حسن الشمراني منذ الأسابيع الماضية والتحذيرات تتوالى تباعاً من عدد من المراصد ودوائر الأرصاد العالمية بقدوم موجة مطرية غزيرة ستعم جميع مناطق المملكة العربية السعودية نتيجة للتغيرات المناخية التي تمر بها مناطق عديدة من العالم، وماهي إلا أيام قليلة حتى أظلتنا سحب هذه الموجة لتنهمر وبإذن الله بغزارة متناهية لا تفرق بين قرية أو مدينة، ولا بين جبال أو صحارٍ، ولتكشف لنا حجم الوعي الذي نمتلكه تجاه هذه التغيرات المناخية، وكذلك حجم التوعية التي حصلنا عليها لنتحصن بها من أخطار هذه الأمطار والسيول. لقد أظهرت لنا مقاطع الفيديو المعروضة على موقع «اليوتيوب» والملتقطة من مجاري السيول، أن نسبة الوعي لدى بعضٍ منا لاتزال في أدنى درجاتها، ولايزال الإدراك بمخاطر هذه السيول في أدنى مستوياته، فقد أظهرت لنا هذه اللقطات مجموعة من الشباب وهم يستخدمون إطارات السيارات للهو واللعب في مجرى أحد الأودية والسيل يتلاعب بهم يمنة ويسرة غير عابئين بالمخاطر التي قد تنالهم جراء هذه المغامرة غير الواعية. ولاشك أن تصرف هؤلاء الفتية، زيادة على أنه قد يشكل خطراً على حياتهم إلا أنه في نفس الوقت يلقي بمزيد من الأعباء والمسؤوليات على رجال الإنقاذ في إدارات الدفاع المدني في تلك المناطق. ولكن السؤال الذي يجب طرحه هنا هو: ما الذي دفعهم إلى القيام بهذه التصرفات يا ترى؟، ونحن عندما نحاول الإجابة على هذا السؤال نجد أن ذلك يعود إلى عدد من العوامل التي منها: – قلة الوعي بخطورة هذه التصرفات إما لكون هؤلاء الشباب يتصفون بقلة الخبرة في مثل هذه المواقف، أو لعدم تقديرهم لخطورة هذه التصرفات على حياتهم. – عدم وجود حملات توعوية مكثفة عبر وسائل الإعلام التقليدية أو مواقع التواصل الاجتماعي قبل وصول هذه الموجة المطيرة إلى أجواء المملكة. – تأصل روح التحدي والاعتداد بالنفس إضافة إلى وجود الطاقة والحيوية لدى هؤلاء الشباب، التي لم يتم استخدامها بطريقة إيجابية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. – حب الاستعراض أمام الآخرين وممارسة تصرفات تدخل تحت مصطلح «شوفوني» ورغم أن هذا العامل يبدو غريباً بعض الشيء، إلا أنه منتشر بين فئة الشباب والمراهقين. ومما لاشك فيه أن استثمار مثل هذه الطاقات الشبابية المهدرة وتوجيهها الوجهة الصحيحة لهو جدير بالبحث والدراسة، مثل تدريبهم كمتطوعين يستفاد منهم في أوقات الأزمات والكوارث مثلاً. كما أن بثَّ الوعي بين هؤلاء الشباب والتركيز على توعيتهم بالمخاطر التي قد تعترضهم جراء هذه التصرفات المتهورة وذلك عبر الوسائط الإعلامية المختلفة، سيقلل من حجم المشكلة ويساهم في الارتقاء بهذه الفئة لتصبح عامل إنتاج في نسيج المجتمع بدلاً من أن تكون عوامل هدم وتدمير.