستحقاته المالية ومعاش التقاعد، إلا أنها أتاحت له إمكانية التقدم بطلب لإطلاق سراح مشروط، بعد 10 سنوات، أمضى منها 547 يومًا، منذ بدء محاكمته. وبينما نفي غيبس، في وقت سابق من نوفمبر الجاري، تهمة قيادة «فرقة قتل»، قامت بعمليات قتل مدنيين أفغان لمجرد اللهو والمتعة، فقد أقر بالاحتفاظ بأجزاء من أجساد قتلى أفغان، ك «تذكار من أرض المعركة»، كما وصفها الادعاء. ويعتبر «الرقيب» السابق، كالفين غيبس، من «كتيبة الهجوم الخامسة» بالجيش الأمريكي بأفغانستان، أعلى جندي رتبة يتم اتهامه بتشكيل فرقة قتل لاستهداف مدنيين أفغان، على أنهم مسلحون ومن ثم التمثيل بجثثهم. وفاجأ الجندي الأمريكي المحكمة باعترافه بقطع أصابع مدني أفغاني، هو واحد من ثلاثة تواجه المجموعة تهمًا بقتلهم، وأضاف بقوله: «فقدت الإحساس والقدرة على التفكير حينها.. إنه أمر مقزز وأشعر بالحرج». ونفى غيبس قتله الضحية، وهو رجل دين بقرية أفغانية، عمدًا، بحسب شهادة جنود قالوا إنه استهدفه بقنبلة يدوية في مارس عام 2010، وبرر قطعه أحد أصابع الضحية بقوله: «قارنته بالاحتفاظ بقرني غزال»، كما أقر بالسماح لبقية الجنود بالاحتفاظ ب «تذكارات». وكان القضاء العسكري الأمريكي قد وجه اتهامات رسمية لخمسة من جنود الجيش، وذلك بتهمة قتل مدنيين أفغان عن سابق إصرار وتعمّد، وذلك لمجرد المتعة، ومن ثم طعن جثثهم بالخناجر أو التمثيل بها، بشكل يظهر وكأن القتلى سقطوا جراء مواجهات واشتباكات مسلحة. كما شملت التهم تناول المخدرات خلال أداء الخدمة العسكرية، وتصوير ضحايا عمليات القتل. وواجه 12 جنديًا تهمًا في القضية، أقر ثلاثة منهم بجريمة القتل والشهادة ضد غيبس، من بينهم الجندي جيرمي مورلوك، الذي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 24 عامًا في القضية. وعرض محامي الدفاع عن غيبس صورة تظهره، إلى جانب جنديين آخرين، بجانب جثة أفغاني قتله الأول بدم بادر في فبراير عام 2010، ودس بندقية «كلاشينكوف» إلى جانب جثته ليبدو كأحد المسلحين. وفي وقت سابق، فرض الجيش قيودًا على الوصول إلى الصور التي قام الجنود بالتقاطها للمدنيين الأفغان، وحصر إمكانيات الإطلاع عليها في إحدى قواعده العسكرية، دون إتاحة تسليمها للمحامين الذين أعربوا عن تحفظهم على هذا الإجراء، بدعوى أن الجيش مهتم بإبعاد الصور عن متناول الإعلام أكثر من الاهتمام بحقوق الدفاع. غير أن بعض من شاهد تلك الصور قالوا إنها مريعة إلى درجة تفوق الوصف، بل إنها «أكثر بشاعة من صور معتقل أبو غريب»، بحسب وصفهم. ويواجه خمسة من الجنود تهم ارتكاب جرائم، فيما يواجه سبعة آخرون تهمًا أقل، مثل المشاركة في التغطية على الجرائم، والاستخدام غير القانوني للمخدرات. أما الجنود الخمسة الذين يواجهون تهمة ارتكاب جرائم القتل فهم، جيرمي مورلوك، كالفين غيبس، وأندرو هولمز، وآدم وينفيلد، ومايكل واغون، وينتمي جميعهم لفرقة الهجوم الخامسة. واتهمت السلطات غيبس بالاحتفاظ بعظام إصبع، وكذلك عظام قدم وأسنان من جثث لمدنيين أفغان، بينما احتفظ الجندي مايكل غاغون بجماجم بشرية.