دخلت التقنية إلى مجتمعنا، وأصبحت بين ليلة وضحاها شغلنا الشاغل، وأصبحت من الأوليات، ولم تكُن يوما من الكماليات.. كانت سرعتها عجيبة في اقتحامها خصوصيتنا، وبيوتنا، وتعاملاتنا. الغالبية أصبحت تتعامل مع التقنية – وأقصد بها وسائل التواصل الاجتماعي – لأن البعض لا يعرف يكتب «الويندوز» بجهاز ال«بي بي سي» ولا حتى ال«إكس إل»، ولا أيا من أبجديات التقنية بمفهومها الحديث – وحتى القديم. ولكن هذه المواقع (مواقع التواصل الاجتماعي) جعلت من الغالبية لديه «واتس آب»، و«تويتر»، و«إنستغرام»، و«لينك ليند».. وغيرها، وملاحقة الجديد في هذا العالم الغريب الجديد. وسؤالي هُنا: هل نحن مستعدون لهذا التنقل وهذه القفزات الهائلة في سباق العالم الافتراضي؟ هل نحن على علم وإدراك لما سنصل إليه من خلال تواصلنا والتحامنا بهذا العالم الافتراضي؟ هل نحن مستعدون للقفزات الهائلة في عالمنا وحياتنا بعد عقد من الزمن من الآن (تخيّلوا معي حياتنا وهذا الجيل عام 2025م)؟ ماذا سنكون نحن و«هم»؟ وما لغتهم؟ وكيف نظرتهم إلى المستقبل؟ هل يشاركون في البناء أم أن المستقبل يأتيهم بعلب مُغلَّفة؟ هل تصبح لدينا أزمة «تغليف العقول»! أصبحنا اليوم نتواصل عبر ال«واتس آب» ونأخذ أخبارنا من «تويتر»، وأصبح ال«إنستغرام» عالم واقعي أكثر منه افتراضي، تحوّل إلى تبادل للمصالح والاستثمار، وأضحى لدى البعض – وهذا أرفع القبعة له (أفنان الباتل مثالا) استغل هذا الموقع للتجارة، والاستفادة من هذه المواقع بما يفيد في الدنيا والآخرة شيء نشدّ على يده وحاجة ماسة لديننا ووطننا. الغالبية دخلت ال«واتس آب» للتواصل فقط أو أغراض أخرى، والبعض جعل منه منبرا علميا ومجموعات تتبادل الفكر والأدب والأشعار، وأُخريات يتبادلن الرأي والمشورة والتواصل الاجتماعي الجميل. والبعض استخدم ال«إنستغرام» ليكون بارزا في تصويره ومعروفا عند الجمهور ويبحث عن عمل ورزق، والبعض منهن استخدمْنَه للمعلومات وكيفية الجديد من الطبخات وغيرها من لوازم الأسرة ومتطلبات البيت والأسرة. نرى أشياء جميلة ورجال أعمال ومحلات ديكور وأصحاب سيارات اقتحموا غالبية هذه المواقع الافتراضية وحولوها إلى «واقع ملموس». دعوة للتفكير.. هل من أحد لديه الاستعداد للعمل على تحويل هذه المواقع – بعضها أو جزء منها – إلى أفكار واقعية ملموسة، كيف نستفيد من هذه المواقع لحياتنا واستثماراتنا؟ هل من الممكن أن يكون العمل «بزنس» من خلال هذه المواقع، فائدة لك ولها ومن ثم نساهم في البناء والتنمية وتحويل الأفكار من مجرد فكرة إلى واقع ملموس على الأرض ونساهم في توظيف الشباب والشابات ونلغي كلمة بطالة من قاموسنا؟ أنتظر إجاباتكم وأتشرف بدعمكم والوقوف معكم ومؤازرتكم. دمتم بوُدٍّ وكل عام أنتم بخير… صالح المسلّم رابط الخبر بصحيفة الوئام: جريمة.. «عقول مُغلّفة»!