حال المقابر يمكن اتخاذه مؤشرا على مدى تحضر الشعوب، وتجذر القيم الإسلامية والإنسانية في نظرتها؛ سواءً كانت هذه المقابر تنتمي إلى الحضر أو إلى القرى، فإن ثمة مقاييس ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار. فلا يعقل بأي حال من الأحوال، اعتبار المقابر مجالا (ميتا)؛ لمجرد أنه يأوي (الموتى)، بل هي جزء في مجال (حي) من المشهد العام داخل القرى والمدن، وهو ما يحتم على المسئولين أخده بعين الاعتبار، وبناءً عليه، يجدر التأكيد على أهمية الحفاظ على حرمة موتى المسلمين، عبر الاهتمام بالمقابر، بداية برد الاعتبار إليها، وذلك عبر الصيانة والنظافة وتوفير الأمن من التعدي عليها و العبث بها، وبإعادة تأهيلها وحسن تهيئتها عبر مواصفات تليق بها وبديننا الإسلامي الحنيف. في حين تحولت مقبرة (صديان) التابعة لمنطقة حائل إلى مأوى للكلاب الضالة، التي لم تجد من يقلق راحتها وهي تواصل رحلتها وبشكل يومي في نبش القبور والعبث بها. وتم رصد الكثير من القبور وهي في حال نبش وعبث صريح من قبل الكلاب, مستغلة الفجوة الجدارية في زاوية المقبرة الشرقية, الشمالية. إلا انه هذه (الفجوة الجدارية) لم تجد إلا فاعل خير قام بسدها ببعض الحجارة, في ظل صمت وغير مبالاة واستهتار بحرمة الموتى من أمانة منطقة حائل تجاه هذا الأمر. وبحسب مصادر خاصة ل"الوئام"، إن مقبرة (صديان) رصد لها مبلغ ثمانمائة وعشرة آلاف ريال، وتم طرح المناقصة التي رست على أحد المقاولين بمبلغ خمسمائة وثمان وعشرون ألف وأربعمائة ريال على أن يطبق البنود التالية: أعمال صيانة, نظافة, حفر لحد, تأمين عدد 6 أيدي عاملة, توفير متطلبات المقبرة من أدوات تخص تجهيز الموتى, إلا أن تهميش وتجاهل بعض البنود من قبل المقاول وهدر للمال العام، وسكوت من قبل أمانة منطقة حائل يضع العديد من علامات الاستفهام عند المواطن. "الوئام" بدورها اتصلت بمسئول العلاقات العامة بأمانة منطقة حائل، واستفسرت عن هذه (الترقيع) للفتحة الموجودة في الجدار، ونفى علم أمانة منطقة حائل بذلك، مؤكدا ان هذا لا يعتبر من الحلول التي تتخذ لمعالجة الأمر, واعدا بالرد على باقي الاستفسارات خلال يومين، ولكن مر أسبوع كامل وحتى لحظة إعداد هذا الخبر لم تتلقى منه الصحيفة أي رد، والفتحة الجدارية على حالها (مرقعة). مع العلم انه تم كتبة موضوع هنا في الصحيفة عن بداية المشكلة ولكن لا حياة لمن تنادي، آثر الناطق الإعلامي الصمت للمرة الثانية.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: «حائل» ترصد 810 ألف ريال لتأهيل مقبرة «صديان» ومتطوع يمنع الكلاب من نبش الجثث