انتظر المعلمون والمعلمات من طالبي حركة النقل الخارجي بكل شغف رؤية كلمة "مبروك تم التنقل" ليقروا أعينهم ويلتم شملهم بعائلاتهم وتطوى صفحات الغربة التي عاشوها وتصبح ذكريات من الماضي, وخصوصاً بعد تفاؤل وأمل كبير بأن تكون حركة النقل الخارجي هذا العام منصفة نوعاً ما وتلبي رغبات طالبيها في عهد وزير التربية الجديد الأمير خالد الفيصل. ولكن جاءت النتائج بعكس توقعات أغلب المعلمين الذي تنبئوا بأن تكون نسبتها أعلى من السنة الماضية وتحقق رغبات أكثر من سابقتها التي بلغت نسبة إجمالي المشمولين بالنقل من خلالها 33 % للمعلمين، ونسبة 27 % للمعلمات، وبلغ عدد من تم نقلهم على الرغبة الأولى من المعلمين والمعلمات (17443) معلماً ومعلمة، وبلغ عدد من تم لم شملهم من المعلمين والمعلمات بعدد(436) معلم ومعلمة فيما بلغ عدد المنقولين والمنقولات على الرغبات الأخرى كافة (15746) معلماً ومعلمة. حيث أن هذه السنة بعكس التوقعات قلّت النسبة لتبلغ هذا العام النسبة المئوية للمعلمين المنقولين 23.57% وللمعلمات 16.23 % ,وانحصرت وأحبطت آمال منتظريها الذين أبدوا استيائهم ورغبتهم بوجود حركة نقل إلحاقية تبعث نور الأمل من جديد لهم ولذويهم ليصدمهم متحدث وزارة التربية والتعليم مبارك العصيمي ويقطع الشك باليقين ويؤكد بعدم وجود حركة نقل إلحاقية لما تم إعلانه. وعبر بعض المعلمين استيائهم للوئام موضحين خيبة آمالهم وقسوة الظروف الحياتية وبعد المسافات متأملين بوجود حركة إلحاقية تشملهم وأن تنظر الوزارة إلى حالهم, فمنهم يعيش وحيداً لا يونس غربته سوى القرطاس والقلم ومنهم يقضي مسافات طويلة تحت حرّ الشمس أو زمهرير الشتاء ليؤدي مهنته ويربي الأجيال بكل إخلاص, متسائلين كيف يمكن لمعلم أو معلمة مغتربة أن يربوا أجيال جديدة وصاعدة وهم يعيشون بظروف نفسية تعيسة وحياة صعبة وغربة تشتت شملهم معبرين بأنه كيف لمعلم لايعطى أن ينتظر منه العطاء. وفئة من عدم المشمولين بالنقل اقترحوا بوجود بدائل مادية للمواصلات وغيرها أو إجازات تزيد عن باقي المعلمين لتراعي ظروفهم, حيث وصفوا بأن حركة النقل ضعيفة جداً وبأن كل سنة تنحصر عن سابقتها وتقلّ وتخيب آمال المنتظرين, مؤكدين بأنهم فقدوا الأمل من النقل لذلك طلبوا بوجود ماهو بديل عنه. وأما الذين كانوا من المحظوظين وشملتهم حركة النقل فوصل الأمر من بعضهم إلى سجود الشكر والدموع مستشهدين بقول أبو بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسرّه أو يُسرّ به خرّ ساجداً شكرا لله تبارك وتعالى, معتبرين بأن قمة أحلامهم هي أن يتم نقلهم وتحقيق هذا الحلم لا يعلو عليه شيء. واستغل كلا الطرفين من المنقولين وغير المنقولين "خالد الفيصل الشاعر" بعيداً عن الوزير ليخاطبوه بلغة الشعر والأبيات الموزونة منهم شاكراً له على نقله, وغيرهم مطالبين بحركة إلحاقية والنظر بوضعهم ونقلهم لمكان أهلهم وذويهم متوقعين بأن يفاجئهم الفيصل وينقل المغتربين المتبقيين الذين يتجاوزون 113ألف معلم ومعلمة. وينقسم الليلة المعلمين والمعلمات بين من ينام قرير العين والابتسامة مرسومة على وجهه فرحاً بنقله الذي طالما حلم به وتحقق, وبين من تحتضن الدموع عيونه خائب الأمل من إبقاءه مغترباً يقضي ساعات يومه متنقلاً بعيداً عن أهله وأحبابه,وبطريقة المضحك المبكي عبر المعلمين الذين لم تشملهم حركة النقل عن معاناتهم بمشهد مصري اعتادوا على رؤيته عند الفشل والحزن وهو.." كول يابني.. ماليش نفس ,اشرب يابني..ماليش نفس". رابط الخبر بصحيفة الوئام: حركة النقل الخارجي ..الغربة تستمر عاماً آخراً