تلعب الوثائق والمستندات دورا هائلا في الكشف عن مرتكبي الجرائم الجنائية مثل السرقة وتزوير الوثائق والشيكات.ولكن من المعروف للعلماء حتى الآن أن آثار بصمة الأصابع على هذه الوثائق لا يظهر منها بشكل كاف سوى نصف البصمة.ولكن باحثين من إسرائيل قدموا في مجلة الكيمياء التطبيقية “انجيفاندته شيمي” الصادرة في شهر تشرين ثان/نوفمبر في ألمانيا طريقة جديدة تظهر تجاويف بصمة الأصابع بشكل آخر عن الشكل المعروف حتى الآن، وتذكر هذه الطريقة بشكل بعيد بكيمياء التصوير الفوتوغرافي. كان علماء الجريمة يحاولون بشكل أساسي حتى الآن إثبات المكان الذي لمسه جلد الأصابع في الورق، لأن الإنسان يترك أثرا في الورقة عندما يلمسها ويخلف أخاديد من مزيج من الدهون وقشر الجلد والأحماض الأمينية، وهي العناصر التي تشكل البصمة المميزة للإنسان.حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية(د ب أ). ويتم تعزيز هذه البصمة حتى الآن بأساليب مختلفة، خاصة إذا وقعت الورقة التي عليها البصمة في الماء مما يؤدي إلى إزالة الماء للكثير من مواد البصمة.غير أن دانيل ماندلر وجوزيف ألمون، من الجامعة العبرية في القدس، سلكوا طريقا آخر للكشف عن هذه البصمة بعيدا تماما عن الأسلوب الحالي حيث لا يركزون على إظهار البصمة ذاتها، بل إظهار الورق الذي لم يمس من الإصبع بين الأخاديد التي خلفتها اللمسة ويعتمدون في ذلك بشكل رئيسي على دهون الجلد والتي تظل عالقة جيدا بالورق حتى بعد غمسه في الماء. وتحمي هذه الدهون المنطقة الورقية التي تحتها من ملامسة مواد أخرى. ثم يضيف الباحثان جزيئات نانونية خاصة من الذهب على هذا الورق والتي لا تعلق إلا بالألياف الحرة ولا تعلق بدهن الجلد.وتذكر هذه الخطوة الثانية بشكل بعيد بالتصوير الفوتوغرافي الابيض والأسود حيث تتراكم الفضة المضافة على الذهب وتسود المنطقة بين الخطوط الدهنية، والنتيجة: ظهور بصمة بيضاء على خلفية سوداء.