ثمن الإعلامي والكاتب السعودي عبدالعزيز قاسم، موقف العلماء الأخير الذي صدر من القاهرة، وقال في تصريح خاص ل"الوئام" بأن للعلماء مواقف مفصلية على مدى تأريخنا الإسلامي، وهذا الموقف من العلماء وإن تأخر جدا، إلا أنه مهم، لأن المجتمعات الإسلامية تنصاع للفتوى، الذي هو أحد أهم الأسلحة اليوم. وحول موقف الحكومات من الأحداث في سوريا، قال بأن هناك حكومات تقدمت الكل وحتى العلماء، وموقف السعودية من الأحداث في سوريا واضح ومشرف، فنحن من دعمنا الثورة، وكنا مع الشعب السوري ضد النظام النصيري الفاجر، ولكن الحكومات الأخرى تلكأت، وخصوصا مصر، التي أعلنت فقط قبل أسبوعين عبر بيان مرسي الأخير. وأضاف قاسم، الذي يدير برنامج (حراك) في قناة (فور شباب): نفخر بموقف السعودية، التي لم تترك جهدا سياسيا أو دعما ماليا إلا وقامت به، دول الخليج للأسف متأخرة جدا، وبقية الحكومات، وهناك تركيا أردوغان كان موقفها واضحا وقويا، واستضافت اللاجئين السوريين على حدودها والمطلوب أن تصطف بقية الدول العربية، وخصوصا دول الخليج خلف السعودية، التي ستحرص على عدم وصول حكومة متطرفة تتبع القاعدة، بما تخاف الدول الغربية بل منظمات معتدلة الفكر ومتنوعة المذاهب. واستدرك قاسم على بيان العلماء، وقال: "من الضروري أن تتواصل جهود العلماء، يحتاجون لبيان أقوى أيضا، مع إضافة علماء شيعة معتدلين ، ممن استنكروا على إيران وحزب الله دخولهم في الحرب، ولكن لينتبهوا إلى أن الشباب سيستمع لهم، ولذلك لست مع بيان القاهرة بالكامل، والذي يقول بوجوب النصرة والنفرة بالنفس والمال، حيث الأخوة في سوريا لا يحتاجون الرجال ، إلا المتخصصين فقط، ولذلك ينبغي الانتباه لهذا الموضوع كي لا يتورط الشباب هناك، ويكونون عبئنا على المقاومة. وأضاف قاسم: "هناك أمر آخر، وهو وجود بعض جماعات القاعدة في أرض الشام، التي ربما تستقبل الشاب البريء الذي ذهب لأداء فريضة الجهاد، وإذا به يلتاث بفكر القاعدة المتطرف، وينقلب ليكفر الولاة والمجتمعات الإسلامية، من المهم أن نحرص على عدم ذهاب الشباب في هذه الفترة التي يقول فيها الإخوة السوريين بعدم حاجتهم للرجال، وخير من يوجه الشاب المتحمس اليوم هو العالم الشرعي، والداعية الملهم، ولعل بيان الشيخ سلمان العودة، وكذلك تصريح الشيخين عوض القرني وسعد البريك، وجملة من الدعاة مما يحمد لهم في هذا الباب، وإن كنت أدعو إلى بيان علمائي واضح في هذا الشأن". ودعا الإعلامي قاسم، إلى الانتباه لموضوع الدعم الشعبي، وقال: "وأيضا تلك الأموال التي نقوم بالتبرع بها، يجب أن تتجه الى الفصائل التي نطمئن لها، وأنها ليست أذنابا للقاعدة، كي لا ترتد علينا حرابا في خواصرنا، ورصاصا في صدورنا، وليست هذه دعوة للتخذيل، بقدر ما أطلب من الدعاة الذين يتصدون للتبرعات بالانتباه لهذا الموضوع، وللتجار ورجال الأعمال أيضا الذين يقومون بالتبرع تدينا منهم، فكلنا مع الإخوة في سوريا، ولا نقل تعاطفا عن أي أحد، ولكن العاقل من خبُر الدرس، وقد رأينا في محنة العراق كيف ارتدت بعض أموالنا متفجرات في مدننا". وختم قاسم تصريحه بقوله: "موقف العلماء مشرّف ولا شك، ولكننا ننبههم بضرورة استشراف المستقبل الأبعد، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". رابط الخبر بصحيفة الوئام: قاسم: أفيدوا من تجربتي العراق وأفغانستان يا علماءنا