أكد سماحة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء: أن انتماء الإنسان إلى الدولة المسلمة يقتضي منه السمع والطاعة لولي أمر المسلمين فيها، والحذر من الخروج على هذه الدولة بشبهات، أو مغريات، أو غير ذلك من الانتماءات الأخرى الفكرية، والمذهبية، والتمسك بهذه الدولة، ومناصرتها، وأن تكون مع جماعة المسلمين فيها، وعدم الفرقة، وتبني الأفكار الوافدة التي ضيعت كثيراً من شباب المسلمين. وبين سماحته في المحاضرة التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممثلة في كلية أصول الدين، اليوم الخميس 24/6/1435ه: أنه لا يصلح اجتماع ليس له رأس، وليس له قائد، وقال: الله – عز وجل – أمر بالسمع والطاعة لولي الأمر، قال (صلى الله عليه وسلم): "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد تسمعون وتطيعون"؛ لذلك يطاع لولي الأمر المسلم، ولا يخرج عليه، سواء كان برّاً أو فاجراً، ما لم يُري الناس كفراً بواحاً. وطاعة الإمام ضرورة دينية ودنيوية، فلابد من الصبر حتى ولو جار، أو ظلم، ولا يعني ذلك إقرار الظلم أو الجور، لكنه دفع لما هو أشد، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عبارة جميلة يقول: (ما عرف أن قوماً خرجوا على واليهم إلا كان حالهم بعد الخروج شر من حالهم قبل الخروج عليه) فهذه سنة كونية، ولا شك أن اتخاذ الإمامة، والسمع والطاعة ضرورة، فلا اجتماع إلا بأمن، ولا أمن إلا بإمام يقيم العدل والحدود، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويأخذ على يد الظالم، وينصر المظلوم، فهذه لا تكون إلا بيد ولي الأمر، فلا بد من السمع والطاعة. وأشار سماحته أن ولي أمر المسلمين له الصلاحيات في إقامة الجهاد في سبيل الله، والغزو معه، وتحت رايته، وقال: التفرق والاختلاف شر على المسلمين، كما تشاهدون الآن من الثورات التي حصلت ماذا كانت نتائجها؟ وما آثارها التي تشاهدونها اليوم إلا أكبر شاهد على ضرورة لزوم الجماعة، والسمع والطاعة لولي الأمر، والبقاء معه؛ لأن الله يدفع به ما يضمن للمسلمين أمنهم، واستقرارهم، لهذا لا بد من الحذر من كيد الجماعات الفكرية. وشدد عضو هيئة كبار العلماء، على وجوب اتباع سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وما سار عليه من بعده السلف الصالح، وقال: يجب علينا عدم الخروج عن جماعة المسلمين، ولا عن طاعة ولي الأمر، هذا هو ضمان النجاة في الدنيا والآخرة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: "الفوزان" يحذّر من الخروج على الدولة بشبهات أو مغريات من الانتماءات الفكرية