طال صيام النصر عن إحراز الألقاب الكبيرة حتى خرج من حسابات المرشحين وساد الاعتقاد بأنه لن يعود أبدا لكنه اليوم الجمعة احتفل بإحراز لقب دوري المحترفين السعودي لكرة القدم ليجمع بين ثنائية نادرة. وبالتعادل 1-1 مع الشباب في الجولة قبل الأخيرة باتت صدارة النصر في مأمن في ظل تقدمه بفارق أربع نقاط على غريمه الهلال لتتكلل جهود الجميع في النادي الملقب باسم العالمي ويحرز اللقب لأول مرة منذ 1995. لكن الفوز بلقب الدوري لم يكن من قبيل المصادفة على الإطلاق بل إنه جاء بعد عروض مقنعة بقيادة المدرب دانييل كارينيو ومجموعة كبيرة من اللاعبين ودعم متواصل من المشجعين سواء في الرياض أو خارجها. وقال الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر "أشكر مجلس الإدارة والجماهير وأعضاء الشرف واللاعبين والجهاز الفني وتحقق ما نبغاه وتحقق الدوري هذا شيء مهم." وأضاف "شكرت الجماهير كلها وهي الحافز الذي جعلنا نفعل كل هذا الجهد من أجل الفوز باللقب." وأكد رئيس النصر رغبته في البقاء لمدة أربع سنوات أخرى في منصبه ووعد الجماهير بمواصلة تدعيم الفريق بعدما قال إنه أنفق أكثر من 120 مليون ريال على الصفقات الجديدة وتجديد عقود اللاعبين. وقبل انطلاق الموسم تعاقد النصر مع عدد كبير من اللاعبين منهم صانع اللعب يحيى الشهري من الاتفاق في أغلى صفقة في تاريخ الكرة السعودية. وقال الشهري الذي تصدر قائمة صناع الأهداف في ناديه برصيد تسعة أهداف "طموحنا منذ أول مباراة الفوز بالدوري وهو ما تحقق. أشكر اللاعبين الذين كانوا على قلب رجل واحد." وأضاف اللاعب الذي سجل خمسة أهداف في الدوري هذا الموسم "أي دوري في العالم يكون صعبا وخاصة الدوري السعودي أقوى دوري عربي.. نملك دكة بدلاء قوية وأي فريق يريد الفوز يجب أن يملك تشكيلة قوية تضم 29 أو 30 لاعبا كلهم على نفس المستوى." وهذا الموسم اعتمد النصر على 31 لاعبا في رحلة التتويج بلقب الدوري منهم 15 لاعبا شاركوا في صناعة الأهداف بينما أحرز الفريق أهدافه البالغ عددها 59 هدفا عن طريق 12 لاعبا. ويأتي تتويج النصر أشبه بالغيث الذي جاء بعد قطرة التتويج بكأس ولي العهد في أول أيام الشهر الماضي على حساب الغريم الهلال الذي أحرز اللقب في آخر ست سنوات. ولم يجمع النصر بين لقبين محليين كبيرين منذ فوزه بلقبي الدوري وكأس الملك في 1981. لكن كل ما تحقق لم يشبع كافة رغبات لاعبي النصر بعدما وضع الفريق هدفا جديدا يتمثل في تحقيق أعلى رصيد من النقاط للفريق البطل. ولدى النصر 64 نقطة وهو نفس رصيد النقاط الذي حققه الفتح والشباب والهلال آخر ثلاثة أبطال للدوري السعودي. وستكون الفرصة سانحة أمام النصر بعد أقل من عشرة أيام للانفراد بالرقم القياسي إذا تعادل أو فاز أمام التعاون في الجولة الأخيرة. ولم يكن في الواقع طريق النصر مفروشا بالورود لكنه أصبح كذلك الآن بعد التخلص من الأشواك. وواجه النصر في النصف الأول من الدوري أزمة كبيرة تتمثل في رفض الثلاثي البرازيلي إيلتون برانداو ورفائيل باستوس وإيفرتون اللعب بسبب تأخر المستحقات المالية. وتعاملت إدارة النصر بحنكة مع الأمر وانفصلت عن باستوس وإيفرتون بينما أعادت إيلتون بقوة ليصبح الورقة الرابحة في الفريق حتى إنه سجل آخر خمسة أهداف للفريق في الدوري منها ثلاثية حاسمة في الجولة الماضية أهدت له الفوز على الاتحاد. ورغم نجاح الإدارة في تجديد عقود معظم اللاعبين لم يكن الأمر كذلك مع الظهير الأيمن خالد الغامدي إذ تبدو المفاوضات معه معقدة بينما ذكرت تقارير أنه قريب من الانتقال إلى الهلال رغم نفي الأمير فيصل ذلك. وابتعد الغامدي عن آخر مباراتين للنصر ومع ذلك لم يتأثر الفريق كثيرا بغياب لاعبه النشيط الذي يأتي في المركز الثامن ضمن أكثر لاعبي الفريق مشاركة في الدقائق هذا الموسم برصيد 1530 دقيقة. وربما لا يتأثر النصر كثيرا برحيل الغامدي أو حتى عودة المخضرم محمد نور إلى صفوف ناديه السابق الاتحاد لكنه سيكون مطالبا بإقناع كارينيو بضرورة تمديد عقده الذي ينتهي في نهاية الموسم الجاري. رابط الخبر بصحيفة الوئام: طال صيام النصر لكنه أفطر على لقبين بعد التخلص من الصعوبات