القي معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور "عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس محاضرة بعنوان "الحج عباده وسلوك حضاري" وذلك بعد افتتاح صاحب السمو الملكي الامير "خالد الفيصل" امير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية فعاليات حملة "خدمة الحاج وسام فخر لنا" بفندق برج الساعة. بين معاليه أن من أبراز السلوك الحضاري في موسم الحج جعل البيت الحرام مثابة لناس وجعل الكعبة البيت الحرام مثابة لناس وأمنا. وأنه لشرف هذه البلاد خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وشكراً للقيادة الرشيدة لعنايتهم بالحرمين الشريفين وقاصديهما وإبراز الوجه المشرق صورة حضارية لهذه العبادة العظيمة وأهمية الموضوع ثلاث أمور وهي تعظيم البلد الحرام وإعطاء المناسك وصفة العبادة لله عزو جل وصفة الإخلاص والإصابة واتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن المظاهر السلبية والارتقاء بسلوك ضيوف الرحمن وقاصدي الحرمين الشريفين وإبراز محاسن هذا الدين من خلال سماحته ويسره و بساطته وإبراز الخلق الحسن . وأوضح معاليه أن المراد بالحج عبادة وسلوك حضاري هو أن يكون الحج مظهر من مظاهر العبودية لله عز وجل يقوم بها الحاج في كل عمل من أعماله وفي كل قول من أقواله وسلوك ينبئ هذا الحاج وقاصدي البيت الحرام وخلق الإسلام الذي جاء بكل حضارة وبكل تقدم وقد كان المسلمون يفتحون البلدان بتعاملهم وحسن أخلاقهم فكيف ونحن في بيت الله الحرام نستقبل أعز وأغلى ضيوف ضيوف الرحمن. الحج مكانةَ والبيت الحرام وفضله وآدابه , وفقه تعظيمه وكيفية أداء المناسك فيه هذه كلها لفتات يحتاجها الحاج والمعتمر والزائر بحيث يؤدي الحج في تعظيم لأعظم شعيرة . وذلك من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : " خُذُوا عَنِّي مَناسِكَكُمْ " والإخلاص لله وحده ثم المتابعة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. مشيراً إلى أن الحج عبادة حينما نقول ذلك فإننا نبرز أهم مقاصد الحج ومظاهر العبودية لله عز وجل وفي أداء مناسك الحج وواجباته وشروطه وسننه وليس الحج تتبع الرخص ولا تسأل في أداء مناسك الحج أول ما يقوم على تحقيق التوحيد وامتثال العبودية كما قال تعالى ((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ))والمتأمل لآيات الحج في هذه الصورة يجد أن العبودية والإخلاص والتحذير من الشرك جاء قرابة 16 لفته من لفتات الحج هما يؤكدان الحج لتحقيق العبودية لله. منوهاً الى أن منبع هذا السلوك ديننا الإسلامي, وإن الرجل ليدرك بحسن سلوكه درجة الصائم القائم .ومن مظاهر السلوك الحضاري في الحج:-حسن القول ((وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)) , وهذا مع الناس كافره ومسلمه صغيرهم وكبيرهم فكيف مع الحاج وهو أكرم ضيف , ومهما حصل منهم ينبغي علينا الصبر والابتسامة والقول الحسن و النصح وحسن التوجيه و إرشادهم وحسن الأفعال وخدمتهم لأننا نمثل هذا الدين وهذه الدولة التي شرفها الله عز وجل بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. مشدداً معاليه بالالتزام بتصاريح الحج والإعداد لهو نناشد الحجاج لاسيما حجاج الداخل أن يراعوا هذا الأمر ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)) لما في ذلك من المقاصد العظيمة والضرورات الشرعية والمصالح الكبرى ,البعد عن الزحام في أماكن الزحام , مراعاة المشروعات المقامة في الحرمين الشريفين, وعدم الافتراش وهو مظهر غير حضاري والتقيد بالأماكن المخصصة والمخيمات التي جهزت من قبل الدولة .وحث معاليه التعاون مع المؤسسات الخدمية والأهلية ومطوفي الحجاج وتفعيل الجهود وزيادتها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الرئيس العام يحاضر بفقه الاولويات في ندوة الحج الكبرى