فروق كبيرة يلحظها المتابع الرياضي بين تصريح رئيس نادي الهلال بعد تأهله لنهائي كأس ولي العهد ، وتصريح رئيس نادي الوحدة مساء اليوم ، فالأول تحدث بلغة مشبعة بالثقة ولم تكن فرحة الفوز بالحجم الذي كانت عليه في حديث جمال تونسي الرئيس المكافح والذي ظهر فرحاً على سجيته وتناسى كاريزما رؤساء الأندية أمام كاميرات التلفزة وراح يعبر عن فرحته الشديدة بعفوية مفرطة ويتحدث عن أمانيه التي ختمها بأن ” يشرب الواحداوية في الكأس من ماء زمزم ” . وهو الحديث الذي لفت انتباه المتابعين ، وعدّوه أبرز لقطات المباراة كونه جاء عفوياً ودون محسنات لفظية أو استعراض ، فالرجل الذي تحمل أعباء النادي المكي سنين طويلة ، لم يصدق نفسه أمام الكاميرات وهو يحتفل بانتقال فريقه للمباراة النهائية في ثاني أهم بطولة سعودية . فرحة جمال تونسي التي تمثل جزء من حالة فرح عارمة سادت شوارع مكةالمكرمة ، لم يشوهها سوى الخبر الذي نقله مذيع قناة الجزيرة له ، عن إصابة إداري الفريق حاتم خيمي ، حيث اكتسح الحزن تقاسيم وجه تونسي الذي كان خبر إصابة خيمي مؤثراً عليه ، فتوقف عن الحديث برهة حتى تدخل مذيع آخر ليطمئنه عن حالة خيمي ومن ثم عاد لينثر مشاعره وأفراحه من جديد . تونسي قاد حملات كثيرة لإنقاذ النادي الأحمر وواجه صعوبات عديدة ، توجها مساء اليوم بتأهله لنهائي كأس ولي العهد ، وهو الفوز الذي أعاد للنادي حضوره بعد غياب قارب الأربعة عقود عن ساحة المنافسة ، وهو الفوز الذي سيدفع رجال مكة للعودة للاصطفاف خلف فريقهم لدعمه في المباراة المقبلة أمام متسيد البطولات السعودية الهلال لتحقيق ” المبتغى ” بحسب حديث رئيس النادي العفوي والصادق . وعاش نادي الوحدة بداية الموسم حالة اضطراب شديدة بعد انقسامات داخلية في الهرم الإداري ، مما جعل الفقيد محمد عبده يماني أحد رجالات مكة البارزين يتدخل لإعادة ترميم الأوضاع ، ومن ثم يتدخل الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير سلطان بن فهد ليضع يده على جراح فرسان مكة ويعيد إليهم التوازن . جدير بالذكر أن المباراة شهدت تعرض إداري الفريق حاتم خيمي لحالة إغماء نقلته للمستشفى ، وبحسب أحاديث تلفزيونية لطبيب النادي فإن خيمي يعاني من مرض الربو والذي تسبب في حدوث ” كتمة ” وضيق في التنفس مع حالة الفرحة التي اجتاحته بعد إعلان تأهل فريقه لنهائي الكأس .