أنشأ مسؤولون سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" موقعا الكترونيا للرد على حملة الانتقادات العنيفة التي طاولتهم اثر نشر مجلس الشيوخ تقريرا وثق اساليب التعذيب التي اعتمدتها الوكالة لسنوات في استجواب مشبوهين في قضايا ارهابية اعتقلتهم في سجون سرية. والموقع واسمه "سي آي ايه سيفد لايفز دوت كوم" (ومعناه السي آي ايه انقذت ارواحا) يمثل خطوة في مجال العلاقات العامة غير معهودة من جانب عملاء في الاستخبارات، وهو لا يرمي الى التشكيك في لجوء الوكالة الى تقنيات استجواب قاسية بل على العكس من ذلك يهدف الى اثبات فعالية هذه التقنيات ودحض ما خلص اليه تقرير مجلس الشيوخ من انها لم تنقذ ارواحا ولم تكن وسيلة فعالة للحصول على معلومات اوتعاون من قبل المعتقلين بل لطخت سمعة الولاياتالمتحدة في العالم. وقال القيمون على الموقع ان مؤسسيه هم "مجموعة من قدامى المسؤولين في السي آي ايه مما لديهم مجتمعين مئات السنوات من الخبرة".وفقا للفرنسية. واكد مؤسسو الموقع ان برنامج استجواب المشبوهين بالارهاب الذي طبقته السي آي ايه بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 "سمح به بالكامل مسؤولون كبار في البيت الابيض ومجلس الامن القومي ووزارة العدل". وخلص التقرير الذي وضعته لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ والواقع في 40 صفحة والذي اعترضت عليه فورا السي آي ايه، الى ان استخدام تقنيات الاستجواب "المشددة" التي اعتمدتها الوكالة بعد 11 ايلول/سبتمبر2001 لم يسمح باحباط تهديدات وشيكة بتنفيذ اعتداءات. واتهم التقرير في عشرين خلاصة السي اي ايه بانها اخضعت 39 معتقلا لتقنيات وحشية طيلة سنوات عدة وبينها تقنيات لم تسمح بها الحكومة الاميركية، وتم تعدادها بالتفصيل في التقرير الذي يتالف من 525 صفحة قامت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الديموقراطيون باختصاره ونشره. ويتهم التقرير السي آي ايه ايضا بانها كذبت ليس على الجمهور الواسع وحسب وانما ايضا على الكونغرس والبيت الابيض، بشان فعالية البرنامج وخصوصا عندما اكدت ان هذه التقنيات سمحت ب"انقاذ ارواح". ولكن المدير السابق للسي آي ايه جورج تينيت دحض هذه الخلاصة، مؤكدا عبر الموقع ان "الوثائق تظهر انه في وقت كانت هناك تهديدات خطيرة ضد الولاياتالمتحدة، كان البرنامج فعالا في انقاذ ارواح اميركيين وحلفاء وفي منع وقوع اعتداء آخر واسع النطاق على الاراضي الاميركية". ونشر الموقع رابطا يقود الى مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" وكتبه ستة مسؤولين سابقين في السي آي ايه هم المدراء السابقون للوكالة جورج تينيت وبورتر غوس ومايكل هايدن، اضافة الى كل من جون ماكلولين والبرت كالاند وستفين كابس الذين شغلوا منصب نائب مدير الوكالة. ويؤكد المسؤولون في مقالهم ان برنامج الاستجواب هذا سمح باعتقال مسؤولين كبار في القاعدة وباحباط هجمات وبمعرفة "كم هائل" من الامور عن التنظيم المتطرف. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مسؤولون في «سي آي ايه» ينشئون موقعا الكترونيا لتبرير لجوئهم للتعذيب