تقول العرب: اسمٌ على مسمى للشيء الذي يتطابق المُسمى فيه مع معنى الاسم..! الحق أن الأمير مقرن هو كذلك... فمقرن معناه في اللغة الجامع. إذا تأملنا ذلك وجدنا صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز قد جمع السياستين في جعبته.. أعني الخارجية بصفته مستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، وتوليه قبل ذلك حقيبة الاستخبارات السعودية لمدة امتدت سبع سنوات، وفي أشد مرحلة حرجة تمر بها المنطقة. أما الداخلية فخبرته في إمارة منطقة حائل التي امتدت لأكثر من عشرين عاماً، ثم إمارة منطقة المدينةالمنورة لمدة ربت على الست سنوات كفيلة بأن تجعله ملماً بالشأن الداخلي كله. الحق أن هذه المرحلة تحتاج ديناميكية الأمير مقرن التي عُرف بها.. لذا جاء اختياره منسجماً مع التطلعات الشعبية لتستمر عجلة التغيير التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - قبل أكثر من ثماني سنوات. من الجميل أن يكون النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء عالِماً باحتياجات الوطن والمواطن.. حتى يكون صوتاً للمواطن أمام وزراء الحكومة، ويستطيع التغيير المطلوب في أداء الوزراء في الحال.. والأروع من ذلك هو أن النائب ولأول مرة في تاريخ السعودية لا يكون وزيراً لوزارة ما.. وهذا ما يجعل التطلعات الشعبية تنسجم مع الاختيار وتتفاءل به وتعقد آمالها على التغيير الرامي للتطوير. كما أن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، ومن خلال سيرته العملية في السنوات السبع الأخيرة واهتمامه في الشأن الخارجي للمملكة والتي لها ثقلها الديني والاقتصادي والإقليمي يضيف بُعداً آخر للقرار الحكيم. إن الحديث عن رجل بحجم الأمير مقرن بن عبد العزيز لا يُعد صعباً.. لكنه يحتاج لمساحة أكبر من مقال قصير وعابر.. فمناقبه التي ذُكر بها وتواضعه الجم يعرف به القاصي والداني. غير أن الفرحة الشعبية العارمة بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، حتَّمت هذه الوقفة السريعة مع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي - بإذن الله - سيكون خير خلف لخير سلف. - وكيل جامعة شقراء للدراسات العليا والبحث العلمي