أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال سماحته في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض ، اليوم : أمة الإسلام الموت مصير كل حي ونهاية كل حي كتبها الله علينا " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ" وقال تعالى "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" , وأخبرنا تعالى أن هذا الموت آت ومهما فررنا منه فلن نستطيع دفاعه قال تعالى "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" , وأخبرنا ربنا جل وعلا أن هذا الموت إذا حان أجله فلن يؤخر ولو للحظة ، فقال جلا وعلا "وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" ، وأخبرنا ربنا جل وعلا أن هذا الموت أتٍ مهما تحصنا منه بأي حصن كائن قال تعالى "أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ". وأضاف سماحة مفتي عام المملكة : أمة الإسلام إن حياتنا مقدرة بأيام وشهور وأعوام قدرها الله جل وعلا وعنده أم الكتاب ، إن تذكر الموت يزهدك في الدنيا ويذكرك انتقالك منها ويدعوك إلى الاعتقاد و الاتعاظ والسعي في طاعة الله والبعد عن المخالفات "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا"، هذا الموت حاصل للناس كلهم فأخبرنا جل وعلا بقوله "فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". وأضاف سماحته: أيها المسلمون توفى محمد صلى الله عليه وسلم وأصاب الناس ما أصابهم بجرح عظيم لهذا الحدث الكبير للنبي الكريم ، فجاء الصديق رضى الله عنه ,وقال أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت يقول جل وعلا "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ"، أيها المسلمون في هذا اليوم المبارك فقدنا إمامنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله فقد أمضى عمره في طاعتك ونعمة واستقرار استقرار في السياسية ، أمن وطمأنينة ورخاء ورغد عيش رحمه الله وتجاوز عن سيئاته. وأضاف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إنه حق علينا أن ندعو له وندعو الله له المغفرة والتجاوز عنه هذا حقه علينا فإنه رحمه الله عاش بين الناس حريصاً على الأمة حريصًا على إسعادها جادًّا ومجتهداً. الأمة تمر في محنة وقلاقل ولكن بتوفيق الله كانت سياسته المنتظمة العادلة سببًا لاستقرار هذه الأمة والدفاع عنها. وذكر سماحته المسلمون أن هذا البلد المبارك يعيش في نعمة وأمن واستقرار وطمأنينة والتحام بين الراعي ورعيته هذه البلاد المباركة بعد أن أسست على يد الإمامين محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله حيث تعاهدا وتعاونا واتفقا على توحيد الله وإصلاح المجتمع وتخليصه من كل شوائب الشرك والضلال، وجمع كلمته صفًّا، وجرى ما جرى حتى كان عهد الملك عبد العزيز رحمه الله الذي قام بتوحيد هذه البلاد وتوحيد كلمتها فجمع الله هذه البلاد بعد فرقة ، ثم إنه رحمه الله بعد ما وحد البلد جاء من بعده ابنه الملك سعود بن عبدالعزيز ثم فيصل بن عبد العزيز وكان ما كان ثم فيصل وخالد ثم فهد ثم عبدالله وها نحن نبايع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد، وولي عهده فأسال الله لهم التوفيق والسداد والعون على كل خير. وقال سماحته : أمة الإسلام إن البيعة هي من منابع صادقة نبايعه على كتاب الله ونبايع على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيعة والاستسلام والانتظام والقيام بحقوق هذه البيعة في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ", أيها المسلمون إن هذه النعم من أمن واستقرار والانضباط والالتحام بين الراعي والرعية كلها بفضل الله علينا، أيها المسلمون إن الاجتماع نعمة من نعم الله وإن التفرق والاختلاف مصائب عظيمة ومصائب كبيرة , ونحن في البلاد المباركة نسأل الله أن يعين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ويوفقه لما يحبه ويرضاه، هذه البيعة الإسلامية بيعة شرعية على السمع والطاعة والمعروف علينا جميعا أن نشعر بذلك وأن نعلم أن هذه النعمة من نعم الله علينا أن هذا الحاكم جرى على أمور شرعية وأصول شرعية من كتاب الله ونرجو الله أن يوفقه لما يحبه ويرضاه. وقال سماحة مفتي عام المملكة " ولنعلم أن أعمالنا هي ما يبقى لنا ويقول صلى الله عليه وسلم //يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع الأهل والمال ويبقى العمل // فالعمل باقٍ , أيها المسلمون ، اشكروا الله على هذه النعمة وحافظوا عليها , فإنها نعمة من نعم الله عليكم وأنتم في نعمة واستقرار وأمن ورخاء وطمأنينة، إن الواجب على العباد أن نكون مع قادتنا ضد من يريد الشر والسوء , نسأل الله الثبات على دينه والاستقامة على ذلك. وقال سماحة مفتي عام المملكة إن آثار المسلم بعد موته عمر جديد له يذكره التاريخ به فعبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله كان اجتمعت فيه المفاخر ، من الاقتصاد والتعليم وإدارة الأمور سارت الأمة بخيار حكيم عادل جنبها كل المزالق وأبعدها عن كل المشاكل فغفر الله له ورحمه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا, بايعنا سلمان بن عبدالعزيز ملكا على البلاد وهو أهل لهذه المسؤولية وتحملها فهو وفقه الله عاش في حياة أبيه ومع إخوانه الملوك والتحم بهم وصلاته الطيبة في سائر الأمة ومسيرتها حريص على اجتماع الكلمة و انتضام الشمل فوفقه الله وزاده توفيقا وسدادا ووفق ولي عهده مقرن بن عبدالعزيز لما يحبه الله ويرضاه وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرا. وأكد أن المهم أن نعلم أننا في نعمة وفضل كبير أن عصمنا الله من هذه الفتن والمصائب التي أزهقت الأبرياء و نهبت الأموال وهتكت الأعراض كل هذا قد عافانا الله منه فالحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من النار. واختتم سماحته بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز قائلاً "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اجعله مرتاحا في قبره اللهم افتح عليه وأفض عليه من فضلك وإحسانك يا أرحم الراحمين". وسأل الله عز وجل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التوفيق والسداد في أقواله وأعماله ، وأن يبارك له في عمره وعمله ، وأن يعينه على مسؤوليته. رابط الخبر بصحيفة الوئام: خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض