سلم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم, مسؤولة الشؤون السياسية في مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة, البيدا روكا, بشكل رسمي رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس, التي طالب فيها مساء الأمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, بتحمل مسؤولياته مع المجتمع الدولي. كما طالبه في الرسالة اتخاذ جميع ما يلزم من إجراءات لإعلان قطاع غزة "منطقة كارثة إنسانية", وذلك للوقوف عند الاحتياجات الملحة لأهل القطاع, بما فيها حث الوكالات والمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة لتقديم المساعدات العاجلة في ظل حالة الطوارئ الإنسانية التي يشهدها القطاع على إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم. جاء ذلك خلال لقاء المالكي بمسؤولة الشؤون السياسية في مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة, والمستشار السياسي له باسم الخالدي, بمقر وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله اليوم. ودعا عباس الأممالمتحدة إلى توفير ملاجئ آمنة للمدنيين النازحين في قطاع غزة, بالإضافة إلى توفير الغذاء ومياه الشرب والأدوية وغيرها من المواد. وطالب الأمين العام بالعمل على إنشاء ممرات إنسانية داخل قطاع غزة من أجل تسهيل تقديم الإغاثة اللازمة وكذلك اتخاذ جميع التدابير اللازمة والفعالة لإنشاء منطقة آمنة للعمل الإنساني, لحماية الأسر المشردة من تجدد القصف الإسرائيلي. حيث أن جميع سكان قطاع غزة تحت تهديد كارثة إنسانية واسعة النطاق. وقال الرئيس الفلسطيني في الرسالة الرسمية : "على ضوء الدمار والمعاناة التي لا تحصى, فقد قررتُ إعلان قطاع غزة منطقة كارثة, وعليه فإنني ادعوكم لتحمل مسؤولياتكم على النحو المبين في ميثاق الأممالمتحدة, وخاصة المادة 99 منه, وتطبيقها على حالة الطوارئ الإنسانية في قطاع غزة. وأحثكم على اتخاذ جميع التدابير اللازمة والمتاحة للوقوف على الاحتياجات الملحة لهذا الجزء العزيز المحاصر من وطننا فلسطين". وأضاف قائلا "وفي هذا الصدد, أدعو إلى استخدام كافة الأدوات المتاحة داخل منظومة الأممالمتحدة, لتقديم الإغاثة والمساعدة اللازمة للشعب الفلسطيني, أثناء هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة". وأعاد التأكيد في رسالته على طلب دولة فلسطين من الأممالمتحدة, باتخاذ التدابير والإجراءات العاجلة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من ممارسات إسرائيل, السلطة القائمة بالاحتلال, وعدوانها والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينيةالمحتلة, بما فيها القدسالشرقية, حيث أسفر هذا العدوان الغاشم عن استشهاد أكثر من 1200 فلسطيني ثلثهم من الأطفال, وجرح أكثر من 7000, ونزوح 200.000 آخرين. ومن جانبه أطلع المالكي ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة على آخر التطورات في الأرض الفلسطينيةالمحتلة وخاصة في قطاع غزة جراء العدوان الهمجي وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني, واستهدافه المتعمد للمواطنين العزل والعائلات من الأطفال والنساء والشيوخ, بالإضافة لتدمير البيوت والمرافق العامة من المستشفيات وشبكة الكهرباء ومياه الصرف الصحي والمدارس التابعة للأنروا التي تأوي آلاف المشردين من المواطنين الذين تركوا بيوتهم جراء قصف وهدم منازلهم, كذلك استهدافهم للطواقم الطبية والإعلامية. ودعا وزير الخارجية الفلسطينيالأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى الخروج من دائرة الصمت والإدانة وضرورة اتخاذ الإجراءات الفاعلة بعمل سياسي دولي حازم لوضع حد فوري للمجازر المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومحاسبة ومعاقبة المجرمين على هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية. من جانبها, أطلعت البيدا روكا, المالكي على عمل مؤسسات الأممالمتحدة في قطاع غزة والصعوبات والعراقيل التي تواجهها تلك المؤسسات وطواقمها على الأرض جراء القصف المستمر وتدفق الأعداد الهائلة من المواطنين المشردين, حيث فاق عدد المشردين النازحين من المواطنين الفلسطينيين 200 ألف معظمهم عائلات من النساء والأطفال والشيوخ, كذلك الظروف الصحية والاجتماعية والنفسية الخطيرة جراء فقدانهم أفراد وأقارب من عائلاتهم, إضافة لانقطاع التيار الكهربائي ونقص المواد الغذائية والصحية التي يقدمونها للمواطنين المشردين من بيوتهم, وعدم قدرة استيعاب الأعداد المتدفقة; حيث بلغ عدد الماكثين في الغرفة الواحدة من المدارس إلى 70 فرداً في غرفة الصف المدرسي. كما أبلغت الوزير الفلسطيني بجهود الأمين العام للأمم المتحدة التي يبذلها لوقف إطلاق النار وإدانته لقصف واستهداف المدنين وهدم المنازل والمدارس التابعة للأنروا والمرافق العامة المختلفة, كما أكدت ضرورة دعم موازنة الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة, مؤكده على استمرار بذل كافة الجهود لتقديم كافه الخدمات الإنسانية لسكان قطاع غزة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الخارجية الفلسطينية تدعو الأممالمتحدة لإعلان غزة منطقة كارثة إنسانية