أمرت محكمة البدايات اليمنية الجزائية المختصة بقضايا الإرهاب السبت 6-10-2010 ب”القبض القهري” على رجل الدين الأصولي أنور العولقي، واعتبرته فاراً من العدالة إثر اتهامه بالانتماء للقاعدة والتحريض على قتل أجانب. وأتى ذلك في إطار الجلسة الثانية من محاكمة ثلاثة أشخاص بينهم العولقي، في قضية مقتل مهندس فرنسي الشهر الماضي بالقرب من صنعاء، وقد تخلف العولقي عن المثول أمام القاضي. وطلب القاضي من ممثل المدعي العام “تحرير مذكرة إلى الجهات المعنية بإلقاء القبض القهري” على العولقي. وتحاكم المحكمة هشام محمد عاصم الذي مثل أمامها السبت، وأنور العولقي (غيابياً) وقريبه عثمان العولقي (غيابياً) بتهمة “تشكيل عصابة مسلحة للقيام بأعمال إجرامية واستهداف الأجانب ورجال الأمن تحت مسمى تنظيم القاعدة”. ويحاكم العولقي أيضاً مع قريبه بتهمة التحريض على قتل أجانب. وخلال الجلسة، نفى المتهم الأول هشام محمد عاصم أن يكون قتل المهندس الفرنسي جاك سبانيولو أو جرح مقاولاً بريطانياً آخر في المكان نفسه، بتحريض من العولقي، وأنكر ما نسبه إليه الادعاء العام من اعترافات. وأكد المتهم أن “خلافاً شخصياً” كان بينه وبين المهندس الفرنسي. وكان الادعاء العام أفاد في البيان الاتهامي أن القاتل المفترض تحرك بتحريض طوال أشهر من رجل الدين المتطرف أنور العولقي المطلوب لدى واشنطن. وبحسب الادعاء العام، فإن العولقي أرسل إلى عاصم بين 25 و30 رسالة إلكترونية طلب إليه فيها بإلحاح قتل الأمريكيين العاملين في شركة “أو أم في” النمساوية التي كان يعمل فيها حارساً. وعندما رد عاصم بأنه غير قادر عى استهداف الأمربكيين لوجودهم في مبنى آخر، حرضه العولقي بحسب الادعاء على قتل الفرنسيين والبريطانيين، وكان آخر تواصل بينهما حسب هذه الاعترافات في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي قبل يومين من مقتل الفرنسي. وأمر القاضي محسن علوان بتعيين محام للعولقي وقريبه، وأرجئت المحاكمة إلى الثلاثاء في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني). وكانت وزارة الخارجية الفرنسية دعت في أعقاب الحادثة عائلات الفرنسيين المقيمين في اليمن إلى مغادرة هذا البلد بسبب تدهور الوضع الأمني فيه. وبرز اسم العولقي الذي يعتقد أنه يختبئ في جبال شبوة وسط اليمن، حيث يتمتع بحماية قبلية، العام الماضي بعد أن تبين أنه كان على اتصال وثيق بالميجور نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الأمريكي المتحدر من أصل فلسطيني والمتهم بإطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود في تكساس، ما أسفر عن 13 قتيلاً. ودعا العولقي الذي يحمل الجنسية الأمريكية جميع المسلمين في صفوف الجيش الأمريكي إلى الاقتداء بما قام به نضال حسن. كما يعتقد أن العولقي كان على علاقة بمنفذ محاولة التفجير الفاشلة لطائرة أمريكية كانت تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفي أبريل (نيسان) أعلن مسؤول أمريكي أن إدارة أوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أنه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولاياتالمتحدة.