استضافت اللجنة الوطنية لرعاية أسر السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم " بمنطقة مكةالمكرمة ورشة عمل بعنوان " آلية تفعيل بدائل السجون " بمقرها الدائم بمكةالمكرمة، بحضور قاضي المحكمة الجزائية الشيخ فهد العماري، وعدد من القضاة، ومدير عام إدارة تنفيذ الأحكام بإمارة منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل قراش، ومدير مشروع تعظيم البلد الحرام الشيخ طلال أبو النور، وعضو مكتب الدعوة بالشرائع الاكاديمي بجامعة أم القرى الدكتور ستر الجعيد، وعضو هيئة التحقيق والادعاء العام ضيف الله الثبيتي. وخرجت ورشة العمل بثماني توصيات: الحاجة إلى العمل على مراجعة بعض الأنظمة مع الجهات المختصة، التعاون والتنسيق بين الجهات التي تستقبل المحكومين بالأحكام البديلة، وضع أهداف محددة وآلية وإجراءات موحدة وجهة إشرافية، للتنسيق بين الجهات المتعاونة في تنفيذ الأحكام البديلة، الحرص على التهيئة النفسية للمحكوم، والعمل على إعلاء قيمته الإنسانية وقيمه الإسلامية، وإدراجه في حركة إيجابية وبيئة فاعلة لصرفه عن السلبيات، العمل على نشر القيم الإسلامية في المجتمع لأنها العامل الهام الوقائي الذي يحد من الوقوع في المخالفات بين الأفراد. ومن جانبه أوضح رئيس لجنة "تراحم" يحيى عطية الكناني، بأن ورشة العمل جاءت بهدف إيجاد عقوبات بديلة للسجون خاصة لمن وقع في أخطأ بسيطة، وأن هذه البدائل من شأنها إصلاح المحكوم عليهم ومساعدتهم للعودة لطريق الصواب، واثبتت التجارب أن 30 محكوما استفادوا من الأحكام البديلة، بحسب افادة المعنيين بتقيم التجربة، وأن تلك البدائل لها انعكاسات ايجابية خاصة على أسر المحكوم عليهم. وأكد مدير عام إدارة تنفيذ الأحكام بإمارة منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل قراش، على اهتمام إمارة منطقة مكةالمكرمة بتوجيه سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، بتطوير منظومة الأمن عامة ومتابعة وتنفيذ الأحكام, وتطوير السجون من الناحية البيئية والتنظيمية, وكل ما يتعلق برعاية الإنسان, مشيرا إلى أن هناك تطوير لآلية العمل بحيث يتم تعميم استخدام التقنية الآلية الحديثة في رصد ومتابعة بيانات المحكومين. ثم استعرضت التجارب الناجحة للجهات المشاركة في تنفيذ وتطبيق الأحكام البديلة ومنها مشروع تعظيم البلد الحرام، وقال مدير المشروع الدكتور طلال أبو النور :" إن الحكم على المذنب يهدف إلى كفه وعقابه وإيجاد بدائل ايجابية لديه في الاتجاه الصحي, وهذا ما يركز عليه البرنامج المعد لدى مشروع تعظيم البلد الحرام". ثم قدم أبو النور تقريرا عن الآليات التي اعتمدت تجاه احتواء ودمج وتوجيه المحكوم عليهم الموجهين, وتطرق إلى تفاعلهم مع البرامج المعدة لهم , واستمرار بعضهم في الاتصال مع المشروع بعد انتهاء فترة الحكم المقرر عليهم, مما يدل على الايجابية الأخرى لبرنامج التوجيه والاحتواء وتحسن السلوك لديهم. وأعرب الدكتور ستر الجعيد, عن ضرورة تعاون جميع الجهات المهتمة بنجاح أحلال بدائل السجون, لإنشاء مركز إشراف موحد لتنفيذ برامج إصلاحية موحدة وتعد برامجها الإصلاحية بتضافر جهود الجهات المشاركة فيه, مع توحيد إجراءاتها الهادفة إلى ضبط تنفيذ العقوبات البديلة وفعالياتها. وأضاف عضو هيئة التحقيق والادعاء العام ضيف الله الثبيتي، أن الأنظمة المحددة تحكم كثيرا من الإجراءات التي ربما لا تتفق مع الاتجاه إلى تطبيق الأحكام البديلة للسجون، وان الحاجة تدعوا إلى مراجعة وتطوير بعض هذه الأنظمة مقدما عدد من الاقتراحات والاراء حول ذلك.