التلوث البيئي ومخاطرة على صحة الأنسان من الموضوعات الهامة التي عكفت العديد من الدراسات على إثبات مدى صحتها من خطئها في خطوة لتفاديتلك التاثيرات الضارة على الصحة وقد جاءت التحذيرات العالمية من خطورة التلوث البيئي على تراجع خصوبة الرجال لتدق ناقوس الخطر مرة اخرى بعدما اثبتت عدة دراسات في هذا الشان صحة تلك المقولة ففي إختبار قام به الدكتور ارفين وزملاؤه على 577 رجلاً في استكتلندا تم متابعتهم على مدار 11 عام تبين أن عدد الحيوانات المنوية للرجال قد انخفض من 98 مليون عند الذين ولدوا قبل سنة 1959م إلى 78 مليون للذين ولدوا بعد سنة 1970 . وهو مأكدته دراسة صينية أيضا استمرت من سنة 1981م إلى 1996م على 9292 رجلاً اظهرت هبوط معدل عدد الحيوانات المنوية من حوالي 103 ملايين في سنة 1983 إلى حوالي 83 مليون في سنة 1996 مع تدني نسبة حركتها من حوالي 75٪ في سنة 1982 إلى حوالي 67٪ في سنة 1996م . كماأثبتت عدة دراسات في أنحاء متفرقة من العالم إن معدل الإخصاب عند الرجال في تناقص مستمر ومن هذه الأبحاث دراسة قام بها باحثون من أبردين في اسكوتلاندا وقادها الدكتور باتا شاريا على 16 ألف عينة للسائل المنوي أخذت من 7500 رجل أظهرت تراجعاً لعدد الحيوانات المنوية بنسبة 29٪ من 87 مليون نطفة لكل مليلتر في عام 1989م إلى 62 مليوناً في عام 2002 وقد خلص العلماء من هذه الدراسات الى ان العوامل البيئية لها تاثيرات سلبية على نقص عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال بشكل مطرد حيث اثبتت عدة ابحاث أجريت حول اختلاف جودة السائل المنوي في عدة مدن أوروبية شملت كوبنهاجن في الدنمارك وباريس في فرنسا وادينبرغ في اسكتلاندا وتورك في فينلندا أن أقل نسبة لعدد الحيوانات المنوية ظهرت عند الرجال الدنماركيين يليهم الفرنسيون والاسكتلنديون فيما كان معدل النطاف المتحركة أعلى نسبة لدى الاسكتلنديين يليهم الفنلنديون والدانماركيون، وقد بين الدكتور جورغنسن وزملاؤه الباحثين أن اختلاف تلك النسب يرجع إلى مختلف العوامل البيئية ونمط حياة هؤلاء الرجال في تلك الدول. وهو ما أشارت اليه دراسة أشرف عليها المعهد الفرنسي القومي للصحة العامة بين عامى 1989 و2005، والتي كشفت نتائجها عن تراجع ملحوظ في الصحة الإنجابية للرجال على مستوى العالم، حيث وجد ان متوسط الحيوانات المنوية لدى الذكور قد انخفض بمقدار الثلث لدى حوالي 26 ألف رجل، بما يزيد من مخاطر العقم، كما انخفضت أيضا كمية الحيوانات المنوية السليمة غيرالمشوهة بنسبة مماثلةوهو ما شكل تزايدا في عدد الدراسات العالمية التي تؤيد نظرية انخفاض عدد وحركة والشكل الطبيعي للحيوانات المنوية وتدني نسبة الخصوبة عند الرجال عبر السنين الماضية وتعزوها إلى التلوث البيئي ووجود بعض الهرمونات الأنثوية والكلور بمعدل مرتفع في دم بعض الرجال وياتي هذا في الوقت الذي تزايدت فيه نسبة سرطان الخصية والذي تضاعف خلال الثلاثين عاما الأخيرة، على الرغم من أن بعض الأبحاث من بعض الدول الاخرى دحضت تلك النظرية لا سيما أنها لم تظهر أية نقص في عدد الحيوانات المنوية وحركتها أو أي هبوط في نسبة الخصوبة والحمل في السنوات الماضية.