حذر مسؤول بالحكومة اليابانية من احتمال حدوث تسرب إشعاعي من أحد المفاعلات النووية في محافظة “فوكوشيما”، نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الساحل الشمالي الشرقي لليابان الجمعة، وفقاً لما نقلت وكالة “كيودو” الرسمية للأنباء السبت. جاء هذا التحذير على لسان وزير التجارة، بانري كاييدا، بعد قليل من إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، أبلغه بأنه لا توجد أية مؤشرات، حتى اللحظة، على حدوث أي تسرب إشعاعي في المفاعلات النووية اليابانية، نتيجة الزلزال. وكان الرئيس الأمريكي قد ذكر، في تصريحات صحفية بالعاصمة الأمريكيةواشنطن الجمعة، أن “قلبه ينفطر” لما وصفها ب”المأساة” الناجمة عن زلزال اليابان، إلا أنه أعرب عن ثقته في اليابان “ستعود أقوى مما كانت.” وقامت السلطات اليابانية بإغلاق ما مجموعه 11 مفاعلاً نووياً بصورة آلية في محطة الطاقة في “أوتاغاوا”، ومحطتي “فوكوشيما”، و”طوكايا” الثانية. وفي مؤتمر صحفي، أعلن وزير شؤون مجلس الوزراء، يوكيو إيدانو، أنه أمر بإخلاء منطقة قطرها 3 كيلومترات حول محطة الطاقة النووية في “فوكوشيما”، فيما أعلنت اليابان حالة طوارئ للطاقة الذرية، رغم تأكيدها عدم وجود أي تسرب إشعاعي في المحطات أو بالقرب منها. انهيار سد وجرف مئات المنازل وكانت محافظة فوكوشيما قد شهدت انهيار أحد السدود، مما أدى إلى حدوث فيضانات عارمة، جرفت عشرات المنازل في طريقها، فيما قالت وزارة الدفاع اليابانية إن الزلزال، الذي بلغت شدته 8.9 درجة على مقياس ريختر، تسبب في انهيار ما يزيد على 1800 منزل، ولم يتضح على الفور، عدد المنازل التي جرفتها الفيضانات الناجمة عن انهيار السد. وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، أعلنت السلطات العثور على مئات الجثث في مدينة “سينداي” الساحلية، والتي تُعد أكثر المدن تضرراً بالزلزال، الذي نجمت عنه أمواج مد عاتية “تسونامي”، ضربت نحو 20 دولة، على جانبي المحيط الهادئ. مئات القتلى والجرحى والمفقودين وبحسب تقديرات أولية، أوردتها وكالة “كيودو” عن مصادر أمنية، فقد بلغ عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة الزلزال 184 قتيلاً، بالإضافة إلى ما بين 200 و300 جثة تم العثور عليها في مدينة “سينداي”، رجحت الشرطة أن يكونوا قد لقوا حتفهم غرقاً، نتيجة أمواج تسونامي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن الزلزال تسبب أيضاً في سقوط 722 جريحاً، فيما لا يزال نحو 530 آخرين في عداد المفقودين، إلا أن المصادر رجحت ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من ألف قتيل، حيث ما زالت عمليات حصر الضحايا في المناطق المنكوبة جارية. وفي الأثناء، أبدت مصادر طبية يابانية خشيتها من تزايد حصيلة الخسائر جراء الهزة التي تعتبر الأقوى في البلاد منذ مائة عام، كما شملت التحذيرات من موجات المد البحري “تسونامي” 20 دولة، بعد أن اجتاحت أمواج عاتية السواحل اليابانية، وصل ارتفاع بعضها إلى عدة أمتار. ومازال سكان العديد من المدن، بما في ذلك العاصمة طوكيو، يشعرون بالهزات الارتدادية، بينما لجأ عدد كبير من السكان في المناطق الساحلية إلى الطوابق العليا من منازلهم، هرباً من طوفان المياه الذي اجتاح الحقول الزراعية والشوارع وغمر مساحات شاسعة. أمواج تسونامي تضرب 20 دولة وشملت تحذيرات موجات تسونامي نحو 50 منطقة في المحيط الهادئ، منها إندونيسيا ودول في أمريكا الوسطى، مثل السلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا، وكذلك جزيرة هاواي، إلى جانب السواحل الغربية لكندا والولايات المتحدة. من جانبه، قال بول كونيليي، الناطق باسم المنظمة الدولية للصليب الأحمر، إن هناك الكثير من القلق حيال احتمال أن ترتفع موجات المد إلى درجة تجعلها قادرة على غمر جزر بأكملها في المحيط الهادئ، بينما وافق الجيش الأمريكي المنتشر في اليابان على فتح قاعدة “أتسوغي” للملاحة المدنية، بهدف مساعدة السلطات اليابانية على معالجة الموقف. وقد وقعت ثلاثة زلازل أخرى بلغت قوتها سبع درجات أو أكثر في غضون أربعين دقيقة من الزلزال الأول، كان مركزها جميعاً قبالة سواحل المحيط الهادئ بالقرب من وسط وشمال شرقي اليابان. وأظهرت كاميرات هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK موجات تسونامي وهي تغمر الطرق وتجرف السيارات والمنازل في المحافظات المنكوبة. وضرب زلزال عنيف بقوة 8.9 درجة مناطق شمال شرقي اليابان الجمعة، محدثاً حالة من الرعب الشديد بعد وصول التأثير إلى العاصمة طوكيو، رغم تحديد المركز في أعماق المحيط، وأظهرت الصور المباشرة وصول موجات “تسوماني” بارتفاع ثلاثة أمتار، اجتاحت تأثيراتها السواحل. وقد وقعت ثلاثة زلازل أخرى بلغت قوتها سبع درجات أو أكثر في غضون أربعين دقيقة من الزلزال الأول، كان مركزها جميعاً قبالة سواحل المحيط الهادئ بالقرب من وسط وشمال شرقي اليابان. وأظهرت كاميرات هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK موجات تسونامي وهي تغمر الطرق وتجرف السيارات والمنازل في المحافظات المنكوبة. ولا تعتبر مناطق شمال شرقي اليابان ناشطة زلزالياً في العادة، ولذلك يرى عدد من المتابعين أن الزلزال كان مفاجئاً لناحية قوته ومركزه، خاصة وأن زلزال إندونيسيا المدمر كان بقوة تسع درجات.