تطرق كتاب الأعمدة في الصحف السعودية الصادرة اليوم الاحد للكثير من الموضوعات على الساحة السعودية حيث تناول الكاتب بصحيفة الشرق عايض بن مساعد عن معاناة المواطنين مع الأسعار في شهر رمضان حيث اكد أن المواطن لم يهلّ عليه هلال هذا الشهر إلا وهو (منتوف الريش) من لهيب الصيف ومناسباته وتكاليفه، ثم لن تنتهي معاناته مع نهاية رمضان؛ بل سيستقبله عيد الفطر، ثم بداية الدراسة، وبعدهما مباشرةً عيد الأضحى، وعليه أن (يدفع.. ويدفع) فقط وبالتي هي أحسن (والحسابة بتحسب) حتى آخر رمقٍ فيه، وآخر قرشٍ في جيبه.! علي الشريمي زنزانة السجين رقم 46664 "التسامح" كان كلمة السر في نهضة جنوب أفريقيا وتقدمها بقيادة الزعيم "مانديلا"، وهو الذي مهد الطريق لأوباما ليعتلي الكرسي ذاته في أسوأ الدول تاريخا في إذلال السود ربما القصة الأكثر دراما في تاريخ السجون والمعتقلات هي حكاية كرة القدم في سجن "روبين آيلاند" في جنوب أفريقيا، هذه الزنزانة المظلمة المحاطة بالأسلاك الشائكة والأسوار الكهربائية تحرسها مجموعة من الكلاب المتوحشة. زنزانة حاصرت النشطاء السياسيين وعلى رأسهم السجين رقم 46664 "نيلسون مانديلا". أجواء صعبة عاشها هذا الرجل في السجن حتى نقطة التحول التي غيرت كثيرا من حياته، لعب "مانديلا" كرة القدم داخل هذا المعتقل الحديدي، كان ينظر للمستديرة الساحرة على أنها أيقونة الحرية، إذ طالب هو ورفاقه السجناء إدارة السجن بإقامة دوري خاص بهم، وبالفعل حصل السجناء على موافقة الإدارة وتم تقسيمهم إلى أكثر من فريق، بدأت المباريات بين السجناء، ساعدتهم كرة القدم على شحن روحهم المعنوية، وزيادة قدراتهم العقلية، حتى أفادتهم فيما بعد خروجهم من السجن في حياتهم العملية. كان "مانديلا" الزعيم الأفريقي متابعا لدوري السجناء، "زوما" الرئيس الحالي لعب في دوري السجناء، وزير الرياضة السابق في الدولة شارك أيضا في الدوري، هؤلاء هم الذين رفعوا اسم جنوب أفريقيا عاليا وخرجوا من المعتقل ليحولوا دولتهم الى إحدى الدول الكبرى في القارة السمراء. أبطال سجن "روبين آيلاند"، استطاعوا بنضالهم الطويل أن يحولوا السجن إلى متحف يتوافد عليه الزوار بعد تجارب مريرة امتدت لأكثر من ربع قرن ذاقوا فيها كل صنوف العذاب للوصول إلى غاية أسمى هي الحرية. قبل ثلاثة أيام وبالتحديد يوم الخميس الماضي 18 يوليو احتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي ل"نيلسون مانديلا" والذي يوافق ميلاده الخامس والتسعين. هذا المناضل استطاع أن يسهم في نقل أحد أسوأ المجتمعات عنصرية إلى جادة التوازن، لم يدع أبدا إلى حقوق السود أو سيطرتهم بحكم أغلبيتهم بل ظل يدعو إلى بلد تتعايش فيه الأعراق والديانات، وحين حانت الفرصة التاريخية ورضخت الحكومة تحت الضغط الدولي وبدأ الرئيس "دي كليرك" زيارته بالسجن مد يده ودخل في التفاوض معه، معطيا معنى جديدا لمفهوم القوة، وهو أن يكون المسجون أقوى من السجان. عندما خرج من السجن لم ينتقم، بل بحث عن سجانه ليعانقه أمام الإعلام ليعطي للشعب درسا في التسامح، وينشئ بعدها لجان الحقيقة والمصالحة القائمة على تخفيف الاحتقان لبناء مجتمع موحد، حتى إنه قال في أحد مذكراته: "إن أشد ما آلمني عندما بدأت التفاوض وأنا في السجن هو ظن بعض رفاقي السوء بي واتهامي بأنني قد بعت القضية..". "التسامح" كان كلمة السر في نهضة جنوب أفريقيا وتقدمها بقيادة الزعيم "مانديلا"، وهو الذي مهد الطريق لأوباما ليعتلي الكرسي ذاته في أسوأ الدول تاريخا في إذلال السود؛ ولذا لم يحتمل الأخير رؤية معلمه بطل مناهضة الفصل العنصري في لحظة ضعفه وهو طريح الفراش، فذهب لزيارة مواضع قوته. زار الزنزانة رقم (4666)! نتذكر أن "مانديلا" وجه رسالة تاريخية للمصريين، نصحهم فيها بالاستفادة من "الدرس الجنوب أفريقي" في المصالحة الوطنية، قائلا: "اطمئنوا لا خوف في ظل الديموقراطية والثورة.. استحضروا مقولة نبيكم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". للأسف لم يتعلم الثوار في مصر ومن بعدهم الإخوان من دروس "مانديلا" في التسامح والتصالح مع خصومه؛ بدليل الحرب الشرسة التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين ضد ما يسمونه أتباع النظام السابق! أخيرا أقول: مانديلا، أيها المناضل العظيم، لم يتعلم منك العرب وأنت على فراش الموت بأن الثائر الذي يثور من أجل كرامة الإنسان لا يمكن أن يحمل في قلبه روح الانتقام بل روح التسامح، إنهم لم يفهموا مقولتك "الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة". عايض بن مساعد صوموا عن (جيوب) المواطنين أيها التجار.! (أعزائي) التجار؛ يسعدني أصالةً عن نفسي ونيابةً عن المواطنين الكرام أن أهنئكم بشهر رمضان الكريم، شهر الغفران والرحمة والتسامح، بعد أن منّ الله عز وجل علينا وعليكم ببلوغه، وكما تعلمون -حفظكم الله- أن المواطن لم يهلّ عليه هلال هذا الشهر إلا وهو (منتوف الريش) من لهيب الصيف ومناسباته وتكاليفه، ثم لن تنتهي معاناته مع نهاية رمضان؛ بل سيستقبله عيد الفطر، ثم بداية الدراسة، وبعدهما مباشرةً عيد الأضحى، وعليه أن (يدفع.. ويدفع) فقط وبالتي هي أحسن (والحسابة بتحسب) حتى آخر رمقٍ فيه، وآخر قرشٍ في جيبه.! (أحباءنا) التجار؛ قد نكون أخطأنا في حقكم كثيراً من قبل، وأسأنا التصرف معكم، جهلاً منّا وسوء تقدير، فقد (شكوناكم) مراراً (لوزارتكم) وزارة التجارة، ولم نجد إلا التجاهل والوعود الوهمية، واستصرخنا كثيراً بجمعية حماية (التاجر).. (عذراً) أقصد حماية (المستهلك)، ولا حياة لمن تنادي، ولعلكم في هذه الأيام المباركة تقبلون اعتذارنا وأسفنا؛ فالعفو والتسامح من شيم (التجار) العظماء، وها نحن اليوم بين أيديكم بعد أن تيقنّا أن لا مفر منكم إلا إليكم؛ فارحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء..! أيها التجار (الكرماء)؛ لعل وراء (أرصدتكم) ورؤوس أموالكم (العظيمة) قلوباً (كبيرة)؛ تُشفق على مواطنيكم (الصالحين) والطيبين جداً، والمفلسين و(المطحونين)جدا جدا، وبما أنكم ستصومون في هذا الشهر عن الطعام والشراب و(ما سواهما) مما يجرح صيامكم ويخدش طاعاتكم؛ فهلّا تفضلتم بالصيام عن (جيوب) المواطنين البؤساء؛ ليكتمل صيامكم ويتم ثوابكم، ولتحتسبوا في ذلك من الله الأجر والثواب..! ختاماً؛ أيها التجار (الأتقياء) يا أهل (الزهد) و(الورع)؛ صوموا عن أموال المواطنين (الفقراء)، فقد يكون أكلها من أعظم مفطرات الصيام..! خالد السليمان «هاشتاق» زيادة الرواتب ! ينشط هذه الأيام في «تويتر» وسم يطالب بزيادة رواتب الموظفين، وفي كل مرة يطرح موضوع المطالبة بزيادة الرواتب تحضر العاطفية وتغيب الموضوعية، لذلك أسأل المشاركين بمثل هذه المطالبة عما إذا كانوا ينظرون إلى المواطنين غير الحكوميين بعين الاعتبار؟! فعندما أقرت الحكومة في السابق زيادة رواتب الموظفين الحكوميين وصرفت بدلات الغلاء لمواجهة أعباء المعيشة رافق ذلك ارتفاع في تكلفة المعيشة لم يميز بين موظفي القطاع العام أو الخاص، وقد كتبت حينها محذرا من أن المواطنين العاملين في القطاع الخاص والمتسببين والعاطلين الذين لم يستفيدوا من الزيادات أو يشملهم صرف بدل الغلاء لن يصيبهم من ذلك غير أثر ردة فعل السوق الذي سيسعى لامتصاص هذه الزيادة، وهو ما حصل بالفعل! واقترحت حينها بدلا من ذلك أن يتم تقديم إعانة نقدية لكل مواطن، بالإضافة إلى تقديم حزمة من تخفيضات رسوم و أجور الخدمات الحكومية وتخفيض تعرفة الشريحة الأدنى لاستهلاك الكهرباء ودعم برامج تمويل الإقراض الحكومية حتى تتحقق العدالة بين جميع المواطنين! فأعباء الحياة لا تفرق بين موظف القطاع العام وموظف القطاع الخاص، كما أن العوز والحاجة عندما يطرقان بابا، فإنهما لا يستأذنان ساكن الدار ولا يسألانه عن صفة قطاع عمله! رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي: «هاشتاق» زيادة الرواتب !