ألقى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خطبة عرفة – قبل الصلاة – اليوم. تقدم المصلين الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. استهل سماحة المفتي الخطبة بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر موصيا سماحته حجاج بيت الله الحرام في بداية خطبته بتقوى الله عز وجل، وأنها من خصائص المؤمن في سره وعلانيته ونجواه. وقال: «إن الدين القويم هو دين الفطرة، قال تعالى: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون))، الناس خلقوا جميعا على الفطرة السليمة، وإنما أتى الانحراف من تربية الآباء أو البيئة، انظروا إلى الأشياء التي تسبب الجحود والكفر والظلال، يقول صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، فبين عليه الصلاة وسلم أن التوحيد مركوز في فطر الناس والشرك طارئ عليها، يدل على ذلك إخلاص المشركين في الضرورات، قال تعالى ((فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون)) وذلك لأن الفطرة لا تزول فإذا انحرف المسلم إلى نوع من أنواع الظلال عاد المسلم إلى فطرته السليمة». وأضاف سماحة المفتي: «النفس البشرية لو تركت وداعي الفطرة لذهب الناس إلى الشبهات والشهوات، وحق لهذا الدين أن يكون دين فطرة ودين البشرية جاء بدستور يوافق العقل وقريب للقلب وأخوة رابطة، أخوة الإيمان والإسلام ديننا دين الإسلام دين كمال وشمول جاء بما يهدي الناس إليه في أمور دينهم ودنياهم وعباداتهم ومعاملاتهم وكل شؤون حياتهم ونهج متكامل بمبادئ راقية وأخلاق عالية، ونظم كاملة ومما يدل على ذلك هذا الدين بكل أصوله ومبادئه السليمة التي توافق الفطرة السليمة والقلب السليم والعقل المستقيم». وأوضح سماحة المفتي، أن الله شرع الزكاة، قال الله تعالى ((وفي أموالهم حق للسائل والمحروم))، كما حث الإنسان على فعل الخير، ((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم))، وأن ذلك من موافقة الإسلام للفطرة، يقول الله جل وعلا ((يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا))، وقال صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا)، وتقول عائشة ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وهذا يدل على سماحة الشريعة وسهولتها في كل أوامرها قال تعالى ((ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون))، وقال ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)). جدير بالذكر أن جموعا من حجاج بيت الله الحرام كانت قد توافدت منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة اليوم لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة كما امتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع بضيوف الرحمن رابط الخبر بصحيفة الوئام: المفتي: التوحيد «مركوز» في فطر الناس والشرك «طارئ» عليها