أذكر حديث للمحامي الكويتي عبد الله الشيباني قبل حين من الزمان، قال فيه إن 33 امرأة لجأن إليه خلال ثلاثة أشهر، لطلب الطلاق من أزواجهن، وأوضح خلال ندوة عن قانون الأحوال الشخصية، إن أحد الأسباب المتكررة لطلب الطلاق هو أن الزوجات اكتشفن ان أزواجهن أدوا "العمرة" في لبنان بدلا من مكة المكرمة!! عليك نور، يعني يجهز الواحد منهم الشنطة، معلنا أنه ذاهب لأداء العمرة، فتقول له الزوجة: أجلها كذا أسبوع وخليها عمرة رمضانية منشان ثوابها أكبر، ولكن السيد عنتر الغضنفر يرفض الفكرة، متعللا بان مكة في رمضان "وايد زحمة" ثم يودع الزوجة والعيال: مع السلامة.. بدعو لكم في مكة.. وإن شاء الله أرجع لكم بعد 3 أو 4 أسابيع!! وتتساءل الزوجة: ول ول ول .. الحج يخلص في أسبوع وانت تسوي العمرة في شهر؟ الرد جاهز: بجلس في مكة أسبوعين أصلي كل الفروض في الحرم، وبعدين بروح المدينة أسبوع او أسبوعين، وهكذا يكسب إعجاب الزوجة التي يسرها ان زوجها الذي كان يقضي معظم وقته في السهر البريء أو المشبوه، قرر قضاء قرابة الشهر في التعبد والاستغفار. وبعد أسبوع او أكثر تلتقي تلك الزوجة بصديقتها او ببنت عمها: ليش ما رحت مع ابو عيالك لبنان؟ فترد الزوجة: حنا مو من جماعة لبنان، أبو العيال رايح وجاي بين مكةوالمدينة.. عقبال زوجك!! أي مكة واي مدينة؟ مينونة (مجنونة) أنت؟ شفت زوجك في شارع الحمراء ومرة تانية في زحلة قبل خمسة أيام واستغربت لأنه ما سلم علي وسوى روحه ما شايفني!! فتصيح الزوجة: انت اللي كريزي وماد ومينونة ومخبولة وعندك حَوَل في الدماغ سوى لك خرف مبكر.. زوجي في مكة… هنا لا يبقى أمام الصديقة أو القريبة إلا أن تستخدم هاتفها الجوال لتجري اتصالا بشخص ما وتترك سماعة التلفون مفتوحة بحيث تسمع زوجة "المعتمر" تفاصيل الحوار الهاتفي: هلا نورة.. أنا هني مع أم صجمة.. فيأتي الرد من الطرف الثاني في شكل سؤال: أم صجمة ردت (رجعت) من لبنان؟.. لا هي ما راحت وتقول إن أبو عيالها ما راح لبنان!! شلون ما راح لبنان وأنا وأنت وفطوم أم بلعوم شفناه في الحمرا وزحلة!! وتنتهي المكالمة وتتحول أم صجمة إلى "بكمة" تعجز عن الكلام، ويعود الزوج من "العمرة" فتتفقد جواز سفره من وراء ظهره وتكتشف أنه فعلا كان في عَمرة (بفتح العين) في لبنان. وهذا ما اكتشفته نساء أخريات غير ام صجمة: رجال يزعمون أنهم ذاهبون الى الأراضي المقدسة لأداء العمرة ثم يتضح أنهم زوغوا الى لبنان أو بلدان آسيوية يشتهر زوارها بممارسة أنشطة تستوجب سبع عمرات في مكة بنية خالصة في التوبة.. وأمثال هؤلاء هم الذين يفتحون شهية السيدة الكويتية سلوى المطيري التي تريد استيراد الجواري ليشتريهن الرجال الكويتيين فيصبحن ملك يمينهم وبلاش سفر الى بانكوك ومانيلا.. بالمناسبة هناك فإن معظم الهواتف الجوالة الحديثة مزودة بتقنيات تسمح برصد مكان وجود الطرف الآخر في المكالمة الهاتفية، ولا تسمح لشريك الحياة بالاستهبال، فمن يقول إنه ذاهب الى مكة ويذهب الى قبرص، يحرص على التواصل مع أهله في وطنه من هاتفه المحلي لأنه لو استخدم هاتفا بشريحة البلد الذي يزوره فسينكشف أمره بمجرد ظهور رقمه على هاتف متلقي المكالمة، في حين ان الهواتف التجسسية تسمح حتى لرئيسك في العمل ان يقفشك حتى عندما تكون معه في نفس المدينة وتقول إنك متغيب عن العمل لأنك في المستشفى فيرد عليك: الله يشفيك.. بس في أي غرفة في مستشفى كوستا كوفي أنت راقد؟ رابط الخبر بصحيفة الوئام: بيروت شيء ومكة شيء آخر تماما