اعلنت الاممالمتحدة ان مفتشيها سيتوجهون الى سورية لمعاينة ثلاثة مواقع يعتقد انه استخدمت فيها اسلحة كيميائية. وكانت الحكومة السورية طلبت من الاممالمتحدة ان تجري تحقيقا منذ اذار (مارس) لكنها منعت في الوقت نفسه اجراء اي تحقيق وشددت على وجوب ان تركز الاممالمتحدة عملها على موقع خان العسل دون سواه لكن الامين العام بان كي مون طلب عدم فرض قيود على التحقيق. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسركي ‘ستتوجه البعثة الى سورية في اقرب وقت للتحقيق بشكل متزامن في ثلاثة حوادث تم الابلاغ عنها'. وياتي هذا الاعلان بعد التوصل الى اتفاق الاسبوع الفائت بين موفدين خاصين زارا دمشق والنظام السوري. واوضح دبلوماسيون ان المحققين الذين يقودهم الخبير السويدي اكي سيلستروم هم في صدد التجمع في اوروبا مع امكان ان يتوجهوا الى سورية اعتبارا من الاسبوع المقبل. واعلان زيارة المفتشين لسورية يعد تقدما كبيرا في غمرة الحرب المروعة المستمرة منذ 28 شهرا. وسبق ان اعلنت المنظمة الدولية ان سورية وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ابلغتها بوقوع 13 هجوما باسلحة كيميائية منذ بدء النزاع في سورية قبل اكثر من عامين. وقدمت سورية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة ادلة الى فريق سيلستروم. لكن الخبراء يؤكدون ان معظم الهجمات وقعت قبل اشهر وان هناك احتمال ازالة الادلة او محوها. وموقع خان العسل الذي هو من المواقع الثلاثة التي سيتركز التحقيق عليها، يشهد معارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. ويقول الخبراء ان لسورية مئات الاطنان من الاسلحة الكيميائية وهي لم توقع ابدا على المعاهدة الدولية التي تحظر استخدامها. واتفقت الدول الكبرى على ان اسلحة كيميائية استخدمت في النزاع. وتدعم روسيا نظام الاسد في القاء اللوم على المعارضة، في حين تقول الدول الغربية ان كل الادلة تشير الى استخدام قوات الاسد لهذه الاسلحة بكميات ‘محدودة'. وسيتركز التحقيق في مرحلة اولى على ثلاثة مواقع، لكن نيسركي اورد ان الامين العام بان كي مون ‘يظل مدركا انه تم الابلاغ عن حوادث اخرى والبعثة ستواصل البحث عن توضيحات لدى الدول الاعضاء المعنية'. واضاف المتحدث ان محققي الاممالمتحدة سيتوجهون الى بلدة خان العسل في محافظة حلب حيث تؤكد دمشق ان مقاتلي المعارضة استخدموا اسلحة كيميائية في 19 اذار (مارس) ما اسفر عن مقتل 26 شخصا بينهم 16 جنديا سورية. وتتهم حكومة الاسد وروسيا مقاتلي المعارضة بالوقوف وراء الهجوم في حين تقول المعارضة ان قوات الاسد شنته. والموقعان الاخران اللذان سيزورهما المحققون هما الطيبة في ريف دمشق حيث رصد هجوم بسلاح كيميائي في اذار (مارس) ومدينة حمص (وسط) حيث يشتبه بوقوع هجوم كيميائي في 23 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، بحسب دبلوماسيين. وقدمت بريطانيا وفرنسا ادلة الى الاممالمتحدة حول هجومي الطيبة وحمص واكدتا ان القوات النظامية مسؤولة عنهما. وتمكن اكي سيلستروم رئيس بعثة الاممالمتحدة المكلفة التحقيق حول مزاعم استخدام اسلحة كيميائية في سورية، وانجيلا كاين الممثلة العليا للامم المتحدة لشؤون نزع السلاح، من انتزاع اتفاق الاسبوع الماضي بعدما التقوا ليومين مسؤولين في نظام الرئيس بشار الاسد. وقال بول ووكر مدير لوبي ‘غرين كروس انترناشول' ‘انها خطوة كبيرة ان يتمكن المحققون من الذهاب الى سورية'. واضاف ووكر الذي يراقب منذ سنوات عديدة برامج التسلح النووي لسورية انه ‘بدون اجراء تحقيق على الارض لا يمكننا ان نقوم سوى بتكهنات وتوقعات ليس هناك اي دليل عليها'. وتابع ان ‘الادلة تم على الارجح محوها، ولكن التمكن من الذهاب الى المكان سيتيح للمحققين الحصول على تقارير التشريح وسيمكنهم ايضا من الاستماع الى ضحايا مباشرين وهم يدلون بشهاداتهم وهو ما قد يكون مفيدا للغاية'. وقال ووكر انه يرجح ان يكون لسورية الف طن من الاسلحة الكيميائية في 12 مخزنا على الاقل في كافة انحاء البلاد. وقال ‘نفترض بانها آمنة ولم تردنا اي معلومات عن سرقة اسلحة او عن استيلاء المعارضة على مخازن اسلحة'. واضاف ان التقارير التي افادت بان هذه الاسلحة آمنة دفعت الغرب الى التشكيك في ان تكون المعارضة استخدمت اي اسلحة كيميائية في النزاع. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مفتشو الاممالمتحدة يزورون مواقع سورية يشتبه باستخدام اسلحة كيميائية فيها