عندما يغيب الوعي ويحل محله الجهل واللامبالاة فما عليك إلا أن تتوقع الكثير والكثير من التجاوزات والأخطاء اللامسئولة في شتى مناحي الحياة ، سواء الاقتصادية أو الأمنية أو الاجتماعية ، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين الناس وسهولة استخدامها من قبل الجميع في ظل غياب الوعي التثقيفي والتوعية الموجهة والتي تُعنى بإيضاح السلبيات والأضرار الناجمة عن سوء استخدام مثل هذه الوسائل في إفشاء الأسرار والتحريض والتساهل في عدم تقدير قيمة الكلمة وأهمية الصورة عند التعاطي مع هذه الوسائل ، وهو الأمر الذي أدى إلى قيام البعض بتصوير بعض المستندات والوثائق ونشرها عبر هذه الوسائل في استهتار تام بكل قيم العمل وانظمته والتي تمنع وتعاقب كل من يقوم بنشر هذه الوثائق والمستندات. ومانشاهده اليوم وبشكل متكرر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من إصرار البعض على نشر وتسريب الكثير من الوثائق ومقاطع الفيديو غير المسموح بتداولها لهو دليل على انتفاء عامل حسن النية حتى لو افترضنا جدلاً أن ذلك التصرف قد تم بحسن نية ، لقد وصل الأمر بالبعض إلى تصوير الضحايا في أوضاع أقل مايقال عنها أنها أوضاع مؤلمة وحزينة سواءً للمشاهد أو لأهل الضحية وفي هذا استخفاف بالمشاعر وعبث بأمانة المهنة . وفي اعتقادي أن كل هذا لم يكن ليحدث لو أن هذا العابث قد استشعر فداحة الجرم الذي يقوم به وعرف أن هناك عقاباً قاسياً ينتظره بدون أدنى مواربة أو تساهل . وقبل هذا وذاك فإن الحرص على توعية المجتمع بجرم هذه التصرفات وبيان ضررها على الأمن والمجتمع لهو كفيل بالحد من هذه الممارسات ، ومتى ما استوعب المسرب لهذه الوثائق والمقاطع أن ضرر هذا التسريب سيصله عاجلاً أو آجلاً لتردد ألف مرة قبل أن يرسل شيئاً من ذلك . إن الحاجة ملحة إلى زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع بضرر هذه الممارسات العبثية وذلك عن طريق تنظيم الحملات التوعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة التقليدي منها والالكتروني وذلك تحت إشراف خبراء ومختصين في مجال الإعلام وعلم النفس وعلم الاجتماع ومساهمة فاعلة من الجهات المعنية ولتكن هذه الحملات موجهه إلى كل شرائح المجتمع وبشكل مدروس ومقنن على أن تسير هذه الحملات التوعوية جنباً إلى جنب مع تطبيق العقوبات الرادعة بحق هؤلاء العابثين والمستهترين . حسن الشمراني رابط الخبر بصحيفة الوئام: وثائق مسربة