استضافت اللجنة الوطنية لرعاية أسر السجناء والمفرج عنهم وأسرهم ” تراحم ” بمنطقة مكةالمكرمة ورشة عمل بعنوان ” آلية تفعيل بدائل السجون ” بمقرها الدائم بمكةالمكرمة، بحضور قاضي المحكمة الجزائية الشيخ فهد العماري، وعدد من القضاة، مدير عام إدارة تنفيذ الأحكام بإمارة منطقة مكةالمكرمة عبد الله بن علي آل قراش، مدير مشروع تعظيم البلد الحرام الشيخ طلال أبو النور، عضو مكتب الدعوة بالشرائع الاكاديمي بجامعة أم القرى الدكتور ستر الجعيد، وعضو هيئة التحقيق والادعاء العام ضيف الله الثبيتي. من جانبه أوضح رئيس لجنة “تراحم” يحيى عطية الكناني، أن ورشة العمل جاءت بهدف إيجاد عقوبات بديلة للسجون خاصة لمن وقع في أخطأ بسيطة، وأن هذه البدائل من شأنها إصلاح المحكوم عليهم ومساعدتهم للعودة لطريق الصواب، واثبتت التجارب أن 30 محكوما استفادوا من الأحكام البديلة، بحسب افادة المعنيين بتقيم التجربة، وأن تلك البدائل لها انعكاسات ايجابية خاصة على أسر المحكوم عليهم. وبناء على ورغبة بعض أصحاب الفضيلة القضاة, ومدير شعبة الإصلاحية بمكةالمكرمة العميد محمد بن هشلول وعدد من مديري مكاتب الدعوة والمهتمين الذين لهم مشاركات وإسهامات في دعم التوجه إلى تطبيق الأحكام البديلة للسجون، وامتدادا لما تم عقده من ورش عمل سابقة احتضنتها كلية خدمة المجتمع بجامعة أم القرى، وإصلاحية مكةالمكرمة، وما قام به مدير عام السجون بالمملكة اللواء علي بن حسين الحارثي من اجتماعات مع معالي وزير العدل حول العقوبات البديلة للسجون. ومن جانبه أكد مدير عام إدارة تنفيذ الأحكام بإمارة منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل قراش، على اهتمام إمارة منطقة مكةالمكرمة بتوجيه سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، بتطوير منظومة الأمن عامة ومتابعة وتنفيذ الأحكام, وتطوير السجون من الناحية البيئية والتنظيمية, وكل ما يتعلق برعاية الإنسان, مشيرا إلى أن هناك تطوير لآلية العمل بحيث يتم تعميم استخدام التقنية الآلية الحديثة في رصد ومتابعة بيانات المحكومين . ثم استعرضت التجارب الناجحة للجهات المشاركة في تنفيذ وتطبيق الأحكام البديلة ومنها مشروع تعظيم البلد الحرام، وقال مدير المشروع الدكتور طلال أبو النور :” أن الحكم على المذنب يهدف إلى كفه وعقابه وإيجاد بدائل ايجابية لديه في الاتجاه الصحي, وهذا ما يركز عليه البرنامج المعد لدى مشروع تعظيم البلد الحرام” . ثم قدم أبو النور تقريرا عن الآليات التي اعتمدت تجاه احتواء ودمج وتوجيه المحكوم عليهم الموجهين, وتطرق إلى تفاعلهم مع البرامج المعدة لهم, واستمرار بعضهم في الاتصال مع المشروع بعد انتهاء فترة الحكم المقرر عليهم, مما يدل على الايجابية الأخرى لبرنامج التوجيه والاحتواء وتحسن السلوك لديهم. وأعرب الدكتور ستر الجعيد, عن ضرورة تعاون جميع الجهات المهتمة بنجاح إحلال بدائل السجون, لإنشاء مركز إشراف موحد لتنفيذ برامج إصلاحية موحدة وتعد برامجها الإصلاحية بتضافر جهود الجهات المشاركة فيه, مع توحيد إجراءاتها الهادفة إلى ضبط تنفيذ العقوبات البديلة وفعالياتها. وأضاف عضو هيئة التحقيق والادعاء العام ضيف الله الثبيتي، أن الأنظمة المحددة تحكم كثيرا من الإجراءات التي ربما لا تتفق مع الاتجاه إلى تطبيق الأحكام البديلة للسجون، وان الحاجة تدعو إلى مراجعة وتطوير بعض هذه الأنظمة مقدما عدد من الاقتراحات والاراء حول ذلك. وبينت مكاتب الدعوة العوائق التي تعترض تنفيذ الأحكام البديلة لديها، عدم وجود آلية لمتابعة المحكوم عليه لقلة الموظفين لديها وعدم التزام المحكومين بالانتظام ، وحاجتهم إلى التهيئة النفسية ليتم التوافق مع الجهة التي يحالون إليها، وكذلك توفير البيانات عنهم لأن ذلك يساعد على كيفية التعامل معهم. واستعرض المشاركون في ورشة العمل ، الورقة التي قدمها عضو لجنة تراحم عبد الحميد العمري، وتضمنت المعاناة التي تعيشها أسرة السجين وبعض المقترحات بشأن العقوبات البديلة . وخرجت ورشة العمل بثمانية توصيات جاء في أولوياتها، الحاجة إلى العمل على مراجعة بعض الأنظمة مع الجهات المختصة، التعاون والتنسيق بين الجهات التي تستقبل المحكومين بالأحكام البديلة، وضع أهداف محدده وآلية وإجراءات موحده وجهة إشرافية ، للتنسيق بين الجهات المتعاونة في تنفيذ الأحكام البديلة، الحرص على التهيئة النفسية للمحكوم، والعمل على إعلاء قيمته الإنسانية وقيمه الإسلامية، وإدراجه في حركة إيجابيه وبيئة فاعله لصرفه عن السلبيات، العمل على نشر القيم الإسلامية في المجتمع لأنها العامل الهام الوقائي الذي يحد من الوقوع في المخالفات بين الأفراد. وترد أفراد السلطة الأمنية والإدارية عن تجاوز الحدود في استخدام السلطة التي منحت لهم، ليعم الأمن المجتمعي بين الجميع بإذن الله، وتحديد جهة مختصة لمتابعة تنفيذ الأحكام البديلة أو تكليف شخص مختص بالمتابعة كحل مؤقت، وأن تكون هناك لجنة دائمة بإشراف إمارة المنطقة للدراسة وأعداد تقارير عن أسباب الجرائم واقتراح الحلول ومتابعة التوصيات، ودراسة إمكانية إعطاء المحققين في التحقيق والادعاء العام، صلاحية الإحالة فوراً للمحكمة, دون توقيف بأمل إصدار حكم يتضمن عقوبة بديلة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «8» توصيات لتفعيل بدائل السجون ب” تراحم مكة”