منذ أن استولت الثورة الفارسية في إيران على مقاليد الحكم في البلاد بمساعدة أجهزة المخابرات العالمية تحاول أن تصدر ثورتها الدموية إلى دول المنطقة ، وكان العراق الهدف الأول لهذه الثورة الفارسية ، فقد شنت إيران حربا عدوانية على العراق خلال ثماني سنوات انتهت إلى استسلامها وفشلها العسكري والسياسي ، وتوقفت إيران لفترة من الزمن عن محاولات تصدير ثورتها ، لكنها عادت وبمساعدة عناصر وشبكات إرهابية إلى حلمها الدموي في إنشاء إمبراطورية فارسية شيعية في المنطقة ، وأسست إيران العديد من الشبكات الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية كفيلق بدر في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وعناصر إرهابية في الكويت والبحرين والسعودية بعضها يرتدي ثوبا سياسيا والآخر دينيا ، لكن إيران نجحت إلى حد كبير في تحقيق بعض الأهداف من خلال هذه المنظمات والأحزاب في تثبيت موطن قدم لها في الدول العربية ولاسيما في بلاد الرافدين بسبب الاحتلال الأمريكي الذي سمح لإيران بشكل كبير في السيطرة على الحكومة عن طريق الإرهاب والقتل ودخول عناصر إيرانية تقدر بالآلاف لتغيير التركيبة الديموغرافية للعديد المناطق وتضخيم سكان الكثير من المناطق بشكل كبير ومثير للدهشة وهذا ما أكده إبراهيم الجعفري زعيم تيار الإصلاح حينما كان رئيسا للوزراء حيث أنه لم ينفِ دخول عناصر إيرانية للتأثير في الانتخابات بيد أنه قلل من أهميتها وتأثيرها، هذا بالإضافة إلى عمليات التزوير واختراق المفوضية العليا للانتخابات من قبل الأحزاب الشيعية المرتبطة بإيران . وبعد هذه الأحداث التي تشهدها الدول العربية من ثورات سلمية نظيفة تستهدف بؤر الفساد والظلم ، عادت الآمال الإيرانية وبقوة إلى تحقيق الحلم الفارسي عبر إثارة أعمال العنف والشغب في مملكة البحرين لإقامة دولة شيعية تضم فيما بعد إلى إيران تمهيدا لتأسيس دولة إيران الكبرى التي تدعي أنها ستحكم بحكم آل داود، لكن إيران نفسها تعاني اليوم من ثورات شعبية ضد نظام الحكم الدموي ، حيث الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعا من هذا النظام الدموي الذي يعمل على مد الجماعات الإرهابية ومن ضمنها القاعدة بالمال والسلاح ويعمل على بناء جيشا فارسيا لا لحماية شعبه بل من أجل استعراض القوة وتهديد دول الجوار واتخاذه كورقة مساومة في مفاوضاتها مع الدول الغربية ، هذا في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من الظلم والجوع وتكميم الأفواه وانعدام الحريات الدينية ولاسيما عند المسلمين السنة الذين ترفض الدولة الشيعية أن يكون لهم مسجدا واحدا في العاصمة طهران ناهيك عن شيوع الرذيلة في المجتمع الإيراني تحت مسمى (المتعة) والتي يدعمها النظام ويحرض الشباب والشابات عليها وانتشار سرقة الفقراء والبسطاء من قبل رجال الدين الشيعة تحت ذريعة (الخمس) كما هو الحال عند قسيسي النصارى الذين يسرقون أموال النصارى تحت مسمى (صك الغفران) ، ولا ننسى تجارة المخدرات التي يمولها النظام بشكل كبير وينشرها بين الشباب العرب في الأحواز وغيرها من المناطق التي تشهد معارضة ضد النظام الفارسي ، أما على صعيد احترام القوميات فإيران تحكمها أقلية فارسية مستبدة وتمتلك كل وسائل الترهيب والتهديد والمكر والخداع ،حيث أن معظم رجال الدين الشيعة البارزين من هذه القومية وبذلك تضمن هذه الأقلية السيطرة على مقاليد الحكم عبر سيطرتها على منصب المرشد الأعلى للثورة الفارسية الحاكم الأعلى في إيران ، وتنتهج إيران سياسية القمع والاضطهاد ضد القوميات العربية والكردية والبلوشية من أجل إضعافهم وتحجيم دورهم في السياسية الإيرانية الأمر الذي نتج عنه ثورات شعبية من قبل هذه الشعوب وأدى ذلك إلى توحيد جهودها ضد النظام من أجل إسقاطه وتحرير شعوبها وتأسيس جمهوريات مستقلة تمثل إرادة شعوبها بعيدا عن المركزية الغوغاء التي تعد من أكبر أنظمة دكتوتارية في المنطقة. إننا كعرب ومسلمين من الواجب علينا دعم ومساندة الشعوب الحرة في إيران من اجل تحقيق حقوقها المشروعة في العيش في جمهوريات مستقلة ديمقراطية تمثل هذه الشعوب المضطهدة والتي عانت الكثير من هذا النظام الوحشي ومن نظام الشاه الذي سبقه ، ولأن هذا الدعم هو الوسيلة القادرة على الخلوص من هذا النظام وتحطيم مخططاته وإفشال جهوده في المنطقة كما هو الخيار الأنجع في القضاء على المنظمات الإرهابية والعناصر المرتبطة بهذا النظام كفيلق بدر وجيش المهدي وحزب الله ؛ لأن هذه المنظمات الإجرامية لن تقوى على التنفس دقيقة واحدة بدون قنينة الأوكسجين الإيرانية. عمر الثامر مدون عراقي