قال أستاذ الدراسات العليا في جامعة الأمير نايف د. منصور الجهني، إن غياب المعلومة الصحيحة يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة مما يضعف من جودة أداء الأعمال التي تقوم بها الأجهزة الحكومية ، مؤكدا في ذات السياق بأن لدينا أزمة في المعلومة الصحيحة المقدمة من المواطن مما أدي إلى هدر في الجهود، مطالبا العمل على خلق حس امني لدى المواطن في المقام الأول حيث ان تطبيق الجودة سيؤدي إلى خفض معدل الجريمة وبتالي تخفيض الفاقد على المستوى الاجتماعي و الصناعي، جاء ذلك خلال إلقائه الضوء على “صناعة الجودة في المؤسسات الأمنية” في المؤتمر الرابع للجودة بجامعة حائل. وقد بدأت صباح أمس أولى جلسات المؤتمر الرابع للجودة وترأسها معالي الدكتور سعد بن عثمان القصبي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، حيث كشف رئيس المركز الأوربي للجودة الدكتور محمد زائيري عن أفضل الممارسات الدولية في بناء إستراتيجية الجودة من خلال النموذج الأوربي والأمريكي والياباني، ودعا إلى تبني ذات الفكر ووضع نموذج سعودي للجودة. وتتطرق إلى بناء الإستراتيجية الوطنية للجودة من خلال دعم ونشر ثقافة الجودة وتعزيز البنية التحتية للجودة في جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية والحكومية مثمنا دعم القيادة العليا في المملكة لتبني خطط وبرامج الجودة من خلال إطلاق خادم الحرمين الشريفين لمشروع الإستراتيجية الوطنية للجودة، مستشهدا بأن ماليزيا طبقت الجودة الشاملة منذ عام 1990 وحققت حوالي 65% من رؤيتها، مشددا على إن يكون هناك سقف الطموح في تحقيق الإستراتيجية عاليا، وحول بناء الإستراتيجية أوضح زائري . فيما بين عضو مجلس الشورى الدكتور خالد العواد، أهداف الخطة الإستراتيجية للجودة وكيفية بنائها من خلال مشاركة جميع مؤسسات الدولة في بناء الإستراتيجية وأهمية توطين ثقافة الجودة في المجتمع وتمكين كافة القطاعات للمشاركة في هذه الإستراتيجية موضحا انه سيتم بدء العمل والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة خلال الشهر ويتم الإعلان عن التصور الكامل لمحتويات هذه الوثيقة خلال عام، مبينا ان الغاية لهذه الإستراتيجية تتمثل في تعزيز الولاء والانتماء للمملكة والإسهام في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والمحافظة عليها والمساهمة في حماية المستهلك والتأثير في رفع مستوى القدرة التنافسية للمنتجات والخدمات بالمملكة لتكون الخيار الأمثل الذي يحظى بالثقة ودرجة التفضيل الأعلى مقابل مثيلاتها من دول العالم. وأكد الدكتور ياسر إبراهيم العبيداء مدير الجودة والاعتماد بمستشفى قوى الأمن بالرياض، أن الأخطاء الطبية أصحبت وباء منتشر في جميع المستشفيات عالميًا ومحليًا قد تتسبب في عدم فاعلية العلاج أو تأخيره أو تأثيره سلباً على المريض بل أسوأ من ذلك تعرضه لإعاقة دائمة أو حتى موته, مطالبًا خلال تقديمه لجلسة بعنوان ” المبادرات الوطنية الدولية لسلامة المرضى ” بضرورة فتح مركز لسلامة المريض , نافياً وجود دراسة عملية حول الأخطاء الطبية ومدى انتشارها عالمياً ، أما في المملكة فهناك اهتمام متزايد في وعي المجتمع والتغطية الإعلامية في مواضيع سلامة المرضى ومع تطبيق التأمين الصحي والقضايا المتزايدة تظهر الحاجة إلى التركيز على الأعباء المالية المتعلقة بسلامة المرضى، وتبين النظرة العامة للبحث لدى الهيئات الصحية فيما يتعلق في مدى النتائج المعاكسة في حوادث وأخطاء سلامة المرضى. وبين د.العبيداء انه وفقاً للتعليقات المتوافرة فإن مستوى الأخطاء في قطاع الصحة في الوقت الحاضر يرتفع بشكل غير مقبول، وانه في المملكة تظهر الحاجة إلى تدشين التحسينات في سلامة المرضى وذلك يتطلب إدارة حازمة ووضع أهداف محددة وخطة عمل لمتابعة التقدم وبناء قاعدة معلومات متكاملة. ويؤكد د. العبيداء أن الدراسات التي عملت في الولاياتالمتحدة أوضحت أن نسبة 70٪ من الأخطاء الطبية التي أدت بحياة أكثر من 100,000 أمريكي كل سنة يمكن الوقاية منها ومنعها سواء بزيادة الوعي عند المرضى حول سلامتهم أو إقامة نظام لضمان سلامة المرضى في المنشآت الصحية، مشددًا على كل عضو في الفريق الطبي المعالج بإعطاء معلومات طبية كاملة للمريض لأن الدراسات أثبتت أن مشاركة المريض في القرارات المهمة تعطي نتائج أفضل في تحسين الحالة الصحية للمريض وتقلل بشكل كبير من الأخطاء الطبية وان أي شخص في الفريق الطبي سواء أكان في الجهاز الطبي أو التمريضي أو الصيدلي يجب أن يكون ملما بالحالة الصحية وعنده معلومات أساسية عن المريض وعلاجه ويعرف جميع الأدوية التي يستخدمها المريض سواء أدوية كيميائية أو عشبية، وعن المرضى لابد من اختيار المستشفى التي أجريت فيها عمليات كثيرة مماثلة لنفس الحالة لأن الدراسات أثبتت أن المرضى يحصلون على نتائج أفضل إذا تم علاجهم في مستشفيات لها خبرة كبيرة في حالة هؤلاء المرضى، كذلك من حق المريض معرفة كل صغيرة وكبيرة عن حالته المرضية وعن الخطة العلاجية المعدة له لأن الكثير من المعلومات قد تكون مهمة جداً في منع أي خطأ ممكن أن يحصل لا سمح الله. رابط الخبر بصحيفة الوئام: خبراء:الجودة في العمل الأمني تسهم في تخفيض الجريمة