في خسة ونذالة، اغتال الإرهاب الجبان، العميد عودة البلوى، وهو يؤدي واجبه في حماية حدود الوطن من المجرمين والحاقدين، والذين يؤلمهم تقدمهم وازدهاره. فبعد شهر واحد من صدور قرار تعيينه قائدًا لحرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية، (الجمعة 14/ 2/ 1436ه ) خطط الارهابيون لقتله، واعتقدوا أن التخلص منه، سيفتح لهم الطريق لتنفيذ مخططهم الشيطاني، واختراق الحدود الشمالية للمملكة، ولكن هيهات فقد خاب ظنهم جميعا، فعلى حدود الوطن من شماله وجنوبه، شرقه وغربه، آلاف كالبلوى ينتشرون، يقفون دائما على أهبة الاستعداد للدفاع عن كل شبر من أرض بلادهم، وتحويل رمال الحدود إلى مقابر للغزاة، حتى ولو سالت دماؤهم الطاهرة، وضحوا بأرواحهم فداء للوطن. فجر يوم الإثنين، فوجئ العميد البلوى وهو صائم، بمجموعة إرهابية تباغته ورفاقه من الضباط والجنود في دورية حرس الحدود بمركز سويف الحدودى التابع لجديدة عرعر، بوابل من النيران، ورغم بسالة البلوى وزملائه في التصدى للعناصر الإرهابية، وتمكنهم من محاصرتهم ودحرهم وقتل بعضهم، فإن إرادة الله شاءت أن يُكتَب البلوى ورفاقه شهداء، أحياء عند ربهم يرزقون، حيث بادر أحد العناصر الإرهابية بتفجير حزام ناسف كان يحمله، نتج عنه مقتل العميد البلوي، الذي كان شعلة نشاط على الحدود، لا تهدأ له حركة، ولا يغمض له جفن، إلا بعد أن يطمئن على الوضع الأمنى على حدود بلاده، وعلى جنوده وكل من معه. والبلوى يرحمه الله- لم يكن قائدا عاديا، فهو معروف بشجاعته، وغيرته على دينه، وحبه لوطنه، وإخلاصه لمليكه، وكرهه الشديد للتطرف والإرهاب، ولهذا قرر المجرمون اغتياله، فقد أغضبهم كثيرا أن يوجد على الحدود قائد مثله، رجل ميدان، وأب رحيم بكل أبنائه من الجنود والضباط، يساندهم، يقف دائما بجانبهم، يدعمهم نفسيا ومعنويا، حافظ للقرآن، يؤدى الصلاة في أوقاتها. ولأن البلوى يعلم جيدا طبيعة دوره وواجبه، فهو معرض في أي وقت للاستشهاد، ويحمل روحه على كفه، وكان حريصا على الإكثار من الصيام، ويوم استشهاده، كان قد صلى الفجر منتويا الصيام، موصيا بأن تتم الصلاة عليه ودفنه في أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة، إن تعرض للموت أو فاجأته يد الإرهاب الجبان، وكأنه كان يشعر بدنُوالأجل، والانتقال إلى جوار ربه شهيدا في جنة الخلد ودار الآخرة. وذكر مقربون من العميد البلوى ل"الوئام" أنه من المحافظين على جميع الصلوات، وكان صائما أيضا يوم الأحد، وكعادته، كان يسلم على الحاضرين، بعد أن يفرغ من الصلاة، ثم يمضى إلى عمله، وأداء واجبه، أو كما قالوا، وكان يتمتع بخلق رفيع، وأدب جمّ، وتواضع شديد، ولم تقف رتبته يوما حائلا بين طموحه، وتعامله الإنساني الرفيع، ودعمه الدائم لجميع العاملين معه، أفرادا وجنودا وضباطا. "فقد دأب على كسر جميع الحواجز بينه وبين أفراده، ليكون لهم المُعين الأول، والأب والأخ الأكبر، قبل أن يختتم حياته صامدا في ميدان الفروسية والشجاعة، مقبلا لا مدبرًا، مدافعا عن تراب بلاده، حافرًا اسمه في آخر ورقة من كتاب حياته، بمداد من ذهب، وحروف من نور. يذكر أن العميد البلوى، بدأ حياته العسكرية بقطاع حرس الحدود في محافظة أملج، ثم عُيّن قائدًا لحرس الحدود بقطاع حقل، قبل أن يصدر قرار نقله لمدينة عرعر قبل نحو 4 أشهر، ليشغل منصب مساعد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية، ثم يصدر مدير عام حرس الحدود بالمملكة اللواء بحري عواد بن عيد البلوي الشهر الماضي قرارا بتعيينه قائدًا لحرس الحدود باالمنطقة الشمالية، ويرحل البلوى، وتبقى شخصيته وأخلاقه وصفاته وشجاعته، قدوة ونبراسًا يضيء الطريق أمام كل المخلصين من أبناء هذا الوطن. وقد شيعت فجر اليوم الثلاثاء جموع غفيرة جثمان الشهيد العميد معوض البلوي ، في مقبرة العدل شرق مكةالمكرمة فجراً، بعد أن صلي عليه بالمسجد الحرام بناء على وصيته، بحضور عدد من قيادات وزارة الداخلية وحرس الحدود. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور..جموع غفيرة تشيع جنازة الشهيد البلوي في الحرم المكي