في مقالي الأسبوع الماضي حول (التعليم العالي وجلد الذات ) أوضحت رأيي في السيل الجارف من الكتابات عن التعليم العالي ومؤسساته والقائمين عليه. كنت وماأزال أدعو لتجنب ( جلد الذات ) ونحن نعالج قضاياه ونتلمس لها الحلول . كما استعرضت نماذج من النقد لكتاب غربيين وكيف كانوا – في كتاباتهم – موضوعيين في طرحهم وواضحين في تشخيص مشاكل التعليم العالي لديهم , كما أنهم في نفس الوقت يقدمون الحلول ويقترحون طرق التغيير والتطوير . كم أسعدني ردود فعل بعض الكتاب المعروفين وغيرهم، على مقالي، والتي تفاوتت بين مؤيد ومساند ومعترض وساخر. . بل والنعت بصفات التبعية والكتابة من داخل المنظومة (كما ذكر أحد الأصدقاء !) …….كل ذلك متوقع ومقبول ومفهوم … بل هو مرجو.. لنهييء أنفسنا للنقد البناء لخدمة أهدافنا ورؤانا الكبرى. لذلك رأيت أن أوضح وأؤكد أنني سأستمر في طرح قضايا التعليم العالي، مؤيداً تارة وناقداً تارات أخرى, ولكم أعجبني ماأرسلته مشكورة د/ زكية بخاري- جامعة طيبة – حول النقد البناء في مقال بعنوان (أهم النصائح للتواصل عن طريق النقد ) Most crucial Tips When Communicating Criticism للكاتبة Michelle Mazur نقلا عن موقع 12most.com وليسمح لي القراء بعرض بعض منها – بتصرف – لأهميتها (برغم وضوحها !) كما سيأتي: ” ليتذكر الكاتب (الناقد ) أن كتاباته هي انعكاس له ولشخصيته وفكره, وينبغي أن تأتي كلماته من القلب كما ويجدر بتلك الكتابات(النقد) أن تكون محددة وواضحة وتستخدم البيانات والحقائق قدر الامكان , وأن تسعى لتقديم حلول أو أفكار بديلة, إلا أنه من المهم تجنب الاتهام والتجريح واستعمال اساليب الغمز واللمز، ومن الخطير الدخول للنوايا والإنتهاء بالتخوين ابدا ابدا. إن من يمارس النقد ينبغي أن يقدم الإيجابيات توطئة لنقده الصادق والصريح . لكل ذلك فمن المسلم به أننا صادقون في النقد ولا مكان للعلاج بالهزّات والصدمات إلا بضوابط محددة. “ ياسادة , إن النقد البناء الهادف ببساطة هو حوار مجتمعي بامتياز . . يهدف إلى أن يتشارك المجتمع في آرائه، بكافة شرائحه للإرتقاء بالمجتمع نحو الأفضل , والتعليم العالي أنموذج مثالي لتلك الممارسة . وأنا أجزم أن هناك أناسا – في مجتمعنا – يهابون النقد ولم يتعودوا عليه ولا يتقبلونه , لكن لنثق أننا لو واصلنا ممارسة النقد البناء الايجابي فسيتقبله هؤلاء . . ولوبعد حين ! وخصوصا حين يدركون صدق نوايانا ونبل أهدافنا. إن النقد ليس معركة نخوضها ….ولابد فيها من منتصر! . . لكنه هو الطريقة الايجابية للتعبير عن الاختلاف حول الفكرة أو الممارسة وطرح البديل الأصلح من وجهة النظر الآخرى… التي يجب أن تحترم , كل ذلك وغيره … لأجل وطن نحبه جميعا برغم كل ماننتقد فيه . . وبالله التوفيق أ.د. طلال بن عبدالله المالكي وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة رابط الخبر بصحيفة الوئام: التعليم العالي..دعوة للنقد الهادف البناء