قادت ملاحظة معلمة بالمرحلة الابتدائية في محافظة جدة لآثار التعنيف على جسد طفلة إلى الكشف عن قضية تعذيب. وبالتنسيق بين مديرة المدرسة والشؤون الاجتماعية بالمحافظة تم تحويل الطالبة إلى مستشفى العزيزية للنساء والأطفال للكشف على الطفلة وتقديم الإسعافات الطبية لها. تواصلت «الوئام» مع والد الطالبة ريماس سلطان الغامدي، فروى لنا تفاصيل الحكاية قائلا: «تعيش ابنتي مع والدتها عقب انفصالي عنها بالطلاق، وكانت دائما تتعرض للتعنيف الجسدي والنفسي من قبل والدتها المطلقة عدة مرات، كانت أخراها الأسبوع الماضي»، مضيفا: «تلقيت يوم الخميس الماضي اتصالا من الشؤون الاجتماعية يطلب مني الحضور لمستشفى العزيزية للنساء والأطفال بجدة، وذلك لتعرض طفلتي لحالة من التعنيف الجسدي والنفسي». وأكمل الغامدي حديثه ل«الوئام»: «انتقلت إلى المستشفى لمعرفة ما أصاب طفلتي، وعند حضوري للمستشفى فوجئت بآثار الضرب والكدمات والحروق في جميع أنحاء جسد طفلتي. وعند سؤالي عن كيفية وصول طفلتي إلى المستشفى، علمت بأن معلمة ابنتي شاهدت آثار التعنيف على جسدها، مما دعاها لإبلاغ إدارة المدرسة، التي بدورها تواصلت مع الشؤون الاجتماعية لمتابعة الحالة ومعرفة المتسبب في ذلك». وأردف الغامدي: «قابلت مدير الشؤون الاجتماعية لمحافظة جدة صالح الغامدي، فأفادني بأن حالة التعنيف التي لحقت بطفلتي تعد الثانية، حيث كانت حالة التعنيف الأولى في عام 1433ه، وقد استقبلتها الشؤون الاجتماعية، وتم تحويلها عن طريقهم للمستشفى ذاته، وبأنه قد تم إحضار الأم وزوجها بالقوة الجبرية وكتابة تعهد عليهم بعدم تكرار مثل هذا التعنيف مرة أخرى، ومن ثم سلموا الطفلة لوالدتها المطلقة وزوجها عن طريق الشرطة، وتم تحويل أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وعند البحث عن الأم وزوجها لم يتمكن من الوصول لهم، وذلك بسبب تغيير مسكنهم وكذلك انتقال زوج أم الطفلة لعمل آخر». واستغرب الغامدي من عدم علمه بما جرى لطفلته المرة الأولى عن طريق أي جهة رسمية، مع العلم أن القضية قد أحيلت إلى المحكمة الجزئية بمحافظة جدة في شهر رجب من عام 1433ه، وبيّن الغامدي أن القضية قد تم تجاهلها في المحكمة الجزئية دون اتخاذ أي إجراء لمحاسبة الجناة، مما أدى إلى تعنيف الطفلة مرة أخرى بشكل أبشع من قبل. واستطرد الغامدي قائلا: «بعد سؤال طفلتي عن المتسبب في تعنيفها ذكرت لي أن الخادمة هي من عنّفتها خوفا من انتقام والدتها، على الرغم من عدم وجود خادمة لدى الأم! ولكن الطفلة اعترفت أمام لجنة من الشؤون الاجتماعية بأن والدتها هي من عنفتها، حيث قالت طفلتي إن والدتها تضربها بصورة مستمرة وتعاملها كخادمة على الرغم من صغر سنها وتهددها بعدم الإفصاح لوالدها». وأوضح الغامدي ل«الوئام» أن ملف القضية أحيل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بمحافظة جدة، وذلك لمحاسبة الأم المُعنِّفة وزوجها المتواطئ في حاله التعنيف الأولى والثانية. واختتم والد الطفلة ريماس بأنه تم تسليمه البنت 3 محرم 1433ه عن طريق المستشفى بموافقة الشؤون الاجتماعية، وأن ابنته ما زالت تعاني جسديا ونفسيا. وناشد الجهات المختصة، وعلى رأسهم أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، النظر في قضية تعنيف ابنته وتطبيق العقوبات بحق من تثبت إدانته بذلك. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور.. والد الطفلة «ريماس» يكشف تفاصيل تعذيبها من قبل والدتها