شهر رمضان ذلك الشهر الكريم الذي تتوق النفوس إلى رؤياه وتستبشر القلوب بمقدمه ،لانكاد نستقبله حتى تراه يحث المسير مودعا ،فهاهي سفينته المعبقة بالروحانية تعبر منتصف الشهر ملوحة لنا بالوداع ومؤذنة بالرحيل ، تاركة لنا لذة الذكرى ومخلفة لنا رجاء من ربنا لاينقطع في أن يتقبل الله منا صالح الأعمال . وفي هذا المقال سنتطرق إلى بعض الوقفات الرمضانية والتي لفتت الأنظار خلال هذا الشهر الفضيل .. *المجنونة يبدو أن الطماطم لم تعد هي صاحبة الإمتياز في امتلاك مسمى المجنونة فقد نافستها في ذلك سلع كثيرة ومتعددة خلال هذا الشهر الكريم ،بل قد لانبالغ إذا قلنا بأن السلع الاستهلاكية سواء كانت مواد غذائية أو غيرها قد أصبحت كلها تسمى بالمجنونة بكل جدارة واستحقاق ،فمنذ بداية شهر رمضان والأسعار ترتفع في متوالية هندسية رهيبة وفي سباق محموم للاستحواذ على كبر قدر ممكن من تلك الدخول المتواضعة للزبائن الصائمين .
*الراتب مايكفي الحاجة نشط خلال الأسبوع الماضي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) هاشتاق بعنوان (الراتب مايكفي الحاجة) والذي أصبح يصنف بأنه الأول عالميا حسب أخر الاحصائيات وقد بلغت عدد تغريداته في الثلاثة الأيام الأولى أكثر من نصف مليون تغريدة ورغم المطالبات الملحة بزيادة الرواتب إلا أن زيادة الرواتب من دون أن يتم ضبط جنون ارتفاع الأسعار سيظل محدود التأثير ولن يغير من الأمر شيئا كثيرا في ظل تفاقم الغلاء وازدياد شجع التجار .
*كسوة العيد ماهي إلا أيام قلائل ويحل علينا عيد الفطر المبارك والذي ستفرح به أسر كثيرة وستحزن لمقدمه أسر أخرى ،فكم من أسرة فقدت لها قريبا أورحل عنها حبيبا ،وكم من أسرة ستظل حبيسة البيوت لأنها لم تجد مايكفي من المال لشراء مستلزمات العيد ولن تتمكن من زرع الابتسامة على محيا أطفالها .
فكم هو حري بنا أن نطبق مفهوم الجسد الواحد ونضمد جراح بعضنا ونرسم لنا منهجا فريدا في التعاون فيما بيننا وفي تفقد أحوال بعضنا . إنها دعوة للجميع وللموسرين والأغنياء خاصة أن يكون هذا العيد عيدا مختلفا بفضل تكاتفنا وتراحمنا وتعاوننا وكل عام وأنتم بخير. رابط الخبر بصحيفة الوئام: رمضانيات !