ترك جنود ماليون موقتا هذا الاسبوع مواقعهم في بلدة ديابالي شمال غرب مالي، واطلقوا الرصاص في الهواء مطالبين بدفع علاوة قبل ان يحصلوا على مطالبهم، على ما افادت الاحد مصادر متطابقة بحسب وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب). واعلن مصدر اداري في سيغو (جنوب ديابالي) لفرانس برس في اتصال هاتفي ان “عشرات من العسكريين الماليين المنتشرين في ديابالي مع عسكريين من بوركينا فاسو تركوا مواقعهم الخميس والجمعة وعادوا الى سيغو مطالبين ب+علاوة لانتشارهم في ميدان العمليات+ واطلقوا الرصاص في الهواء”. وقال احد الجنود طالبا عدم ذكر اسمه ان “علاوتنا +للانتشار في ميدان العمليات+ حق، ولذلك تركنا موقعنا والان سويت المشكلة وعدنا الى ديابالي” مؤكدا ان “عسكريين غاضبين اطلقوا فعلا الرصاص في الهواء” لكنه “لم يكن رصاصا كثيفا”. وقال ضابط مالي في سيغو ان “كل شيء انتهى وعاد الجنود الى ديابالي لكن الزعماء عوقبوا في سيغو” كبرى مدن المنطقة. وتنتشر قوات فرنسية وافريقية في القوة الدولية لمساندة مالي (ميسما) منذ كانون الثاني/يناير في مالي لمكافحة الحركات الاسلامية المسلحة التي باتت متحصنة خصوصا في اقصى شمال شرق البلاد. من ناحية اخرى اعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس الاحد ان “حفنة” من “الفرنسيين او المقيمين في فرنسا” موجودون حاليا في مالي الى جانب الجهاديين في حين انهم ب”العشرات” في سوريا. وقال الوزير لقناة “بي اف ام تي في” التلفزيونية “هناك اليوم من دون شك حفنة من الفرنسيين او المقيمين في فرنسا في مالي. لا يمكن الحديث عن شبكة”. وتدارك “لكننا نعلم بان هناك شبكات ومجموعات، يمكن ان يكون هناك شبكات حين يتعلق الامر بنقل جهاديين مبتدئين، بالامس في افغانستان او في باكستان واليوم هم بالعشرات في سوريا”. واكد ان وجود “حفنة من هؤلاء في الصومال، في اليمن او الساحل هو امر بالتاكيد يثير القلق”. وبالنسبة الى التدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي بدأ في 11 كانون الثاني/يناير، اعتبر فالس انه “لو لم يحصل هذا التدخل لكانت مالي اليوم دولة ارهابية على ابواب المغرب العربي”. واضاف ان “هذا العدو الداخلي”، اي المتطرفين الذين احتلوا شمال مالي حتى وقت قريب، “نحاربه ايضا” في فرنسا. وتابع ان “قضية الارهاب هذه هي من دون شك احد التحديات ليس لفرنسا فحسب بل لاوروبا ودول افريقيا والمغرب. علينا الا ننسى ان اولى ضحايا الارهاب اليوم في العالم هم المسلمون قبل سواهم”. ودعا الى “مقاتلة الخطر الذي لا يزال قائما في شكل افضل (…) بالتاكيد في مالي مثلا، وايضا الارهاب الذي ولد في بلادنا، الذي ولد في احيائنا”. واذ ذكر الوزير الفرنسي بان محمد “مراح قتل (قبل عام) جنودا فرنسيين لانهم كانوا جنودا، وقتل يهودا لانهم كانوا يهودا”، قال “هناك معاداة للسامية ولدت في هذه الاحياء الشعبية. انها عملية تنقل الشبان المهمشين والشبان المدمنين الى اسلام اصولي”. وتحدث في السياق نفسه عن معاداة للسامية “قوية جدا (…) تتغذى من النزاع في الشرق الاوسط وتستند الى كره لفرنسا ولقيمنا”. وقال ايضا “هناك اليوم ازمة هوية يعيشها عدد معين من هؤلاء الشبان يمكن ان تقودهم الى الاسوأ”، مشددا على ان “الرد لا يمكن ان يكون امنيا فقط، ينبغي ان يكون ردا من المجتمع برمته”. وفي هذه الاثناء بحث الرئيس المالي ديونكوندا تراوري الاحد في نواكشوط الوضع في مالي مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، كما افادت مصادر متطابقة. وعقد تراوري الذي وصل الاحد الى العاصمة الموريتانية في زيارة ستختتم الاثنين، اول لقاء على انفراد عند الظهر مع نظيره الموريتاني. واعلن مصدر دبلوماسي موريتاني لوكالة فرانس برس ان “الوضع في مالي طغى على المباحثات”. ولا تشارك موريتانيا في الحرب التي تشنها القوات الفرنسية والافريقية منذ كانون الثاني/يناير ضد المجموعات الجهادية التي كانت تحتل شمال مالي منذ العام الماضي. لكن الرئيس عبد العزيز اعلن في الرابع من اذار/مارس ان بلاده باتت على استعداد للتدخل عسكريا لدى الدولة الجارة في اطار نشر قوة للامم المتحدة في مالي. والقوة الافريقية في مالي قد تتحول في غضون بضعة اشهر الى بعثة للامم المتحدة. وقد طلب مجلس الامن الدولي من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تقديم تقرير قبل نهاية اذار/مارس حول امكانية اقرار عملية سلام في هذا البلد. وبعد نواكشوط، يتوجه الرئيس المالي الاثنين الى دكار حيث سيجري محادثات مع رئيس الدولة السنغالية ماكي سال الذي تشارك بلاده في القوة الافريقية في مالي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: جنود ماليون غاضبون يتركون مواقعهم موقتا