قتلت إسرائيل ثلاثة من كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غارة جوية على قطاع غزة اليوم الخميس في أوضح مؤشر حتى الآن على أن إسرائيل عازمة على التخلص من قيادة حماس العسكرية بعد محاولة فاشلة لاغتيال قائد الجناح العسكري للحركة. وقالت حماس التي تسيطر على قطاع غزة إن القادة هم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم وأضافت أنهم استشهدوا في قصف منزل في رفح بجنوب القطاع. ووصفت حماس الثلاثة بأنهم قادة عسكريون كبار. وأكد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) استهداف اثنين منهم . وهؤلاء أبرز قادة لحماس يسقطون شهداء منذ بدأت إسرائيل هجومها على القطاع في الثامن من يوليو تموز. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأجهزة المخابرات وقال في بيان إن قادة حماس "خططوا لشن هجمات دموية ضد مدنيين إسرائيليين." وبعد ستة أسابيع من القتال الذي سقط خلاله أكثر من ألفي شهيد فلسطيني معظمهم مدنيون بدت غارات إسرائيل الجوية – التي استؤنفت بعد انهيار هدنة مدتها عشرة أيام يوم الثلاثاء – مركزة بشكل أكبر على استهداف جناح حماس العسكري. وفي وقت متأخر يوم الثلاثاء استهدفت إسرائيل قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف لكنها فشلت في قتله. وقالت حماس إن زوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر سبعة أشهر قتلا في الغارة الجوية. وبعد غارة اليوم الخميس هرع مئات الفلسطينيين إلى الموقع في جنوبغزة مطالبين بالانتقام. وقال سامي أبو زهري "اغتيال قادة القسام في رفح هو جريمة إسرائيلية كبيرة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا أو إضعاف المقاومة وإسرائيل ستدفع الثمن." وذكر الشين بيت أن أبو شمالة كان قائد القيادة الجنوبية لحماس ووصف العطار بأنه قائد كتيبة. وذكر أن الاثنين كانا ينسقان القتال ضد إسرائيل في جنوبغزة حيث وقعت بعض أشد المعارك. وقتل 64 جنديا إسرائيليا بالاضافة لثلاثة مدنيين داخل إسرائيل. وخلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء رفض نتنياهو القول إن كان الضيف استهدف لكنه قال إن قادة النشطاء هم أهداف مشروعة وإن "لا أحد منهم بمأمن" من الهجوم. *لا نهاية تلوح في الأفق وشنت إسرائيل هجومها الشهر الماضي بهدف معلن هو الحد من من إطلاق الصواريخ الفلسطينية على أراضيها. وانهارت محادثات بوساطة مصرية لإنهاء أسابيع من القتال بين إسرائيل وحماس وغيرها من الجماعات في غزة يوم الثلاثاء عندما تجدد العنف بعد عشرة أيام من الهدوء النسبي. واستمر إطلاق الصواريخ من غزة اليوم الخميس وسقط بعضها في كيبوتز قرب الحدود. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن شظايا من الانفجار أصابت إسرائيليا بجروح خطيرة وكادت تصيب دار حضانة. وقالت مصر إنها ستواصل الاتصالات مع الجانبين بعد تجدد أعمال العنف. لكن لا يبدو أن هناك فرص تذكر في ظل الأوضاع القائمة لوضع حد للقتال وتحقيق تقدم في محادثات السلام. وقال نتنياهو إن القتال سيستمر لفترة طويلة. وقال للصحفيين "هذه ستكون حملة متواصلة." وعندما بدأت حملتها قالت إسرائيل إن الهدف هو وضع حد لإطلاق الصواريخ. وبعدها بعشرة أيام أرسلت قوات برية لتدمير الأنفاق العابرة للحدود التي يستخدمها نشطاء حماس لشن هجمات مفاجئة. ودمرت 30 من هذه الانفاق ولم تنفذ هجمات عن طريق الانفاق خلال الأيام العشر المنصرمة. وسحبت إسرائيل قواتها البرية من غزة في الخامس من أغسطس آب. وإلى جانب شهداء حماس الثلاثة قال مسعفون فلسطينيون إن 19 آخرين استشهدوا اليوم الخميس بينهم ثلاثة أطفال. وهددت كتائب القسام باستهداف مطار بن جوريون الدولي وحذرت شركات الطيران بالابتعاد صباح الخميس. وقالت حماس إنها أطلقت صاروخا باتجاه المطار لكن متحدثة باسم المطار قالت إنه لم يحدث أي تعطيل لرحلات اليوم. وتقول إسرائيل إن مطارها الرئيسي يتمتع بحماية من صواريخ حماس غير الدقيقة والتي يسقط معظمها بفعل نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ. وقالت حماس إنها ستواصل القتال ضد إسرائيل حتى رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع. ولا تريد إسرائيل تقديم تنازلات كبيرة دون أن تلقي حماس أسلحتها. وبدا أن محادثات السلام التي تقودها مصر تحقق بعض التقدم نحو تخفيف الحصار لكن إسرائيل تريد ضمانات بألا تدخل أي أسلحة القطاع. وتقول إسرائيل إنها قتلت مئات النشطاء الفلسطينيين في الصراع. وقادة حماس الذين قتلوا اليوم هم أبرز قادة عسكريين من حماس تقتلهم إسرائيل منذ نوفمبر تشرين الثاني 2012 عندما أدى اغتيال القائد العسكري أحمد الجعبري لاندلاع حرب عبر الحدود استمرت ثمانية أيام. ووفقا للشين بيت فإن أبو شمالة والعطار كانا من بين الذين خططوا في 2006 لخطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط الذي احتجز في غزة لمدة خمس سنوات حتى أفرج عنه مقابل أكثر من ألف سجين فلسطيني. رابط الخبر بصحيفة الوئام: استشهاد ثلاثة من قادة حماس في غارة جوية إسرائيلية على غزة