وجهت لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم السعودي في الحلقة الثالثة من المهرجان، سهام الانتقاد اللاذع لبعض الأفلام التي تم عرضها مساء الأحد الماضي وهي " السيكل، والتالي، وماجيك بول " وجميعها أفلام روائية قصيرة لم تتجاوز مدة كل واحد منها الثلاثون دقيقة، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي " طائرة ورقية ". وأخذ فيلم" التالي " للمخرج ماهر الغانم وللكاتب علي آل حمادة النصيب الأكبر من الانتقاد، وهو ما يبدو واضحاً حين أجمعت لجنة التحكيم بأن مسار الفيلم تشتت في أكثر من إتجاه، وهو ما أضاع لب القصة التي كان من المفترض أن يكون محورها الطفلة التي ظهرت في الفيلم و كذلك الأم والعم، ولكن يبدو أن كاتب القصة والسيناريو ضاع في تحديد هدفه الأول بأن يكون هذا الفيلم قصيراً أو طويلاً، وهو الأمر الذي أسهم في خروج مسار الفيلم إلى خطوط أخرى ليفقد المشاهد معها التركيز على قصة محورية محددة ، مثل إقحام مجاميع العصابات و فرض لغة التهديد للسرقة والتي قال عنها د. فهد اليحيا بأنها على طريقة الأفلام الهندية أو ما تعرف بسينما بوليود، وواصفاً بعض أفراد العصابة التي ظهرت في الفيلم بأنهم " عاهات " .!
من جانبه وجه مدير المهرجان المخرج ممدوح سالم خلال إدارته للحوار مع أعضاء لجنة التحكيم سؤالاً حول أول الأفلام التي عرضت في هذه الحلقة وهو فيلم " السيكل " حيث أشار في سياق سؤاله للمخرجة هناء العمير، حول تتابع اللقطات وترابطها مع أحداث الفيلم خصوصاً إذا علمنا أن في السينما ما يعرف بأن افتقاد اللقطات لحلقة الوصل بعدم ضرورياتها، فجاء رد العمير بقولها : بشكل عام الكوادر التي تم تقديمها في فيلم " السيكل " جيدة، لكن المشكلة تكمن في بداية الفيلم، فما شاهدته بأن بطل الفيلم الحقيقي هو الطفل، فالقصة تدور حول هذا الطفل رغم أن المخرج لم يوفق ببداية اللقطات بالخال ، من جهته استغرب الفنان الأكاديمي عبدلاله السناني اغراق فيلم " السيكل " بالسوداوية منوهاً بتأكيده لمطالباته العام الماضي لفناني الشرقية بالبعد عن هذا الخط والاتجاه إلى لغة التفاؤل والأمل، ومن جانبه علق الروائي عبده خال عن فيلم " السيكل " بقوله أن توقعاته ذهبت وأدراج الرياح عندما وجد محتوى الفيلم لا يحمل أي دور حقيقي للسيكل فالبطولة إنحرفت عن هذا المسمى كلياً . يذكر أن أحداث فيلم " السيكل " للمخرج محمد سلمان تجسد قصة حقيقية حدثت في السعودية بالمنطقة الشرقية في فترة السبعينات، حيث يحكي كاتب القصة والسيناريو عباس حايك عن العلاقة الوطيدة بين أحد الأطفال وخاله، حيث يتعرض الخال لحادث وهو يقود دراجته الهوائية ( السيكل ) لتبدأ معها حالة الفقدان التي يكون بطلها الطفل وليس " السيكل " . !
وبعد ذلك توالى عرض الأفلام فبعد " السيكل " و التالي " جاء دور الفيلم الثالث وعنوانه " ماجيك بول" للمخرج فيصل الحربي و تدور احداث الفيلم حول عدنان الشاب العربي الذي تدخل حياته الماجيك بول لتغير حياته و تفرض سيطرتها عليه حيث لم يحظى أيضاً بالترحيب من خلال فكرته من قبل لجنة التحكيم، ولكن جاءت الإشادة من خلال مواقع تصوير العمل وبالذات التي كانت في الملعب وأيضا بمعلق المباراة ليستفسر البعض من أعضاء اللجنة هل هو معلق حقيقي للمباريات أم مجرد ممثل أجاد في دور التعليق.! أما الفيلم الرابع وهو من الأفلام الوثائقية والذي لا يتجاوز في مدته 3 دقائق ويحمل عنوانه " طائرة ورقية " حيث سنحت للمخرج السعودي بدر الحمود فرصة التصوير في أحد أخطر المناطق في العالم (الفافيلا) المناطق العشوائي في البرازيل ، ورصد من خلالها الآثار الجسيمة للعنصرية التي تكونت مع هذه المناطق في القرن الماضي ، لكن جاء الانتقاد الأبرز من خلال اللجنة بقولهم أن الفيلم لم يكن وثائقياً بل مجرد عبارة عن تقرير أخباري .!. رابط الخبر بصحيفة الوئام: هجوم لاذع من لجنة تحكيم مهرجان الفيلم السعودي على أفلامه المعروضة