اشتبك مئات من المحتجين اليمنيين المناهضين للحكومة والموالين لها بالقاء الحجارة والعصي في العاصمة صنعاء يوم الثلاثاء في اضطرابات سياسية بدأت من سقوط الرئيس المصري محمد حسني مبارك وهاجم المئات من أنصار الحزب الحاكم مظاهرة سلمية لطلاب وناشطين يقدرون بالآلاف يطالبون الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي عن سدة الحكم ظهر اليوم الثلاثاء امام بوابة جامعة صنعاء . ونقل شهود عيان إن أنصار الحزب الحاكم اخذوا أخشاباً وعصياً من أحد المباني التي يجري العمل فيها، ليستخدموها في قمع المتظاهرين، وكانوا يرددون هتافات تؤيد الرئيس صالح، ويحملون صوره. وقال مراسل رويترز ان نحو ألف متظاهر خرجوا الى الشوارع المؤدية للقصر الرئاسي واعترضتهم شرطة مكافحة الشغب. ولدى تفرقهم في الشوارع الجانبية واجههم مئات من الموالين للحكومة وتراشق الطرفان بالطوب. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الرئيس علي عبد الله صالح بالرحيل وان يأخذ معه اسرته. والرئيس اليمني حليف للولايات المتحدة في حربها على جناح تنظيم القاعدة في اليمن. على سياق متصل ، ادانت منظمات مدنية وحقوقية في اليمن ما اسمته السلوك الحكومي تجاه المتظاهرين وما يلجأ إليه النظام في مواجهة الاحتجاجات الشعبية والمتمثل في إثارة الانقسامات والنزاعات بين المكونات المجتمعية اليمنية ،و تشجيع مجموعات أمنية بزي مدني على ترديد شعارات مناطقية وجهوية. وقال البيان الذي تلقت الوئام نسخة منه ” إن ما حدث اليوم الثلاثاء الموافق 15 فبراير 2011 في جامعة صنعاء من قبل عدد المتظاهرين المنتمين للحزب الحاكم والذين قاموا بترديد شعار “إرحلوا يا براغله” يقصدوا بها ابناء تعز الذين يقومون بتظاهرات احتجاجية يومية في جامعة صنعاء . وطالب بيان مشترك صادر عن خمس منظمات حقوقية ومدنية يمنية هي ( المؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية،المرصد اليمني لحقوق الانسان الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات “هود”،مؤسسة حوار للتنمية الديمقراطية،منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان،منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات،منظمة صحفيات بلا قيود ) القبائل اليمنية إلى عدم الانجرار إلى فخ التحريض الرسمي في مواجهة المحتجبين وإلى إدارك المخاطر الشديدة التي سيؤدي إليها هذا الأمر، والوعي بكونها مكون أصيل للمجتمع اليمني يشاركه المعاناة والمظالم وعليها مسؤولية حماية الناس لا التورط في مواجهتهم، وأن مطالب التغيير تستهدف في الأخير جميع مكونات المجتمع وخلق حالة استقرار وطمأنينة وتنمية وتوزيع عادل للثروة بديلا للإقتال والحروب والفساد التي اكتوى بها المجتمع اليمني بأكمله. وحملت منظمات المجتمع المدني التي أصدرت البيان رئيس الجمهورية المسؤولية المباشرة عن أي تلاعب بورقة الانقسامات الاجتماعية والمناطقية في مواجهة الاحتجاجات المناهضة لحكمه ، وتؤكد على أن آثار هذا السلوك الرسمي ستنعكس بشكل طويل الأمد على الاستقرار الاجتماعي الوطني، كما تؤكد على المسؤولية الجنائية والقانونية الكاملة على القائمين بكافة أشكال التحريض، وعلى كونها وقائع جرمية خطيرة يطالها الدستور والقوانين الوطنية والقوانين الدولية. من جهته قال رئيس تحرير صحيفة الأهالي اليمنية علي الجرادي أن السلطات اليمنية هي من ستجبر الشعب بالانتفاضة ضدها بسبب ممارستها القمعية التي توجهها للمتظاهرين ، وقال علي الجرادي ” ان الرئيس هو المعارضة” فهو يفتح مجالا كبيرا لاستمرار المظاهرات في اليمن بعدد من السلوكيات التي يقوم بها اتباعه . هذا وكان الرئيس اليمني قد قرر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فتح مكتبه في دار الرئاسة لاستقبال المواطنين من مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني للاستماع إلى آرائهم وقضاياهم. ويأتي هذا القرار الذي لا أحد يدري مدى إمكانية تطبيقه فعلياً، في الوقت الذي تتزايد الاحتجاجات الشعبية في عدة محافظات يمنية بما فيها العاصمة صنعاء . وبحسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ فقد قرر الرئيس صالح ان يوطر علاقته التي وصفتها بالحميمة بينه وبين افراد الشعب اليمني التي ظل فخامته يحرص على إقامتها مع كافة أبناء الشعب بمختلف فئاتهم وشرائحهم وذلك بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ويكفل تعزيز الاصطفاف الوطني الواسع إزاء كافة التحديات التي تواجه الوطن سواء من قبل القوى المتربصة والحاقدة على الوطن وثورته ووحدته من بقايا النظام الأمامي الكهنوتي أو القوى الانفصالية المرتدة على الوحدة أو من أصحاب الأجندات الخارجية المتآمرة على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية ومكاسبه وانجازاته”. ولم تذكر المصادر أوقات محددة لاستقبال المواطنين أو طريقة التنسيق للقاء الرئيس ومن المقرر أن يناقش الرئيس كافة القضايا والمستجدات والاستماع إلى مختلف الرؤى والأفكار والاستفادة منها “بما يخدم الوطن ويصون أمنه واستقراره ووحدته ويحافظ على مكاسبه وانجازاته التي حققها في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، باعتبار ان الوطن ملك الجميع ومسؤولية بنائه والحفاظ عليه مسؤولية الجميع”.