أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن العلاقات السعودية الفرنسية تشهد حاليًا نقلة نوعية بفضل حرص القيادة السياسية في كلا البلدين على دعمها وتعزيزها في المجالات كافة وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، وقال سموه إن مكانة فرنسا في الساحة الدولية وثقلها الاقتصادي وريادتها في كثير من الصناعات المتقدمة تجعل منها شريكًا استراتيجيًا للمملكة. جاء ذلك في كلمة لسمو ولي العهد ألقاها خلال لقائه اليوم رجال الأعمال الفرنسيين والسعوديين الذين يعقدون اجتماعات في إطار زيارة سمو ولي العهد الحالية لفرنسا، وفيما يلي نص الكلمة: يسرُّني أن ألتقي بكمُ اليومَ في وقتٍ تشهدُ فيه العلاقاتُ السعوديةُ-الفرنسيةُ نقلةً نوعيةً بفضلِ حرصِ القيادةِ السياسيةِ في كلا البلدينِ على دعمِها وتعزيزها في المجالاتِ كافةً وبما يُحققُ المصالحَ المُشتركةَ للبلدين الصديقين. إنَّ مكانةَ جمهوريةِ فرنسا في الساحةِ الدوليةِ, وثِقَلها الاقتصادي, وكذلكَ قُدرَتها على الابتكارِ, وريادَتَها في الكثيرِ من الصناعاتِ المُتقدمة, تجعلُ منها شريكًا استراتيجيًا للمملكة. ومن مُنطلقِ اهتمامِ المملكةِ بتعميقِ التعاونِ بين القطاعِ الخاصِ في البلدين، فقدْ حرِصَت أن ألتقي بكُمُ في هذا اليوم، وإنَّنا لنأمَلُ أن تُسفرَ اجتماعاتُكم عن الارتقاءِ بالعلاقاتِ الاقتصادية والتجارية بينَ البلدين إلى ما تصبُو إليه القيادتان. أيُّها الأصدقاء.. لقد تضاعفَ الناتِجُ المحلي للمملكةِ خلال العقدِ الماضي لِيَصلَ إلى 540 مليار يورو، ممَّا أهَّل المملكةَ لأن تكونَ من أكبرِ 20 اقتصادًا في العالم. كما عَمِلت حكومةُ خادم الحرمين الشريفين خلالَ السنواتِ الماضيةِ على تنميةِ الاحتياطات إلى أن تخطّت 500 مليار يورو, وتوَسَّعت في الإنفاقِ على مشاريعِ الخدماتِ الصحية والتعليمية, وتطويرِ البُنيةِ التحتية بما في ذلكَ ربْطُ مُدُنها من خلالِ شبكةِ طرقٍ وقطاراتٍ حديثةٍ هي الأكبرُ في تاريخها. وتمَّت مُؤخرًا الموافقةُ على فتحِ سوقِ الأسهمِ السعوديةِ للاستثمارِ الأجنبي وهوَ السوقُ الأكبرُ في الشرق الأوسط. كما تُساهمُ المملكةُ بسخاء في تنميةِ البُلدان النامية, وفي استقرارِ سوقِ البترول العالمي, والأسواقِ المالية. إنَّ نسبةَ السعوديين تحت سنِّ 25 عامًا تفوقُ 50% من عددِ السكانِ، مما يتطلبُ منا التوسُّعَ في برامجِ التنميةِ التي تَمسُّ حياةَ المواطنِ ضمنَ مفهومِ التنميةِ المُستدامة, مع الاهتمامِ ببرامجِ تمويلِ المنشآتِ الصغيرةِ والمتوسطة وترشيدِ وتنويعِ مصادرِ الطاقة حيثُ تمَّ إنشاءُ مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. إنَّ علاقاتنا الاقتصاديةِ بالجمهوريةِ الفرنسية قديمةٌ, وتوجدُ في المملكةِ أكثر من سبعينَ شركةً فرنسيةً تعملُ في قطاعاتٍ متنوعة، وطموحاتُ قيادتَيْ البلدين ورغبتهما في تنميةِ التجارةِ بينهما كبيرة, ممَّا يجعلُني مُتفائلًا في شراكتنا الاستراتيجية. وبهذهِ المُناسبة، فإنني أدعوكُم للاستثمارِ في المملكةِ فهي منَ الدُولِ الأكثرِ استقرارًا وجذبًا للاستثماراتِ لما تُقدِّمهُ من حوافزَ وتسهيلاتٍ للمستثمرين. كما أدعو رجالَ الأعمالِ السعوديين أن يبحثُوا مع نُظرائهِم الفرنسيين الفرصَ الاستثمارية المُختلفة، لرفعِ حجمِ التبادلِ التجاري بينَ المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية. وكما هو معلومٌ فإنَّ نموَّ القطاعِ الخاصِ يُعدُّ محورًا أساسيًا في سياسةِ المملكةِ ومسيرتها التنمويةِ؛ حيثُ أولتْ حكومةُ خادم الحرمين الشريفين اهتمامًا كبيرًا بتشجيعِ القطاعِ الخاص، وستستَمرُّ في سياسَاتِها الراميةِ إلى تذليلِ كافةِ الصعوباتِ التي قد تُواجههُ ليتبوَّأ المكانةَ المرموقةَ التي نتَطلَّعُ إليها، بما في ذلكَ مشاركتَهُ في الصناعاتِ المُتقدمةٍ في الدولِ الصديقةِ مثلَ فرنسا لِيتَمكَّن من نقلِ التقنيةِ وتوطينها في المملكة. وشاهد سمو ولي العهد عرضًا مرئيًا عن المشاريع الخدمية الكبرى التي تقيمها بعض الشركات الفرنسية في المملكة. وألقى رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية، الدكتور عبدالرحمن الزامل، كلمة أكد فيها أن هذه الاجتماعات التي تمت تحت رعاية سمو ولي العهد بمناسبة زيارته الحالية لفرنسا هي قوة دفع لرجال الأعمال السعوديين مع نظرائهم الفرنسيين وتعطيهم فرصة لتبادل الآراء وتقييم الأوضاع الاقتصادية والاستثمارية في المملكة، حيث ركزت تلك الاجتماعات على المستجدات التي حدثت في سوق المملكة من خطوات تنموية منذ الاجتماع الذي تم في الرياض السنة الماضية، مشيرًا إلى أن الاجتماعات أكدت أهمية العلاقات التجارية والاستثمارية السعودية والفرنسية وتبادل الفرص الاستثمارية بين البلدين. وتابع: إن المملكة تعتبر من أسرع دول العالم نموًا وأكبر سوق اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وتتميز باقتصاد قوي حسب تقرير صندوق النقد الدولي، كما أنها تمتلك 25% من احتياطات النفط في العالم، وتستحوذ على 25% من إجمالي الناتج القومي العربي. من جانبه ألقى رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي، محمد بن لادن، كلمة شرح فيها العروض الاستثمارية الفرنسية في المملكة؛ حيث تحدث مسؤولو تلك المشاريع عن ثلاثة عروض شراكة، يتعلق الأول بحافلات النقل العام بمدينة الرياض وما يتعلق بالمشروع من خطوط سير ومحطات مخصصة بالشراكة بين شركتي أرابتي وسابتكو، فيما كان المشروع الثاني عن إدارة المياه في جدة وهي شراكة بدأت عام 2008 م من أجل تحسين إدارة المياه في جدة وتحسين تقديمها للمستفيدين من خلال خدمة شاملة متطورة بالشراكة مع سويزاندمرو، فيما يتعلق المشروع الثالث بتدريب أطباء وفنيين في مجال مكافحة الأمراض المعدية وتأسيس مراكز أبحاث خاصة بالأمراض المعدية بالشراكة مع معهد باستور. وحضر اللقاء: الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد والمستشار الخاص لسموه، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ، وعدد كبير من رجال الأعمال السعوديين والفرنسيين. من جهة أخرى , قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اليوم بزيارة لدولة رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل فالس في مقر رئاسة الوزراء بباريس . ورحب رئيس الوزراء الفرنسي بمقدم سمو ولي العهد لدى وصوله مقر الرئاسة. وعقب دخوله إلى الصالة الرئيسة ألتقطت الصور التذكارية ، ثم صافح رئيس الوزراء الفرنسي أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد . ثم عقد سمو ولي العهد ورئيس الوزراء الفرنسي اجتماعاً رحب فيه بزيارة سمو ولي العهد إلى فرنسا متمنياً له طيب الإقامة ، فيما عبر سمو ولي العهد عن سعادته بهذه الزيارة مؤكداً عمق العلاقات التي تربط بين المملكة وفرنسا . وجرى خلال الاجتماع بحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات كافة ، بالإضافة إلى آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط وموقف البلدين منها . حضر اللقاء صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد والمستشار الخاص لسموه ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ومعالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ. ومن الجانب الفرنسي سفير فرنسا لدى المملكة برتران بيزانسو ومدير الديوان الحربي لرئيس الوزراء الجنرال اوليفيه تابرست ونائب المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء بريوبون.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: ولي العهد :نسبةَ السعوديين تحت سنِّ 25 عامًا تفوقُ 50% من عددِ السكانِ