ينظم مركز الحمراء للثقافة والفكر الملتقى الأول لقصيدة النثر بمراكش ، وذلك أيام 25-26 و 27 مارس 2011 ، تحت شعار ” قصيدة النثر والوعي الحر” بمشاركة أسماء من داخل المغرب وخارجه . ورقة الملتقى قصيدة النثر هي الشكل الأدبي الذي حير هواة التصنيف والتحديد الأجناسي،ستفرض وجودها بقوة نصوصها منذ روادها الأوائل محمد الماغوط وأنسي الحاج واستمرت في اكتساح المشهد الشعري العربي لدرجة أن الشاعر الكبير محمود درويش صرح ذات حوار أنه يخاف من مليشياتها غير أنه استفاد من تقنيات هذه القصيدة في دواوينه الأخيرة. ظلت الممانعة لهذه القصيدة مستمرة وظلت القوة المحافظة تختلق لها الحواجز تلو الأخرى حتى تثنيها عن مشروعها التحرري، إلا أن القصيدة شقت طريقها غير آبهة بالعراقيل والمثبطات ، وبعد أن كانت قصيدة النثر لا تجد لها مكانا آمنا غير النشر المحدود بأشكاله المختلفة والتداول السري أضحت في الآونة الأخيرة محط اهتمام النقد والملتقيات والمهرجانات وخصصت لها مجلات تحمل اسمها ، وحاولت مجلات أخرى محسوبة على جيل التفعيلة استمالة بعض أقلامها ومغازلة بعض شعرائها . إن قوة قصيدة النثر مستمدة من حرية شكلها ، هذه الحرية سلاح ذو شعرين : إما أن نكتب قصيدة النثر حقيقة ، وإما أن نسقط في كتابة الركاكة واللاشعر. فقصيدة النثر بعنوانها الحامل للنقيضين بنص متوتر ، آبق ، سرعان ما ينفلت من كل تنميط ،هي رغبة الشعر في أن يجدد دورته الشعرية في كل حين ، هي كتابة ضد التخثر والسباحة في المياه الراكدة ، إنها جموح مستمر، مياه متجددة لا نستحم فيها مرتين ، هي المطاردة الدائمة للمعنى واكتشاف يومي للحياة ، تكتب ضد الجاهز، ضد النمط ، هي التقاط الشيء في ذاته . وإيمانا منا بمشروعية هذه القصيدة سينظم مركز الحمراء للثقافة والفكر ملتقى عربيا، نطمح لأن يكون تقليدا حقيقيا، وأن تستضيف مراكش هذا الملتقى كل سنة ، فهي مدينة شاعرة منفلتة بطبعها ، جامعة بين النقيضين ، بين الفضاء القروسطي و الفضاء الحديث ، هي عصية عن التصنيف ومتجددة على الدوام مثلها مثل قصيدة النثر . إن هذا الملتقى سيضم شعراء وشواعر انتصروا لهذا الجنس الأدبي من أجل تبادل الخبرات والإنصات لجديد النصوص الشعرية، وسيصاحب هذا الإنصات الشعري تأملا نقديا سيقوم به مجموعة من النقاد المغاربة الذين تمرسوا بمصاحبة الأشكال الشعرية العربية بغية فتح نقاش جدي حول خصوصيات كتابة قصيدة النثر.